هل تعلم  ان هنالك خطر يهدد 11% من اطفال لبنان يعانون تأخر في النمو الى حد الاصابة بالاعاقة والاسباب متعددة  منها صحية، الا ان الاخطر يكمن في التعرض للعنف والاستغلال من دون اي مساندة لهم من الدولة. فحاول اليوم بعض المعنيين في الشأن الصحي القاء الضوء على هذه المشكلة الاجتماعية و الصحية في ان معا الا ان السؤال يبقى : الى اي مدى هناك تجاوب لدعم هؤلاء الاطفال فعليا وانقاذهم ؟

دراسة تكشف و تحدد الخفايا الصحية

آخر ما افادتنا به  دراسة  حديثة أن نسبة الأطفال  في لبنان الذين يعانون من إعاقة أو تأخر في النمو تتراوح أعمارهم بين 2 و9 سنوات  بلغت 11%  في بعض المناطق اللبنانية، فسارعت كل من  وزارة الصحة واليونيسف ومركز K2P  الى وضع خطة وطنية للتعرف والتدخل المبكرين على حالات الأطفال الذين يعانون من إعاقة أو تأخر في النمو لأن الأطفال المُعوَقين والذين يعانون من تأخر في النمو يجب ألا يبقَوا مهمشين.

اذ يتعرّض الأطفال المُعوَقون الذين يعانون من تأخر في النمو لخطر الإصابة بأمراض متعددة، وآثار فيزيولوجية (بِنيوية)، وارتفاع خطر التعرض للعنف وللاستغلال وسوء المعاملة ومضاعفات جانبية. ولكن العديد من هذه المخاطر ممكن تفاديها في حال تمّ التّعرف والتّدخل في حالات الأطفال المُعوقين والذين يعانون من تأخر في النمو في مراحل مبكرة.

في حين أن الهدف 4.2 من أهداف التنمية المستدامة (SDG) يستدعي تنمية كافية في مرحلة الطفولة المبكرة، فإن لبنان لا يزال يواجه عوائق متعددة على مستوى النظام الصحي، التنفيذ والتمويل بحيث تشكّل هذه العوائق تحديًا في تحقيق هذا الهدف. وأثبتت الدراسات المحلية والدولية ذات الجودة العالية، التي جمعها مركز ترشيد السياسات (K2P) في كلية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية في بيروت، أن هناك حاجة ملحّة لضمان توافر الأنظمة والخدمات والممارسات من أجل التّعرف والتّدخل المبكرين في حالات الأطفال المُعوَقين والذين يعانون من تأخر في النمو. ومع ذلك، وعلى الرغم من أهمية هذه القضية، لا توجد حتى الآن بيانات مستجدّة وطنية رسمية عن العدد الإجمالي للأطفال المُعوَقين والذين يعانون من تأخر في النمو. ويعتبر الأطفال المعوقين والذين يعانون من تأخر بالنمو، في معظم المجتمعات، من بين الديموغرافيات الأكثر تهميشاً وضعفاً. إن اندماجهم في التعليم والمجتمع والعمل يواجههم بـ”الحواجز التي تحول دون الدمج” ،وفي هذا السياق ، تلتزم اليونيسف “بالعمل عبر نتائج البرنامج لجمع بيانات قوية وتعميم احتياجات الأطفال والشباب المعوقين، وتخطيط تدخلات محددة مبنية على الأدلة لتلبية احتياجاتهم” بحسب وثيقة البرنامج الوطني 2017-2020.

مطلوب زيادة الوعي

في هذا  الاطار تحدثث الباحثة في السياسات الصحية والإجتماعية في مركز ترشيد السياسات كلارا أبو سمرا ل greenarea.info   : “ان هذا المشروع بالتنسيق مع اليونيسف و ال k2p ووزارة الصحة  حيث  تبين لنا ان  11% من الاطفال في بعض المناطق عندهم اعاقة او تاخر في النمو كما وانه من ناحية القانون بعض البنود لحماية الطفل لا تطبق،  فضلا عن مشاكل  من ناحية تقديم الرعاية الصحية  لهم  وكيفية التعرف عليهم  من ناحية التاخر في النمو او الاعاقة.  الا ان  المهم الى من نحولهم  و الى اين نحولهم، فبدأنا في هذا  المشروع باجراء  استشارات مع عدد من الشركاء  منهم مستشفيات و مدارس خاصة وعامة ومع اهالي الاطفال المعوقين  والوزارات المعنية، حيث عملنا تقييم على المشاكل التي واجهناها والعوائق التي تكمن بوجوب  زيادة الوعي عند الاهل وحتى ايضا الذين يعملون في المدارس  ومراكز الرعاية الصحية الاولية لان الممرضات يلعبن دورا مهما في التوعية في هذا المضمار .”

و اضافت ابوسمرا :” اقترحنا خطوات متبعة في اتباع استراتيجية بين عدة وزارات و شركاء لكي يتقدموا بخطوة اضافية حول موضوع  الاطفال المعوقين  بهدف تنفيذ الاقتراحات  حيث تبين لنا ايضا  ان الضغط النفسي له تاثير خلال الحمل عند المراة  بإصابة  المولود في التاخر في النمو، لذلك  اهمية  الكشف المبكر قبل ولادة الطفل اي خلال الحمل واهمية المتابعة عند  الطبيب النسائي ضمن اربع جلسات متتالية،عدا ذلك ان الطفل الذي  يتعرض للعنف يتاثر نفسيا فيصاب بتاخر في النمو مما يجب مشاركة الوزارات المعنية كونها  شريكة في المسؤولية  بهدف  المساعدة لتخطي المشكلة الصحية و الاجتماعية .”

اي اهمال عاطفي يزيد من تاخر النمو

اما الاختصاصية في طب الاطفال الدكتورة ساندي  دياب فاوضحت ل greenarea.info : “ان هناك اسباب عدة  وراء  تاخر النمو الطول والوزن عند الطفل منها قلة الاكل او من امراض في الجهاز الهضمي  او هورموني  او سبب اخر  كالامراض  الوراثية او الجينية  خصوصا الامراض التي تتعلق بنمو العظام  فضلا عن سبب مهم كالعنف و الاهمال العاطفي  للطفل الذي  يسبب ضعف  في الوزن و بالتالي تأخر في الطول  لذلك اهم شيء استشارة طبيب اطفال  دوما لكي يكشف حالة الطفل مسبقا  لمراقبة وضعه الصحي  للتأكد من سلامة الطول و الوزن ومحيط الراس  عند كل زيارة الى حد عمر  ثلاث  سنوات لان كلما اكتشفنا الاعاقة باكرا نستطيع معرفة السبب و يكون هناك علاجا  لان اذا بلغ الطفل عشر سنوات من الصعب معالجته .”

احتضان الطفل هو الاساس

اما من ناحية الشق النفسي فكان للاختصاصي في العلاج النفسي الدكتور احمد العويني رأيا في هذا الخصوص مما قال : ” ان  التغذية والعامل الوراثي  وطريقة الحياة  كلها تؤثر على تاخر النمو عند الطفل انما استبعد ان العامل  النفسي له تاثير مباشر على تاخرنموه حيث   لم نر ان هناك علاقة بين النموالجسدي  و الازمات  النفسية انما  ما يصح القول ان كل ولد معرض الى نوع من التعنيف والتنمير اللفظي  والجسدي  اوالاساءة او التجريج و برودة في  العاطفة من  الاهل  تجاه ولدهم .. يصاب في خلل في التوازن  النفسي بدل احاطته واحتضانه لكي ينمو  صحيا  ونفسيا .”

في المقلب الاخر شدد  الاختصاصي   في التغذية الدكتور عمر عبيد عبر ال greenarea.info :”ان اول سنة من فترة النمو عند الطفل الى حد عمر السنتين  مهمة كثيرا  ليكتمل نمو الذهني  لديه  فاي نقص في الغذاء في هذه الفترة يؤثر على النمو  الطفل ومدى تلقيه الرضاعة  الطبيعية ام لا  دون التركيز فقط على تناول النشويات  كالبطاطا المسلوقة او الرز المسلوق بل يجب ايضا اكمال العناصر الاساسية للتغذية الموجودة في اللحوم  تجنبا لاي نقص غذائي لديه .”

خطة وطنية فاعلة

من جهة اخرى ركزت المسؤولة في اليونيسف ماري بوغوصيان عن  برنامج مشروع الاعاقة حيث قالت ل greenarea.info  :” ان هناك اعاقة  في التربية  عندما يكون الطفل  بحاجة الى التربية و التعليم  من الممكن ان نساعده انما  المهم  تحديد اي  نوع  من الاعاقة   لتحديد المساعدة له  وعلى وزارة الصحة  بالتنسيق مع اليونسيف تحديد  حالات  الاعاقة بوقت مبكر للتدخل  ضمن استراتيجية هادفة لمساعدة المعوقين.”

بدوره شجع مستشار وزير الصحة الدكتور بهيج عربيد على دعم الخطة الوطنية للاطفال المعوقين مما قال ل greenarea.info : “ان التدخل السريع بحالة الاعاقة يكون فعالا  بالجهود الوقائية  وعلى  وزارة الصحة متابعة دورها المهم  في تغطية الكلفة المادية  لدعم تلك الخطة الوطنية للمساعدة في الكشف المسبق عن الاعاقة  كون مثل  هذه المشاريع تحتاج الى معدات و اخصائيين من اجل المتابعة و للمزيد من التوعية .”

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This