بين التقنيات الحديثة في تشخيص مرض الصرع وجراحته ، وتحديدا في مجال التصوير بالرنين المغناطيسي (IRM) أو التخطيط الكهربائي للدماغ بالفيديو الـ”EEG Video” إلى المعاملة التمييزية التي يواجهها مرضى الصرع في المدرسة ولاحقا في مكان العمل. يبقى السؤال : الى متى سيظل المصاب بالصرع   يعيش التنمر في المجتمع رغم التقدم العلاجي لتخطيه مرضه بنجاح ؟

من الاضطرابات النفسية الى الانطواء

ماذا عن التداعيات النفسية عند المصاب بالصرع سواء في المدرسة ام في العمل؟ خصوصا لان نوبة الصرع قد تفاجئه احيانا في أي مكان، مما يشكل له احراجا واثراً نفسياً، فكان   للاختصاصية في علم النفس الدكتورة ديزيريه قزي رأيا عبر ال greenarea.info :” ان المشكلة تكمن في أن عدداً من العائلات في المجتمع الشرقي تحاول ان تخفي الحالة المرضية  العقلية  لولدها  تجنبا لأن يقال عنهم اي شيء عكس مما هو عليه في المجتمع اللبناني،  فلا يزال افضل من غيره  من حيث انفتاحه  في حال كان ولدهم مصابا باي اعاقة عقلية ام الصرع حيث يتلقى الاخير دعما من اهله  ومن  الطبيب المعالج  مفسرا له  انه من خلال  العلاج  ستتحسن  حالته الصحية، فالمهم المتابعة وتقبل حالة المريض الصحية  وتقبّل اختلافه، وهذا ما يجب برهانه في المدرسة لمعرفة كيفية احتوائه وبالتالي تجاوزه بسلام.”

و اضافت الدكتورة قزي :” اما في ما يتعلق في العمل فانه اذا  اصيب المريض بنوبة الصرع اثناء دوام عمله يصاب بالانطواء ويتجنب المجتمع والاصدقاء مما يسبب له عدة اضطرابات نفسية نتيجة تداعيات القلق الدائم والخوف بمجرد ما تصيبه نوبة الصرع  مرميا على الارض و نظرة الاخرين تجاهه في حينها  .”

التوعية  عن الصرع غير كافية

 من جهة اخرى تحدث  الاختصاصي في  العلاج النفسي الدكتور ميسرة سري الدين عبر ال greenarea.info  :” ان  التاثير النفسي على المصاب بالصرع مثل اي عامل نفسي يصاب به اي شخص  حيث ان  التوعية في المدراس تلعب دورا مهما في مساندته فضلا عن الدعم المعنوي من الاهل ليتجاوز حالته  نفسيا، الا ان المشكلة ان بعض المدراس تنظر اليه على انه غير قادر على التأقلم  في المدرسة مما يسبب له ازمات نفسية  عكس مما هو عليه في اميركا  حيث  نجد  المدراس تدعم الحالة المرضية للطفل حتى و لو كان  منغوليا، وقد يتبوء مراكز مهمة في العمل. اما اذا نظرنا الى لبنان فلا يزال غياب الدعم الفعلي  للمصاب بالصرع  حيث يتلقى التنمر في المدرسة لانها لم تستوعب حالته  ليس هناك توعية على صعيد المدرسة لمد يد المساعدة له سواء ايضا في المنزل بدل تشجيعه  لكي ينجح  في حياته مستقبلا .”

وتابع الدكتور سري الدين :” اذا استمرينا هكذا  في التنمر للمصاب  بالصرع  سينمو عنده الشعور بالنقمة على المجتمع  خصوصا وان هناك بعض المدارس وأرباب  العمل يرفضونه خوفا من حدوث نوبات مفاجئة مع المريض الذي هو بحاجة لحب واحتضان  ليتجاوز حالته المرضية بسلام لان بمجرد ما نشخصها ونعرف التعامل معها دون القول له انه مصابا بهذا المرض لان ذلك يتعب نفسيته وياخذ كل السلبيات لا شعوريا،  المشكلة ان همنا المجتمع اكثر ما يهمنا صحة اولادنا فعندنا نصلح انفسنا نصلح المجتمع .”

المهم ان يتناول علاجه ليتجاوز حالته النفسية

بدورها اوضحت الاختصاصية في العلاج النفسي  الدكتورة  نورما الاشقر عبر ال greenarea.info :” كل ذلك يعود حسب شخصية الطفل المصاب بالصرع  كيف يتأقلم مع حالته المرضية حيث نجد اولاد تتعاطف معه واخرين يتنمّرون عليه، لذلك دعم الاهل  له مهم جدا له  لان اذا كانت شخصية الطفل ضعيفة تتعرض للتنمر  فيحتاج الطفل المصاب بالصرع الى العناية به واحاطته من اهله ومن الاخرين ليتجاوز مرضه بروح من الايجابية. اما عن المدارس، فكل ذلك يتوقف على نظرة الاستاذ لتلميذه المريض المصاب بالصرع فاذا حصل نوع من الاستخفاف او الاستهتار به فحتما  سيؤثر سلبا عليه، اما اذا كان عكس ذلك بالتشجيع  له عندها  التلميذ المريض يشعر بالامان .”

كما و انه اكد  الاختصاصي في العلاج النفسي الدكتور احمد عويني عبر ال greenarea.info : “لا اعتقد ان الولد المصاب بالصرع  يصاب بمشاكل نفسية لان مجرد ان  اخذ العلاج  يشعر بصحة جيدة عندها ليس هناك من ازمة نفسية يعانيها كونه تخطاها  مما نشدد هنا انه  ممنوع  على اي مدرسة ان لا تستقبله  حتى قانونيا وغير مسموح  فاذا الولد اخذ علاجه  بشكل كامل  عندها يستطيع ان يكمل دراسته بشكل  عادي  فصحيح ان دواء الصرع قوي  في تاثيره على صحة التلميذ المصاب به الا انه يستطيع ان يتجاوز حالته المرضية بمعنويات مرتفعة    .”

لا قانون على المدارس

اما على الصعيد القانون فهل من يحمي مريض الصرع من اي ردات فعل سلبية قد تنتج من اي تصرف خاطىء سواء في المدرسة ام في العمل؟ هنا كان للمحامي ناضر كسبار توضيحا في هذا الخصوص مما قال ل greenarea.info : ” بشكل عام ان المدراس الخاصة  هي التي تقرر في طلب او رفض التلميذ  مهما كانت حالته الصحية سواء سليمة ام مرضية .اما المدارس الرسمية فلا تستطيع  ان ترفض  اي تلميذ ضمن حق التعليم . مع الاشارة الى ان هناك مدارس خاصة  تعنى  ببعض الحالات المرضية في حال كان التلميذ يشكل خطراً على  الاخرين .اما بالنسبة للعمل الخاص  فكل رب عمل يقرر ما يشاء  من يختار في الوظيفة حسب  شهادة العمل بكامل وعيه فاذا كان  مصابا بالصرع ويشكل خطرا بفعل النوبات  التي تحصل له،فمن  المحتمل ان لا يقبل في العمل، كل ذلك يتوقف حسب خطورة المرض  اذا كان سيلحق الاذى للاخرين.”

التقدم الطبي  المتطور في العلاج

اما عن جديد العلاج  فتحدث الاختصاصي في جراحة الاعصاب و الدماغ عند الصغار الدكتور ماهر لمع لgreenarea.info:” .”لا شك ان حالة التوتر تزيد من مرض الصرع  شرط  ان يكون  المريض مصابا بمرض الصرع و الضغط النفسي يحرك المرض او النوبة ولكن ليست سبباً للمرض،  حيث يتم التركيز على الصرع عند الصغار اكثر مما هو عند الكبار لان نسبته عالية  عند   اطفال الخدج  والكشف عنه بشكل متطور بوجود التصوير المغناطيسي الجديد على شكل ثلاث اتجاهات مع  بروتوكول الصرع المتبع  جعلتنا  نرى التشوهات الصغيرة  التي  لم نكن نراها في التصوير المغناطيسي القديم  لدرجة حددنا الخلل التكويني الصغير  في الدماغ  وبات هناك احتمال كبير باستئصاله والصدى  ايجابي في نجاح العلاج . فالطب يتطور ويجب الاستفادة من ذلك .”

كما ان الاختصاصي في الطب الداخلي الدكتور حنينة ابي نادر فشدد  عبر ال greenarea.info:  ” انه علينا ان نميز بين الصرع فوق  عمر خمس سنوات وتحت عمر خمس سنوات  حيث يكون السبب ارتفاع في الحرارة  فالاهم التركيز كيف تكون الولادة لهؤلاء الاطفال هل هم خدج ام لا ؟ ام مرض خلقي ؟ فمن عمر ستة اشهر لخمس سنوات  نعتقد ان سبب الصرع   نتيجة عدة اسباب منها ارتفاع الحرارة او ضربة الراس  او سحايا  او نزيف في الدماغ  كما و انه قد يكون السبب وراثي او  اضطراب في المناعة الذاتية..اما عند الكبار فالكحول او المخدرات او احتمال الاصابة بسرطان  في الراس  تحفز مرض الصرع فنلجا  الى التصويرالمغناطسي  وفحص الشرايين  للتأكد من صحة المرض.”

الا ان الابرز ما اعلنه الاختصاصي في جراحة الاعصاب و الدماغ الدكتور  غسان حداد عبر ال greenarea.info : “ان تخطيط الدماغ بالفيديو EEG Video”  للكشف عن الصرع يساعد  الطبيب  ان يرى موجات الدماغ  عند المريض من خلاله،  فاذا اصيب بداء عارض الصرع يظهر من خلال التخطيط عبر الفيديو بصورة ادق  مما يحدد اي نوع من الصرع المصاب به وهذا يعتبر  كشف طبي متقدم  انما الاهم  والاكثر تطورا عندما نعمل مزيجا بين  التخطيط للراس و التصوير المغناطيسي  ليعطي كيفية الوظيفة الدماغ  للتشخيص بشكل ادق.”

الى رأي الاختصاصي في جراحة طب الاعصاب الدكتور فيليب يونس ل greenarea.info :”من خلال الفيديو نحدد مكان الاصابة بالصرع والنوبات عند حصولها  لكي نعرف اذا كان الامر يحتاج الى جراحة ام لا . والجدير ذكره انه لا يجب ان يشكل  الصرع ازمة نفسية عند المصاب به طالما هناك تقدم في العلاج  لنتذكر يولويس قيصرالذي كان مصابا به وحكم العالم،  المهم التشخيص المبكر خصوصا عند الصغار الذي ربما يكون وراثيا .”

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This