تختلف حدة ظاهرة النينو بين عام وآخر، وإذ أنها أتت مقبواة في السنتين الأخيرتين، يبدو أن نهاية هذه السنة لن تكون سهلة، ف”النينو” التي تلطّفت بالعالم في الأشهر السابقة ستنتقم للطبيعة في الأشهر المقبلة. في هذا الإطار، حذَّر خبراء الأرصاد الجوية من أن ظاهرة الطقس المعروفة باسم “النينو” يمكن أن تسبب فيضانات واسعة وجفافا شديدا، في مناطق مختلفة من العالم خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، إذ قال خبراء الأرصاد من مكتب الأرصاد الجوية البريطانية “Met” إن احتمال حدوث ظاهرة “النينو” خلال الأشهر الثلاثة المقبلة يصل إلى نسبة أكثر من 80%، ويهدد دول جنوب شرق آسيا، إذ سيصيبها بالجفاف الشديد أما مناطق أخرى ستواجه هطول أمطار غزيرة. وذكرت صحيفة “الميرور” البريطانية أن خبراء الأرصاد الجوية أشاروا إلى أن أميركا الوسطى والجنوبية من المحتمل أن تتأثرا أيضا بهذه الظاهرة.
ويستعد قسم الحكومة البريطانية المسؤول عن المعونات الخارجية قبل الظاهرة المتوقعة لمساعدة البلدان المتضررة، حيث يتسبب النينو في ارتفاع درجة حرارة المياه السطحية في المناطق الاستوائية الوسطى والشرقية من المحيط الهادئ، ويرفع من درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم.
وتتلقى إدارة التنمية الدولية “DfID” تحديثات شهرية من دائرة الأرصاد الجوية لإعداد الفرق على الأرض لدعم البلدان وتعبئة الموارد، ومن غير المتوقع أن يكون “النينو” قاسيا مثل سابقه في عامي 2015 و2016، ولكن تعتقد إدارة التنمية الدولية بأن هطول الأمطار الغزيرة قد يؤدي إلى تفشي مرض الكوليرا، بينما من المرجّح أن تؤثر فترات الجفاف الممتد على المجتمعات الضعيفة التي تعتمد على الزراعة.
وأكدت الإدارة أنها تتعاون مع مكتب الأرصاد الجوية للتنبؤ بالبلدان والمناطق الأكثر تضررا، باستخدام أجهزة الكمبيوتر العملاقة لمراقبة الأحداث اليومية.
وقالت البروفيسور شارلوت واتس، رئيسة علماء إدارة التنمية الدولية: “يعد هذا مثالا ممتازا على المساعدات التي تقدمها المملكة المتحدة من خلال بعض التنبؤات الجوية الأكثر دقة في العالم، والتي تربط بين تكنولوجيا الأقمار الصناعية والحواسيب الفائقة المتطورة، والخبراء من البشر لمساعدة الأسر والمجتمعات والحكومات التي تستعد لظاهرة النينو”، مضيفة: “من خلال فهمنا التفصيلي للتأثيرات المحتملة للنينو، يمكننا أن نحدد بشكل أفضل كيفية توصيل المساعدات إلى الأشخاص الأكثر احتياجا، وإنقاذ الأرواح والحد من التضرر الإنساني على المجتمعات المتضررة من خلال العمل والاستعداد لذلك”.
وبيّنت هيلين باي، مديرة التنمية الدولية في مكتب الأرصاد الجوية: “نتعاون مع الإدارة في إعداد إحاطات منتظمة مصممة خصيصا لإيصال إجراءات الإدارة في البلدان التي من المرجح أن تتأثر بتأثيرات الطقس والمناخ”، وأوضحت: “أدت التطورات في تكنولوجيا الحوسبة والنمذجة لدينا إلى تنبؤات أكثر دقة بشأن الطقس والمناخ تمكننا من دعم أعمال وزارة التنمية الدولية في الخارج”.
وحذّرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، الخميس، من أن عام 2018 سيكون رابع أكثر الأعوام ارتفاعا للحرارة على الإطلاق، لكن مع عودة ظاهرة “النينو” يمكن أن يكون عام 2019 في طريقه ليكون أعلى حرارة من عام 2018.
وتتوقّع المنظمة بأن فرصة حدوث “النينو” ستكون من الفترة بين ديسمبر/ كانون الأول 2018، وفبراير/ شباط 2019، مع احتمال استمراره بنسبة 60% حتى أبريل/ نيسان 2019.