هل نحن نعيش في مجتمع متنافض؟ نراه يبذخ المال خصوصا في فترة الاعياد وفي الوقت نفس  يئن من الفقر، كما وانه ايضا  على سبيل المثال بالكاد يستطيع ان يسدد فواتير أقساط سيارته الا انه يقود الاهم والاحدث وغير ذلك من سلسلة تناقضات الى درجة الهوس. امام هذه الازدواجية  والهاجس ان  تبقى صورته الاجتماعية الافضل امام الآخرين عكس مما هو عليه في الواقع، يبقى السؤال: هل يصح القول ان المجتمع اللبناني يعاني الإنفصام ؟

قلة الثقة بالنفس والتلهي بالقشور

امام هذا الواقع الاجتماعي المليء بالعقد النفسية كان لنقيبة المعالجین والمحللین النفسانیین اللبنانيين،الاختصاصية في علم النفس النقيبة الدكتورة ماري انج نهرا رأيا في هذا الخصوص مما قالت  ل greenarea.info:”ان التنافض في شخصية الانسان  يدل على تعويض من نقص  داخلي  يحاول الانسان اظهاره بصورة معاكسة الى الخارج، اي اعطاء دوما  الصورة الناجحة  بمعنى الاناء ينضح بما فيه، واحيانا يكون فارغا يتم تعبئته بالمظهر الرنان الفاضح. مما نلاحظ ان  الشخص الذي يرتدي الكثير من الملابس  ليبرز علامات الغنى انما في الحقيقة  ليخبئ  الفقر الداخلي عنده  حتى ولو اضطر ان يستدين لان المهم لديه الصورة التي  سيعكسها  الى الخارج وماذا سيقول الناس عنه وان يكون على المستوى المطلوب ليرضي الاخرين.. كل هذا يدل على نقص في الشخصية وقلة ثقة  في النفس، والجدير ذكره ان هذه المشكلة النفسية  موجودة عند الكثير من الاشخاص خصوصا عند المجتمعات التي عانت من الحروب ،يكون عندها حاجة للتعويض اكثر من غيرها  اما المجتمعات الراقية فليست عندها  حب المظاهر لانها لا تسعى الى القشور بل  تبحث الى تعميق المعرفة والفكر والتقدم والتطور والاختراع وللاسف على سبيل المثال نحن  في لبنان ليس عندنا  ايا من ذلك  كوننا  نتلهى  بالقشور التي  من السهل الحصول عليها وابرازها  .”

نضحك على انفسنا بحقنة مخدر

اما الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور انطوان سعد فأهم ما توقف عنده عبر greenarea.info  : ” اذا صرف اللبناني المال الكثير خصوصا  في عيد راس السنة  وهو لا يملكها لكي يشعر بالانتماء للمجموعة  كون الانسان ضعيف يعمل اي شيء لكي يشبه المجموعة الضائعة لنصل الى مجتمع ضائع . اما اذا قارنا  ذلك بسائر بلدان الاغنياء، فحقهم الإحتفال، لان ليس عندهم مشاكل اقتصادية وليسوا مديونين مثلنا على 100 مليار دولار مما يعني  حول ماذا سنحتفل ونحن متجهون الى انهيار مالي اقتصادي كأن نضحك على انفسنا بحقنة مخدر اسمها  عيد راس السنة لنستيقظ في اليوم التالي على وجع الازمة الاقتصادية. فالمورفين لا يصحح انما يخفف شعورالوجع الذي نعاني منه، وللاسف باتت قيمة الانسان بما يملك  وليس بما هو وعندما تصبح قيمته بما يملك  يعني انتهى الى حالة انحدار وتدهور في القيم الانسانية والآدامي يصبح غير مهم  حتى نصل الى انسان غني مهم حتى ولوكان سارقا  وبالتالي لم يعد هناك من قيم عليا للانسانية التي هي المعيار لتقييم الانسان والمجتمع  لذلك بات الذي يسرق شاطر والحرامي قبضاي والانسان العاقل منسي .”

اللبناني غير مرتاح مع هويته الذاتية

من جهة اخرى  اعتبر الاختصاصي في العلاج النفسي الدكتوراحمد عويني ل greenarea.info : “ان الازدواجية  عند اللبناني موجودة منذ زمن فكم من اشخاص يشترون أغلى الهواتف رغم دخلهم المحدود  ولا يستطيعون تامين ثمنه لان بالنسبة لهم هو الاولية بينما  في الحقيقة يجب ان تكون  الاولية شيء اخر حيث نجد اللبناني همه اخر موديل الهاتف او السيارة لدرجة باتت تحدد هويته لان عنده عقدة الآخر والهاجس بماذا يفكر عنه وهذا ما نلاحظه كثيرا  في مواقع التواصل الاجتماعي في نشر الصور  والسيلفي للفت للنظر حيث ان  هذه الازدواجية ليست طبيعية عندما يكون المظهر اهم من الجوهر للامور بمعنى نحن نتحدث عن شعب غير مرتاح مع حاله ومع هويته الذاتية وذلك لاسباب اقتصادية واجتماعية  معا  حيث بات يهتم بالقشور ويبتعد عن اساس الجوهر.”

رفض للواقع

الا ان اهم ما توقفت عنده الاختصاصية في  المعالجة النفسية الدكتورة دنيز ابي راشد ل greenarea.info : ” ان هذا التصرف في صرف المزيد من الاموال رغم الوضع المادي الدقيق خصوصا في  فترة الاعياد  الذي يلجأ اليه  اللبناني يسمى رفضا للواقع  او نوع من فشة خلق  بمعنى لا يستطيع ان يتقبل الواقع  لان وضعه صعب  خصوصا عند المقارنة مع الاخر  حيث تفسر من الناحية  النفسية انه على سبيل المثال  في عيد راس السنة اي  نهاية سنة وبداية اخرى  يعني كبر سنة واقترب الى الموت اكثر و لكن في داخله حاجة رفض لهذا الواقع  اي تحدي الموت غرزيته للبقاء حبا للحياة  بمعنى هو موجود و امامه سنة جديدة و انطلاقة  ووعود و امال جديدة بالرغم  من مرور الزمن يريد ان يفرح رغم كل شيء من الذي يعانيه  اي بمعنى نوع من الانكار لاشعوريا  للواقع الصعب الذي يعيشه .”

الانا المزيف

كما  وان الاختصاصية في علم النفس الدكتورة رنا حداد  فسرّت عبر الgreenarea.info:”  ان هناك صراع حقيقي  بين الانا الحقيقي والانا المزيف.  حيث ان الانسان عندما يحاول ان يظهر امام الاخر عكس ما هو عليه  في المجتمع يسمى  بالأنا المزيف  اي اصبح الاخر هو المرآة التي ينظر نفسه من خلالها  اي القناع الذي يرتديه لكي يعجب به  الاخر فلا يشعر بوجوده وباهميته الا من خلال الملبس الجديد ، او السيارة الحديثة  او حتى الاماكن التي يزورها وايضا لا يدرك ما الذي يريده فعلا وما يجب ان يفعله لكي يتقبله و يحبه الآخر والمجتمع. ”

مجتمع منفصم

الى رأي الاختصاصي في علم النفس الدكتور نبيل خوري  الذي اعتبر عبر ال greenarea.info : “ان الازدواجية  التي يعيشها اللبناني جزء لا يتجزء  بالفكر السطحي  السخيف الميال  الى العنجهية  حيث يعطي لنفسه حوافز ايجابية  ولكن  في اطار وهمي اذ اننا نعيش بمجتمع منفصم  يتحدث عن المحبة ويكره  ويتحدث بالاساليب الانفتاحية عن الاخر  ويتقوقع  ويتحدث عن المثل العليا  ويعيش الى الاتجاه مع الفساد  وبالتالي لا نستغرب انه يستدين لكي ياكل نحن مثل الشعوب المتخلفة  عكس مما هو  في بلدان اوروبا التي تحفز الانسان الى  نحو افضل في الاتكال على ذاته .”

اما الاختصاصي في علم الاجتماع الدكتور عبدو قاعي فرأى عبر  الgreenarea.info : ” ان اتجاه  اللبناني الى المظاهر ليس بجديد بل قديم  منذ ايام الفينيقين اذ انه  يحب  السلوك الاستهلاكي يرغب ان يظهر دائما اكثر مما عنده حيث يضيّع نفسه  في مسالة الانا الوجودية  فيتجه الى المظهر يحب كثيرا ان يظهر غير مما هو عليه  اي يصرف اكثر  من ما يملك ، مرد ذلك الى السلوك الاستهلاكي الذي نحن فيه  يجعلنا ننهج  هذا الفكرالاستهلاكي   وحب الحياة   وعندما ينزعج يترك مشاكله في بلده ويسافر خارجا ويحمل ذاكرته معه لان الذاكرة  لا احد يهرب منها .”

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This