في كل مرة يتم تسليط الضوء على الواقع الاستشفائي في لبنان ومدى مرونة النظام الصحي في الصمود في ظل وضع اقتصادي صعب والثقل الاضافي من النزوح  لدرجة بات المريض اللبناني يقسط مرضه بمعنى المال غير متوفر والمعالجة بالتقسيط.  فكم من حالات رفض  الدخول الى المستشفى، منها اعلنت في الاعلام و منها تحت الضوء و الوجع لا يختصر بالكلمات حيث باتت اليوم المطالبة أكبر بالبطاقة الصحية،  الا انها مازالت تشهد مداً و جزراً  بين مؤيد و معارض  لها لتبقى حياة المريض اللبناني على كف عفاريت “ماسكين”  الاستشفاء ؟

الدوامة نفسها دون علاج

في هذا الاطار اهم ما كشفه النائب السابق الدكتور اسماعيل سكرية  ل greenarea.info  :” منذ حوالي 20 سنة ويحذر ان النظام الصحي في لبنان اذا استمر على هذه المعادلة الاستهلاكية بامتياز المتفلتة من الضوابط والرقابة  سيصل الى الانهيار. كما و انه عندما  تصل  الدولة  الى مرحلة لا تدفع  المستحقات الى المستشفيات وبالتالي الاخيرة  تزيد رفضها لدخول  المريض للاستشفاء كونه  لا يملك المال حتى  ولو كان على عاتق المؤسسات الضامنة لا يستطيع ان يدخل  المستشفى لانه بات  عاجزا عن دفع فرق 10 %  و الامر نفسه حتى  في  المستشفيات الحكومية  التي تطلب فرق 5%  حيث  تطلب اكثر من ذلك  من ناحية الكلفة المادية لتأمين  المستلزمات الطبية عدا الطبيب المعالج  الذي يتطلب دفع الفروقات ما  يعني ان  الاستشفاء  في لبنان استهلاكي بامتياز .”

و اضاف سكرية : ” على سبيل المثال هناك  مستشفى منذ  اكثر من 20 سنة يمتهن عمليات جراحة القلب المفتوح   حيث اكثر من ثلتي الفواتير لديه يتم التلاعب فيها نظرا للتاخير في الدفع . كما واننا لاحظنا ان لبنان  يستهلك عدة تقنيات طبية الى حد 5 اضعاف الدول الاخرى كفرنسا و بلجيكا لدرجة التفلت دون ان ننسى ان الرقابة  ما زالت خجولة على الفواتير الاستشفائية حيث ان  اكثر من 50 % منها هي وهمية. مقابل ذلك ان الامراض تكثر خصوصا السرطانية حيث ان الطلب على الادوية المعالجة يرتفع وهي مكلفة في مكلفة وضع اقتصادي  صعب  قدرات المواطن المالية الى  تراجع لنصل الى وضع صحي مازوم عدا الضغط  المتواصل على الطبيب من قبل المستشفيات لكي يفي بكلفة  الالة الطبية المعالجة . فالمشكلة ان وزارة الصحة لا تقوم بدورها الذي حدد لها القانون  سنة 1946 بان يجب ان تلعب دورا للرعاية  والتوعية و الوقاية حيث نجدها اليوم خرجت عن هذا المبدأ  ودخلت في لعبة المال  على صعيد القطاع الصحي وارتفاع  نسبة الفساد .”

90% من المستشفيات لا تستطيع ان تستقبل المرضى على حساب وزارة الصحة

اما نقيب المستفيات الخاصة  سليمان هارون فاوضح عبر الgreenarea.info  :”ان ما يقصد بمرونة النظام الصحي عندما استوعب القطاع الاستشفائي  كمية الكبيرة من النازحين للمعالجة  من دون  تقصير في الوقت نفسه في  استقبال اللبنانيين  .عدا ذلك  بالنسبة للوضع الصحي الحالي كاستشفاء، فان مشكلتنا ان اكثرية عملنا مع الدولة الذي وضعها مفلس مما نعاني من هذا الموضوع كثيرا وخصوصاً من وزارة الصحة  على كافة  المستويات  ولكن بالرغم من ذلك مازلنا نستطيع ان نتأقلم، واذا حصلت شكوى من المواطن في صعوبة دخوله الى المستشفى لان المسالة مرتبطة بالسقوف المالية وهذه المشكلة  مزمنة نعاني منها  منذ25 سنة  والمعاناة نفسها  ولم يتم معالجة السبب، لذلك مازالت قائمة  حيث ان الموازنة التي تخصص لوزارة الصحة و لطبابة الناس ليست كافية سنويا  ودائما هناك عجزمالي  اذ ان  اخر سنتين  وصل العجز بحدود 70 الى 80 مليارليرة لبنانية  لذلك  نجد 90% من مستشفيات لبنان لا تستطيع  اليوم ان تستقبل  المرضى على حساب وزارة الصحة  لان السقوف المالية منتهية منذ فترة  مع العلم اننا اجرينا دراسة علمية بحتة  مع وزير الصحة غسان حاصباني  التي تكمن ان وزارة الصحة لكي تستطيع تغطية تكاليف الاستشفاء في لبنان سنويا  يلزمها 565 مليار ليرة لبنانية للمستشفيات انما  الذي حصل انه تم اقرار 460 مليار ليرة لبنانية  يعني هناك نقص 105 مليارليرة لبنانية  عندها تكمن المشكلة في استقبال المزيد من المرضى على عاتق وزارة الصحة نتيجة النقص  في السقوف المالية .”

واضاف هارون :” في ما يتعلق بالبطاقة الصحية التي طرحت منذ اكثر من عشر سنوات  لنرى  اليوم ما هي شروطها و تمويلها المهم ان  سياسة الترقيع المتبعة من قبل الدولة في تأمين السيولة للاستشفاء  لا نستطيع ان نطور النظام  الصحي الاستشفائي من دون  ان يكون  هناك سياسة واضحة لتمويل القطاع  لان التطوير يلزمه تمويل و مع ذلك مازلنا مستمرين.”

لبنان تفوق بالرعاية الصحية

الى رأي مدير عام وزارة الصحة الدكتور وليد عمارالذي  اكد الgreenarea.info  : ”  ان الدراسات  العالمية  صنفت النظام الصحي افضل من غير قطاعات في لبنان بالرغم من  وجود مليون و نصف سوري فلم يحصل شلل و لا كوليرا  وغير ذلك من الامراض  التي كانت متخوفة  منها  منظمة الصحة العالمية واليونسيف، ذلك لان عندنا نظام صحي قوي والخدمات  الطبية مستمرة بنوعية جيدة   الى درجة تفوق لبنان بالرعاية الصحية فاي بلد غير لبنان  فيه  هذا الكم ّ من النازحين لا يحتمل نظامه الصحي  الصمود و بالتالي تسمى مرونة في النظام الصحي جيد  بالرغم من كل المشاكل الصحية التي تعترضنا  وحالات المشاكل في  صعوبة دخول  المرضى للاستشفاء  مازالت معدودة كنسبة احصائية  بالمقابل هناك الوف من المرضى  دخلوا الى المستشفى  و تمت معالجتهم دون اي اعتراض .”

الحفاظ على الاستقرار الصحي

في المقلب الاخر تحدث وزير الصحة غسان حاصباني ل greenarea.info :” ليس  هناك من قطاع صحي في العالم يستطيع ان يقف على رجليه  بالحالة التي فيها لبنان  اليوم  نتيجة النزوح  من مليون و نصف الى مليونين نازح سوري  مما يكون لهم اثر مباشر على القطاع الصحي  حيث يتطلب منهم لقاحات و رعاية صحية كي لا تتفشى الامراض ،ومع ذلك  تخطى لبنان هذا الوضع و حافظ على الاستقرار الصحي  بالتعاون مع المنظمات الدولية  ومن الرغم من الوضع المالي الدقيق مازالت التقديمات  الصحية متوفرة ووزارة  الصحة تؤمن الدواء  عكس مما هو عليه في البلدان الاخرى التي  لا تؤمن ذلك كالعلاجات و الادوية المتطورة فضلا عن الرعاية الصحية  الاولية  التي هي المدخل الاساسي في القطاع الصحي عدا ذلك ليس هناك من لائحة انتظار للدخول الى المستشفى مثلما  هو الحال على سبيل المثال انكلترا حيث تدوم لائحة الانتظارللاستشفاء المرضى الى نحو  اشهر  مما غدت وزارة الصحة الجهة الضامنة  الفاعلة  حيث نعمل على تطوير القطاع الصحي في هذا المضمار كمشروع البطاقة الصحية  وتفعيل اكثر الرعاية الصحية الاولية  ومع ذلك  للاسف هناك  اشخاص تهوى ان تبخ اجواء سلبية في القطاعات الحيوية  كقطاع الاستشفاء  مع العلم  ان لبنان  احتل المرتبة الاولى بالخدمات الصحية  في الشرق الاوسط وفقا للتقارير الدولية رغم كل الازمات ووضع اقتصادي  صعب  نظرا للواكبة الدائمة في المعدات الطبية و الفحوصات الطبية  المتطورة و المراكزالمتقدمة  .”

 

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This