يرتبط تغيُّر المناخ وبيئة الغاباتُ إرتبطاً لا ينفصِم. فمن جانب، يُجهِد التغيُّر المناخي الغاباتَ وبيئتها من خلال ارتفاع متوسط درجاتِ الحرارة السنويةِ، وبفعل تبدُل أنماطُ التهطل المطري وتكرُّر أحداثِ الطقسِ الأشد تطرفاً. وفي الوقت ذاته، فأن للغابات والأخشاب وظيفةٌ أساسية في ابتلاع وخزن ثاني أكسيد الكربونَ، مما ينهض بدورٍ رئيسيٍ في التخفيف من ظاهرة تغيُّرِ المناخ. أمّا الوجه الآخر للعملة، فيتضح في أن تدمير الغابات أو استغلالها فيما يفوق طاقاتها الطبيعية يمكن أن يجعل منها مصدراً متواصلاً لإطلاق غازِ الدفيئة، أي ثاني أكسيد الكربونِ.
نظراً لتلك الأهمية، تم الأربعاء في كاتوفيشي (جنوب بولونيا) في إطار أشغال المؤتمر الرابع والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 24)،اعتماد إعلان وزاري بعنوان “الغابات من أجل المناخ”.
تدعو الوثيقة بلدان العالم إلى العمل معا لجعل الغابات فضاء طبيعيا حقيقيا لضمان التوازن البيئي ومكافحة التلوث والتغيرات المناخية ،والحد من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون.
ويعد إعلان “الغابات من أجل المناخ” هو المبادرة الثالثة التي قدمتها رئاسة مؤتمر المناخ بكاتوفيتشي ،بعد مبادرتي “الانتقال العادل” و” التنقل الإلكتروني” (إلكتروموبيليتي) ،الخاص باستبدال سيارات الاحتراق بالسيارات الكهربائية في المستقبل ” .
وأكد وزير البيئة البولوني هنريك كوفالتشيك ،بالمناسبة ، أن الغابات “ليس فقط من الممكن أن تكون جزء من حل الاشكالات البيئية وباقي القضايا المرتبطة بها ،وإنما يجب أن تكون الحل الاساسي لمعضلات البيئة “.
وأضاف أنه كما أظهر التقرير الخاص للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ ، فإن امتصاص وتخزين ثاني أكسيد الكربون هو جزء أساسي من جميع المسارات لتحقيق الهدف المحدد في بلوغ سقف 1,5 درجة وتقليص الغازات المسببة للاحتباس الحراري .
وأبرز أن العالم يحتاج إلى أنظمة إيكولوجية للغابات لامتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي ،مشددا على أن كل دول العالم “يجب أن تخفض حجم الانبعاثات عبر حلول مضمونة مثل العناية بالغابات “.
وأضاف كوفالتشيك أنه يمكن مضاعفة المؤهلات الهامة للغابات في تخفيف آثار تغير المناخ من خلال تنفيذ مبادئ التدبير المستدام للغابات ، والذي لم يتم بعد اعتماده .
وقد اعتمد إعلان “الغابات من أجل المناخ ” من قبل 60 دولة في الوقت الحالي ، ورفضت تسع دول التوقيع عليه.