أكدت صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست منذ فترة أن علماء روسيا والصين اختبروا تكنولوجيا تغيير الجو في إطار مشروع مشترك، يمكن استخدامها مستقبلا في المجالات العسكرية.ونقلت الصحيفة هذه المعلومات عن علماء صينيين يعملون في هذا المشروع طلبوا عدم ذكر أسمائهم، مشيرة إلى أنهم لا يعلمون أي شيء عن كيفية استخدام نتائج هذه الاختبارات للأغراض الدفاعية. ووفقا للعلماء، فقد أجريت حتى الآن خمس تجارب في شهر يونيو الماضي. ففي 7 يونيو، أظهرت نتائج التجربة تغيرات كهرومغناطيسية في طبيعة الجو على مساحة 126 كيلومترا مربعا، على ارتفاع 500 كيلومتر.وقد لوحظ خلال التجربة أن الجسيمات سالبة الشحنة كانت أكثر بعشرة أضعاف، مقارنة بالمناطق المجاورة لمنطقة التجربة.أما خلال التجربة الثانية التي جرت في 12 يونيو، فقد تمكن الخبراء خلالها من تسخين الغاز المؤين في الطبقات العليا للغلاف الجوي إلى أكثر من 100 درجة مئوية، باستخدام مجمع “سورا” الروسي لدراسة طبقات الغلاف الجوي، وتم رصد وتسجيل جميع هذه التغيرات بواسطة الأقمار الصناعية.
في المقابل، .حذر عالم المناخ الروسي، بوريس كوباي، من خطورة التجارب الخاصة لتغيير المناخ، مشيرا إلى أن هذه التكنولوجيا مكلفة جدا وتحتاج إلى طاقة هائلة.وقال كوباي في تصريح لوكالة نوفوستي، ردا على ما نشرته صحيفة “ساوث تشاينا مورنينع بوست” عن مشروع روسي-صيني لتغيير المناخ، إنه لا يعتقد أن هذه التجارب قد حصلت فعلا. لأنه إذا حصلت تغيرات مناخية بسببها، فإنه لا رجعة فيها وستكون لها عواقب وخيمة.ويقول العالم كوباي، إن “بالإمكان التأثير محليا في الطقس لكي تسقط الأمطار، أو بالعكس لتشتيت الغيوم فوق منطقة معينة، وهذا أمر ممكن ومؤقت وليس مكلفا جدا.ولكن إذا منع هطول المطر في منطقة ما، فإنه سيؤدي إلى هطول أمطار أكثر في منطقة أخرى، أكثر من المعتاد. وهناك تكنولوجيا تستخدم منذ سنوات طويلة في روسيا والصين. وقد بدأت الصين قبل وقت في إنشاء وحدات للتأثير في الغيوم في المناطق الجبلية والمرتفعات. ومفعول هذه الوحدات يشبه رمي المواد الكيميائية من الطائرات لتشتيت الغيوم أو لتكثيفها بصورة مؤقتة”.
ووفقا لكوباي، من أجل التأثير في الغلاف الجوي، لا بد من مصادر للطاقة والمال. ومن الصعب التكهن حاليا بقدرة الإنسان على تغيير مناخ النصف الشمالي للكرة الأرضية، “برأيي هذا غير واقعي حاليا”.
وختم العالم حديثه بالقول: “لا ينبغي عمل ذلك. هناك مصطلح (حرب الأرصاد الجوية). وعندما يتم تكثيف تأثير فعال بهذا الحجم فلا رجعة فيه. والشخص الذي ينفذه سيتعرض إلى عواقب وخيمة لأنه لم يضمن حماية نفسه. وهذا يشبه اهتزاز شيء ما فوق رأسه وهو يفكر بأنه لن يسقط عليها”. وأضاف أن “عواقب حرب الأرصاد الجوية شبيهة بحرب نووية حرارية”.