رعت رئيسة الجمعية اللبنانية للحفاظ على اثار وتراث الجنوب اللبناني (اثار جل) السيدة رندة عاصي بري الاحتفال الذي نظمه اتحاد بلديات الشقيف – النبطية وبلدية الكفور، لاطلاق محمية الشقيف الثالثة – في وادي الكفور، باحتفال اقيم في مطعم قصر الملوك – النبطية، حضره الى السيدة بري النائبان ياسين جابر وهاني قبيسي، ممثل رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد علي قانصو، وشخصيات وفاعليات ورؤساء بلديات الاتحاد.

كلمة رئيس البلدية
بعد النشيد الوطني وعرض فيلم عن انجازات الاتحاد، القى عضو بلدية الكفور احمد مطر كلمة باسم رئيس البلدية خضر سعد قال فيها: “لقد جاء “عيسى” المسيح بإنجيل مقدس وصدح “محمد” صلى الله عليه وآله بقرآن الحق، فكانا دستورين سماويين لنا، وبتنا في أرض عاملة مصداقا لمحبة المسيح وأخلاق الرسول الأكرم، فتجاورنا وتآلفنا وتعاونا على البر بما فيه الخير لنا جميعا”.

اضاف: “كل التحايا أبثها لكم من أرض العزة والإباء، أرض الشموخ والتحدي، من بلدة الكفور الجنوبية المجاهدة، المعروفة بوحدة أهلها وصمود أبنائها في وجه المستعلي، فلطالما كانت المقاومة ونهجها وسياستها هي الحامية لأرضنا الأبية، وما التحالف الإستراتيجي بين “حزب الله” و”حركة أمل” والتوافق في النسيج الإجتماعي إلا صورة خلابة للعيش المشترك في وطننا لبنان وبلدتنا الكفور”.

وتابع: “يتجلى اليوم مفهوم حماية الأرض في بلدتنا الكفور بوجه آخر، فهذا المفهوم لا ينفك عما سواه، فحماية خيرات الأرض الطبيعية وإزدهارها بيئيا هو إستكمال لنهج المقاومة الذي لطالما دأبنا على السير فيه، فمن بؤرة للجراثيم ومنبع للأوبئة الى منظر حضاري صديق للبيئة، هي جهود بلديتكم التي أينعت ثمارها وإستطاعت أن تحافظ على صحة أبنائها وصالح تربتها وتقيها من خطر كان يتربص بها شرا.
كان مكبا للنفايات، واليوم يصبح بفضل وحدة موقفنا ودعم دولة الرئيس نبيه بري الدائم لنا وبرعاية السيدة رندة عاصي بري محمية للأشجار، نزرع أولى شتلاتها لتثمر الكفور صحة وسلامة ومحبة، هي قريتنا الوافرة الخضرة، إلا أن هذه الغرسات ستزيدها منعة بعدم السماح لأي يد أن تمس تربتها الخصبة فتلوثها”.

واشار مطر الى ان “العمل البلدي يكمن في وضوح الهدف وإمكانية تحققه عبر إتاحة الوسائل وتزييل العوائق، ويتجلى ذلك في التوافق بين خطة العمل والبرنامج المقرر والأعمال المنجزة على أرض الواقع، وما يعزز تحقق الأهداف رغم صعوبتها، وحدة الروح وتعاون أعضاء المجلس البلدي مع رئيسه، فالروح الواحد تنعكس إيجابا وتخفف من قساوة المطبات التي من الممكن أن تصادفها، فبين طيات برنامجنا السنوي الكثير مما أنجز بعون الله وتوفيقه، والكثير مما نعمل جاهدين على إنجازه. إلا أن ما نغص علينا صفو عملنا، ذاك المكب المشؤوم الذي هدد مستقبل بلدتنا الموصوفة بهوائها العذب وفضائها الرحب، وهنا عمدنا الى تحويل التهديد الى فرصة، فكان مشروعنا الأخضر ردا على ذاك المشروع المدمر، وحيث أن خدمة الناس محط لفخرنا ومدعاة لفرحنا، وبعد إنجازات بلديتنا العديدة وخطواتنا الحثيثة نحو التقدم، نزرع اليوم بذور الأمل في تلال قريتنا علها تكون بارقة للجيل الصاعد بعدم الإستسلام والتسليم للأمر الواقع، للتمييز بين الخطأ والصواب وترجيح الخير وإعطائه الأولوية المطلقة، فلنسجل موقفنا ونبين حقنا وندافع عنه بكل جرأة وشجاعة، وفي سبيل خدمة أبناء منطقتنا نضع بين أيديكم المزيد من النجاحات عبر إقفال هذا المكب وتحويله الى محمية طبيعية، بفضل دعم دولة الرئيس نبيه بري وعقيلته السيدة رندة”.

وقال: “نحن نعلم الحاجة الملحة لوجود مكب لنفايات قرى الجنوب، ولا شك أن هذا الأمر يعود بالفائدة على كل مدننا وقرانا، إلا أنه لا يجوز أن يكون على حساب صحة أهالي الكفور وبيئة قريتهم، لذا فإننا نعلن من على هذا المنبر استعدادنا التام والكامل للعمل مع كل المعنيين في القرى والبلدات الواقعة تحت نطاق إتحاد بلديات الشقيف لتأمين مكب للنفايات يكون وفق معايير صحيحة وصحية، تمنعه من إلحاق الضرر ببيئة القرى الجنوبية وصحة أهلها”.

اضاف: “لقد ألقينا من على منبر البلدية كلمة قبل الإنتخابات النيابية، وكانت بمناسبة إفتتاح القصر البلدي، أكدنا فيها صوابية خيار التحالف الإستراتيجي بين “حزب الله” و”حركة أمل” لأنه يعزز إستقرار لبنان وأمنه ويحفظ تضحيات أهله، ولا سيما هنا في قرانا الجنوبية، وهذا ما أثبتته الإنتخابات النيابية حيث كان إنتصار هذا التحالف مصداقا لمفهوم التحالف القوي والمتين وكانت آثاره مدوية في كل لبنان، فالذي يزيد من غيظ الحاقدين على هذا التحالف هو ما حققه ويحققه من إنتصارات سياسية تنعكس خيرا على المطالب التنموية، التي لم يبخل دولة الرئيس نبيه بري على تلبيتها لمناطق الجنوب عامة ولبلدة الكفور خاصة. كل ذلك يؤكد صوابية الخيار وأهمية موقعية السيد حسن نصرالله ودولة الرئيس نبيه بري اللذين يعملان من أجل حماية الإستقرار وتلبية حاجات الناس”.

واكد ان “الدور الذي يقوم به الرئيس نبيه بري واهميته يظهر جليا في حماية المقاومة، هذا بالإضافة الى ما يقوم به من تأطير المشكلات السياسية العالقة وتدوير الزوايا بشكل دائم لحل كل الأزمات التي يمر بها لبنان من دون أن تؤدي الى حصول خلافات بين الأطراف السياسية المعنية والمكونات الأساسية في هذا البلد. فالرئيس بري هو الذي يشكل حاضنة وطنية لكل أبناء لبنان، ولا شك أننا بحاجة دائمة لهذه الهامة اللبنانية الكبيرة ودورها العظيم، حيث تجمع الأطراف السياسية في لبنان وكل الطوائف على دوره الوطني الكبير وعلى الحكمة التي يتمتع بها فحفظه الله لهذا الوطن الى جانب سماحة السيد حسن نصرالله الذي حول بفضل جهاده معادلة قوة لبنان في ضعفه الى قوة لبنان في مقاومته”.

وتمنى مطر “تشكيل الحكومة من أجل تفعيل دور المؤسسات وعلى رأسها البلديات، لكي تتمكن من العمل بشكل أفضل بما يخص الإنماء وتلبية حاجات الناس”، معاهدا “ومن عمق الجنوب الصامد صمود البواسل، الصارخ صرخة الأحرار نعاهد بأننا سوف نبقى كما عهدتمونا السباقين لخدمتكم والمسارعين الى تلبية إحتياجاتكم”.

جابر
ثم القى جابر كلمة قال فيها: “اقف اليوم في هذه البلدة الوادعة المجاهدة والمجسدة للعيش المشترك لا بل للعيش الواحد، لاقول لكم اننا في اتحاد بلديات الشقيف – النبطية آلينا على انفسنا منذ ان تسلمنا هذه المسؤولية ان نكون صادقين واوفياء لاهلنا ولأي بلدة انتموا. ان الاهتمام بالبيئة ضرورة وتنظيمها يسمح في زيادة المساحات الخضراء بهدف المحافظة على نظافتها، وخصوصا اننا نعاني من مشاكل كثيرة على مستوى الوطن من ازمة النفايات وتلوث الهواء والمياه وزيادة مناطق التصحر وانقراض العديد من انواع الاشجار والنباتات الموسمية، مما انعكس سلبا على الثروة الحيوانية ولاسيما الطيور منها، ناهيك عن اخطار التلوث على صحة المواطن”.

اضاف: “وانطلاقا مما تقدم فقد احتلت البيئة مركزا طليعيا في اولويات الاتحاد، وهذا ما استحق منا الجهد الكبير والاهتمام الاكبر من حملات تشجير وانشاء محميات وحدائق وخلافه، ونعاهدكم المضي قدما دون كلل او ملل، وسنستمر بالتمدد ومساعدة البلديات في انشاء واستكمال الحدائق والمحميات وبشكل خاص تحويل المكبات العشوائية بعد معالجتها الى محميات طبيعية”.

وتابع: “في العام 2012 وفي مناسبة عيد المقاومة والتحرير، وقفت في ارنون بالقرب من قلعة الشموخ التي استمد الاتحاد اسمه منها، واطلقت سنة البيئة الخضراء برعاية كريمة من ملاك الاتحاد الحارس السيدة الفاضلة رندة عاصي بري والتي تواكب مشكورة معظم انشطة الاتحاد البيئية الاجتماعية والانسانية والسياحية والتراثية في قلعة الشقيف، وفي مختلف قرى وبلدات الاتحاد فزرعنا سويا اول شجرة في محمية الشقيف الاولى، والتي تم انجازها في عيد التحرير 2017، وساهمنا انذاك بزراعة محمية عبا ومحمية بريقع التي افتتحناها سويا في نيسان 2018، اضافة الى بعض الحدائق الصغيرة في بلدات الاتحاد وعلى سبيل المثال لا الحصر القاعقعية وانصار وسيناي وزبدين وزوطر الغربية، وقمنا بتشجير جوانب العديد من الطرقات الموصلة والجزر الخضراء في نطاق الاتحاد الجغرافي”.

واعلن “أننا على ابواب توقيع مذكرة التعاون بين الاتحاد ومنظمة الفاو وجمعية امواج البيئة ووزارة الزراعة للقيام بحملات تحريج واسعة في مناطق الاتحاد كافة، وسنباشر في العام 2019 بتحريج 4 مناطق هي زوطر الغربية والشرقية وحبوش وانصار بعد تأمين التمويل اللازم من منظمة الفاو وبمساهمة الاتحاد والبلديات، وبإشراف فني من قبل وزارة الزراعة”.

اضاف: “يسرني ويشرفني ان اعلن من هنا من الكفور عن اطلاق سنة البيئة النظيفة في العام 2019، وهنا لا بد من كلمة من القلب لاهلنا في الكفور والجوار، كونوا على ثقة بأنني وزملائي في مجلس الاتحاد لن نقف مكتوفي الايدي، ولن نسمح بأي ضرر يأتيكم من مطمر للنفايات او من معمل الفرز والمعالجة، بل على العكس سنعمل على تحسين وتطوير المعمل وتعزيز قدراته ومعالجة شوائبه وتخفيف الحمل عنكم. كما وسوف نعمل على تأمين الحوافز لتحسين منطقتكم من باب الشكر ورد الجميل”.

كما اعلن أن “الاتحاد يتابع مع المعنيين كل الجهود المطلوبة لاعادة تشغيل المعمل بعد ادخال التحسينات عليه، وذلك بجهود ومتابعة مباشرة من الرئيس بري ومؤازرة الوزارات المعنية، وخصوصا وزارة الدولة لشؤون التنمية الادارية ومكتب الشؤون البلدية والاختيارية المركزي في “حركة امل” ومكتب العمل البلدي في حزب الله ورؤساء البلديات في مجلس الاتحاد”.

رندة بري
والقت السيدة بري كلمة تمنت فيها “أن يكون الميلاد هذا العام ميلادا لخلاص لبنان ومناسبة نستخلص منها قيم المحبة والرحمة والتلاقي على الكلمة السواء”، وحيت “فعاليات الكفور والمجلس البلدي، ومخاتير ونشطاء بيئيين وقوى سياسية وأهلية، على إنحيازهم الدائم لمصلحة المحافظة على البيئة والدفاع عنها ونجاحهم في تصويب البوصلة البيئية نحو الإتجاه الصحيح، بالتعاون مع كل المخلصين ومنع تحويل إحدى المساحات الجغرافية في البلدة إلى مكب للنفايات أو مطمر لها”.

وشكرت “اتحاد بلديات الشقيف بشخص رئيسه وأعضائه لتجاوبهم الفوري مع مبادرة دول الرئيس نبيه بري وتمنيه بإنشاء حديقة عامة مكان المكب السيىء الذكر والذي طويت صفحته السوداء إلى غير رجعة، تمهيدا لتحويل هذه الحديقة إلى محمية طبيعية في المستقبل القريب، على أن تتلاقى في أدوارها ووظائفها مع المحميات الطبيعية التي أطلق إتحاد البلديات العمل بها في الشقيف العام الماضي وفي بلدة بريقع في نيسان من العام الجاري”.

وقالت: “ما نحن بصدده اليوم ربما هو في الشكل وحسب ما هو مدون في بطاقات الدعوة، حفل إطلاق لمحمية الشقيف الثالثة (الكفور)، لكن في الأساس وبالنسبة الي إكتشفت أثناء التحضير لهذه الكلمة وخلال بحثي عن تاريخ بلدة الكفور، ترسخت لدي القناعة وكلي ثقة أنها أيضا هي قناعة راسخة لدى أبناء هذه البلدة وأبناء محافظة النبطية، بأن الكفور محمية وطنية بما تجسد من تعايش حي بين الرسالات السماوية ومن تآخ بين أبناء المذاهب الإسلامية. نعم الكفور تفرض نفسها بأن تكون محمية تاريخية، وإرثا ثقافيا يستدعي من كل الجهات والسلطات في محافظة النبطية، التوقف عند المكتشفات الأثرية التي تحتويها جغرافيتها ومحيطها، لا سيما في وادي فخر الدين حيث يوجد المشروع المائي الذي يغذي عشرات القرى بمياه الشفة وهو واحد من إنجازات قائد مسيرة التنمية والتحرير الرئيس نبيه بري. ففي هذا المكان أكتشف طريق مرصوف يعتقد أنه جزء من الطريق الروماني المقدس الذي سار عليه السيد المسيح من الجليل إلى صيدون، وأيضا تشير التقارير التاريخية إلى أنه بين بلدتي الكفور وحبوش، وتحديدا على تلة تسمى “تلة يانوح”، تم العثور على بقايا لأرضية كنيسة من العهد البيزنطي وهي عبارة عن لوحة فسيفساء، هذه اللوحة قد بيعت من قبل تجار الآثار، فهذه معلومات نضعها بين أيدي أبناء البلدة أولا للتأكد من مدى صدقيتها وثانيا هي برسم مصلحة الآثار في وزارة الثقافة. فاذا كانت هذه المعطيات التاريخية مؤكدة وحقيقية، فنحن أمام بلدة بما تمثل من تاريخ وإرث ومن رسالية، وبما تختزن أوديتها من إحتياط مائي عذب يتم إستثمارها بمشروع آبار فخر الدين الحيوي.
وازاء كل تلك الحيثيات المتجسدة حيوية ونبضا في الكفور، المطلوب من أي جهة تريد أن تقارب الملف البيئي سواء في النبطية أو في أي منطقة لبنانية أخرى، أن تقاربه مقاربة تراعي القواعد التي تحفظ للانسان صحته وسلامة حياته، وتصون تاريخه وتراثه من التدمير، وتحمي العنصر الذي خلق الله منه كل شيء حي، وهو المياه، من التلويث وخصوصا المياه الجوفية. فاذا لم يكن هذا التحصين إنطلاقا من وعي شخصي وإجتماعي وقانوني، فليكن إمتثالا لدعوة إلهية نص عليها القرآن الكريم: “لا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها”.

واردفت: “وها أنتم اليوم ومن خلال هذا المشروع الإنساني البيئي الذي يطلقه إتحاد بلديات الشقيف، بالتعاون مع بلدية الكفور تخطون خطوة بالإتجاه الصحيح في مقاربة الملف البيئي بغرس هذه الأشجار، والتي نأمل أن تنمو وتكبر ويكبر معها الأمل باقفال الملف البيئي في هذه المنطقة وكل المناطق من دون خطأ أو خطيئة وعلى نحو يحفظ صحة الإنسان وسلامة غذائه وكل العناوين المتصلة بحياته وبتاريخه وتراثه وحاضره ومستقبله”.

وختمت بري: “مبارك لكم الميلاد ولتكن هذه الغرسات التي نستودعها اليوم في هذه الأرض المقدسة هي غرسات الأمل بغد أكثر إشراقا للإنسان وللبنان”.

بعد ذلك، زارت السيدة بري والحضور بلدية الكفور، وعقدت لقاء موسعا مع رئيسها المهندس خضر سعد، ثم انتقلوا جميعا الى المحمية حيث زرعت شجرة ايذانا بانطلاق حملة التشجير فيها. وازاحت الستارة عن لوحة تؤرخ للمناسبة.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This