استيقظ سكان العاصمة الهندية نيودلهي يوم الخميس على ضباب دخاني رمادي كثيف يكسو المدينة مع ارتفاع التلوث إلى مستويات ”حادة“ و“طارئة“ بينما لا يبدو أن السلطات وجدت حلولا جديدة للأزمة.
وأظهر مؤشر جودة الهواء الخاص بالهيئة المركزية لمكافحة التلوث أن تركيز الجزيئات السامة التي تعرف بجزيئات (بي.إم 2.5) بلغ 440، ارتفاعا من 430 يوم الأربعاء، ويزيد بمقدار 12 مثلا عن المستوى الذي توصي به الحكومة الأمريكية وهو 35.
وبلغت مستويات التلوث 500 في بعض أجزاء نيودلهي مع صعوبة شديدة في الرؤية في بعض المناطق. وبلغ أعلى مستوى للتلوث العام الماضي 450 وتم تسجيله يوم 23 ديسمبر كانون الأول.
وقال سونيل داهيّا، وهو عضو بارز في منظمة جرينبيس (السلام الأخضر) المدافعة عن البيئة، ”الظروف المناخية ساهمت في الأزمة لكن علينا أن نقر بأن معظم الخطوات التي أُعلنت في 2018 فشلت فشلا ذريعا“.
وأدى انخفاض حاد في درجات الحرارة وسرعة الرياح مع انبعاثات السيارات والمصانع والغبار المنبعث من مواقع بناء والدخان الناجم عن حرق القمامة إلى زيادة التلوث في معظم أنحاء شمال الهند بما في ذلك نيودلهي التي يقطنها أكثر من 20 مليون نسمة.
ولم يتسن بعد الحصول على تعليق من المتحدث باسم الحكومة الاتحادية. ورفضت سلطات المدينة التعليق.
ولم تعلن الحكومة الاتحادية بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي ولا حكومة دلهي بزعامة أرفيند كيجريوال عن أي إجراءات لمكافحة التلوث خلال العام الجاري.
وأجبر الطقس البارد بعض الناس، خاصة من يمضون الليل في العراء، على إشعال حرائق صغيرة للتدفئة مما زاد من الضباب الدخاني.
ودفع ارتفاع في مستويات التلوث بالمدينة في أكتوبر تشرين الأول ونوفمبر تشرين الثاني الحكومة لتبني إجراءات تتراوح بين حظر مؤقت لأنشطة البناء وحرق القمامة إلى اتخاذ إجراءات ضد المصانع المسببة للتلوث ومحطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم.
وقال منتقدون إن الإجراءات لم تكن كافية ولم تنفذ بدقة.
وقالت منظمة الصحة العالمية في تقرير العام الماضي إن الهند بها 14 مدينة هي الأكثر تلوثا في العالم وتحتل دلهي المركز السادس.
وأفادت دراسة نشرت هذا الشهر في دورية لانسيت بلانيتاري هيلث أن الهواء السام في الهند أودى بحياة 1.24 مليون شخص أي 12.5 بالمئة من إجمالي الوفيات في عام 2017.