أكدت دراسة حديثة أن استخدام مصادر الطاقة المتجددة تجاوز استخدام الفحم كونه مصدرا رئيسيا للطاقة في ألمانيا، للمرة الأولى خلال عام 2018، إذ ارتفعت استخدامات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والكتلة الحيوية وتوليد الطاقة الكهرومائية بنسبة 4.3% في العام الماضي، لتشكل 40% من إنتاج الكهرباء في ألمانيا في عام 2018، بعد أن كانت 38.2% في العام 2017، و19.1% في العام 2010.
وقال الباحثون إنه على مدار العام تم توليد 38% من طاقة البلاد من الفحم، وارتفع توليد الطاقة الشمسية بنسبة 16%، والرياح بنسبة 5.4%، والكتلة الحيوية بنسبة 0.2%، وتشير الدراسة التي أجراها برونو برغر، من معهد فراونهوفر لأنظمة الطاقة الشمسية، إلى أن ألمانيا بدأت في الوصول إلى اعتمادها على الوقود الأحفوري، وقال: “لن نتراجع عن 40% في عام 2019، لأنه يجري بناء المزيد من المنشآت المتجددة، كما أن أنماط الطقس لن تتغير بشكل مثير”.
وقال المشككون في مجال الطاقة الخضراء إن إنتاج الطاقة المتجددة المرتفع يعكس أنماط الطقس المواتية، ولا يثبت مساهمة القطاع في تأمين إمدادات الطاقة، لكن الدول الأوروبية الأخرى التي تعتمد على الفحم منذ الثورة الصناعية بدأت ترى بداية نهاية هيمنته، إذ في أبريل/ نيسان 2017، لم تستخدم المملكة المتحدة الفحم لمدة 4 أيام في الشبكة الوطنية، وهي المرة الأولى التي لم يسهم فيها الفحم بأي شيء منذ العام 1880، وخلال عام 2017 سجلت بريطانيا 624 ساعة خالية من الفحم، بزيادة من 210 ساعات في عام 2016، وبحلول يوليو/ تموز عام 2018 وسط موجة حرارية قياسية، تم تسجيل أكثر من 1000 ساعة خالية من الفحم.
وتهدف المملكة المتحدة في الوقت الحالي إلى القضاء التام على استخدام الفحم بحلول عام 2025، وفرنسا بحلول عام 2022، لكن ألمانيا، موطن أكبر منجم فحم مفتوح في أوروبا، مددت التزامات التعدين الحالية إلى 2040، رغم أن الوزراء قالوا إن الطاقة المتجددة يجب أن توفر 65٪ من طاقة البلاد بحلول عام 2030.
وأسهمت عدم رغبة ألمانيا في إنهاء اعتمادها على الفحم في إثارة المحتجين الذين رفعوا لافتات في سفارتها في لندن، قبل 3 أشهر بعد أن دعا تقرير رئيسي للأمم المتحدة لاتخاذ إجراء غير مسبوق للتصدي لتغير المناخ.
ويبقى الفحم أكبر مصدر منفرد للطاقة في ألمانيا، تليه الرياح، وتمثل طاقة الفحم البني24.1%، وأسهم الفحم الصلب المستورد في 75.7 تيراواط، أو 13.9% من المجموع.
وأنتجت صناعة طاقة الرياح 111 تيراواط في الساعة من القدرة المركبة على اليابسة والأراضي البحرية التي تقل عن 60 غيغاواط، وتشكل 20.4% من إجمالي إنتاج الطاقة الألمانية.
