على ما يبدو، فإن المؤتمرات المتكررة للحد من التغيرات المناخية لن تأت بأي نفع في مقابل التطوّر الذي تحاول مختلف دول العالم التأقلم معه ومجاراته، فقد كشفت تحليلات جديدة عن أن الطائرات الكهربائية لن تكون قادرة على تعويض الارتفاع المفاجئ في انبعاثات الاحتباس الحراري الناتجة عن التوسع المقترح في مطارات بريطانيا.
وأعلنت الحكومة البريطانية عن خطط لتنمية المطارات مع وعد باستخدام محدود للطائرات التي تطلق انبعاثات الكربون، مع استبدالها بالطائرات الكهربائية مستقبلًا، في ظل التطور التكنولوجي السريع، لكن تقرير جديد أشار إلى أن هذه المزاعم مبالغ فيها، حتى مع استخدام الطائرات الكهربائية سوف تنخفض الانبعاثات فقط بنسبة 13٪ فقط خلال العقود القليلة المقبلة.
واتخذت شركات عدة في كل من المملكة المتحدة خارجها أولى الخطوات لاستخدام الطائرات الكهربائية، لكنها كانت خطوات محبطة نظرًا للتحديات التقنية والمعدل البطيء لتغير الصناعة، مما يعني المزيد من البطء، كما تعرّض الوزراء لانتقادات بسبب المبالغة في الابتكار للتعويض عن التوسع في المطارات، خاصة في مطار “هيثرو”.
وبدورهم، حذّر مستشارون حكوميون في لجنة تغير المناخ من أن التوسع في المطارات سيدمر أي أمل لدي المملكة المتحدة للوصول إلى أهدافها المناخية.
وردًا على التحذيرات والانتقادات بشأن توسع المطارات وقبل التصويت الحاسم على توسيع مطار هيثرو، قال وزير النقل كريس غريلنغ إنه واثق من أن التقدم التكنولوجي سيؤدي قريبا إلى سفر مع أنبعاثات منخفضة من الكربون، وأضاف “أعتقد أن التكنولوجيا، على مدار العشرين أو الثلاثين سنة القادمة، ستحدث فرقًا كبيرًا في مجال الطيران”، مشيرًا إلى توقع بانخفاض استهلاك الوقود والانبعاثات الكربونية والضوضاء. وهذا ما تردد في ورقة “إستراتيجية الطيران الخضراء”، والتي نشرت يوم الاثنين، ورحبت باستخدام الكهرباء مستقيلًا باعتبارها “فرصة كبيرة للطيران النظيف”.
مع ذلك، وعلى الرغم من هذا التفاؤل، خلص التقرير الجديد الذي أعده مجموعه من الباحثين في مجال البيئة والطيران إلى أنه لا يوجد أي احتمال واقعي لهذه الطائرات في إحداث تأثير كبير في الانبعاثات في إطار زمني محدد لتجنب “ارتفاع درجات الحرارة المفاجئ”.
وقال ليو موراي الباحث المشارك في التقرير “الجميع يحب فكرة الطائرة الكهربائية، خاصة مع القلق المتزايد بالتغير المناخى، وهذا يؤدى إلى تفاؤل كبير من قبل المتفوقين من الناحية التكنولوجية، ولكن مع أفضل التطورات التكنولوجية، لن تتمكن الطائرة الكهربائية إلا تقليل بعض نسب مئوية من الانبعاثات الحرارية من الآن وحتى عام 2050”.