كم من ضحايا وقعوا هاجس التنحيف من اشخاص يدّعون انهم اختصاصيون في التغذية بعناوين اعلانية مغرية لجمع الاموال وحصد تداعيات عدة من امراض يكون المريض بغنى عنها. فيجد نفسه ،من يريد اتباع حمية لانقاص الوزن، غارقا بوصفات غذائية لا اساس لها من الافادة الصحية، فقط لانه وقع في شباك الاعلانات الفضافضة بان ذلك المسمى اختصاصي تغذية ينقذه من البدانة بسحر ساحر. انما الحقيقة عكس ذلك ومؤلمة الى ان دقت اليوم ساعة الحسم و بات هناك نقابة الزامية للاختصاصيين المجازين في التغذية والصحة لضبط كل المخالفات من بعد معاناة لمدة سبع سنوات ومماطلة قبل ان تبصر اليوم النور ليبقى السؤال : ما وراء تأخير تشكيل نقابة للاختصاصيين في التغذية ؟
مرضى ضحايا من غير اختصاصيين
في هذا الاطار ابرز ما تحدثت عنه الاختصاصية في امراض الغدد والسكري الدكتورة بيريل الحاج لgreenarea.info: “للاسف مازلنا في لبنان نرى العديد من المتعدين على مهنة الاختصاص في التغذية حيث يكون المريض الضحية في تناول حمية غير مدروسة صحية وصحيحة لا تشبه الحمية المعروفة طبيا حيث ياتي الى الطبيب الاختصاصي في امراض الغدد مصابا بعدة مشاكل صحية نتيجة معالجته الخاطئة .مع العلم ان دور الاختصاصية في التغذية يكمن في إرشاد المريض ماذا ياكل خصوصا اذا كان عنده على سبيل المثال مشاكل في الكلى او ارتفاع في الكوليسترول لان المهم و الاهم ان لا تكون الاختصاصية في التغذية هدفها تجاري للدعاية فقط بل مساعدة المريض في الحصول على حمية صحيحة و ليس كما حصل مع احدى المرضى التي في عمر 16 سنة عندما عاينتها بعد سلسلة من الفحوصات الطبية تبين انها تعالجت عند غير اختصاصية في التغذية فاعطتها هذه الاخيرة حمية غير صحيحة كتناول المعكرونة ثلاث مرات يوميا والنتيجة الشحومات في الدم والتغريليسيريد مرتفع في معدله وهذا لا يجوز ابدا الاستهتار بالصحة. لذا ما نشدد عليه اليوم ان يثق المريض بطبيبه لكي يستفيد من العلاج الصحيح مع حمية مناسبة لان اذا وثق باختصاصية تغذية دون طبيبه فهو يتحمل المسؤولية في المضاعفات التي يتلقاها .”
ضبط الفلتان في الزامية النقابة
من جهة اخرى اهم ما توقفت عنده رئيسة الجمعية اللبنانية لاخصائيي التغذية التي اسستها منذ الثمانيات الاختصاصية في التغذية الدكتورة نهلا حوّلا عبر ال greenarea.info :” ان مشروع نقابة للاختصاصيين في التغذية مقدم منذ سبع سنوات في مجلس النواب لدراسة المشروع بالتعاون مع وزارة الصحة الا انه اليوم سيبصر النور بعدما ارتفع عدد المجازين في الاختصاص بالتغذية حتى صار بامكاننا تحقيق نقابة الزامية للاختصاصيين في التغذية خصوصا و اننا لاحظنا ايضا ان هناك عدد كبير من الخرجيين منهم ذوي المستوى الجيد ومنهم الوسط واخرين يمارسون المهنة الاختصاص في التغذية ولا يملكون شهادة الاختصاص الى حد الاتجار بها في ظل غياب هيئة ضابطة لهذه المهنة. فأصبح هناك حاجة ملحة لهيئة علمية للحد من هذه التجاوزات الصحية وان تكون حاضنة لمهنة التغذية من خلال نقابة الزامية مثل نقابة الاطباء عندها حصرية الاهتمام في هذا الموضوع وهذه الحاجة نشأت بعدما تشعبت الامور في ظل المتعدين على المهنة والاساءة لها مما وجب علينا ان يكون هناك ضبط للمهنة للمحافظة عليها لكي يمارسها أصحاب الإختصاص بجدية وبكفاءة علمية.”
اعلانات الحمية غير المراقبة
في المقلب الاخر شدد الاختصاصي في التغذية الدكتور عماد طفيلي على اهمية التوعية عند الناس كي لا تقع ضحية الاعلانات المغشوشة عن الحمية مما قال ل greenarea.info :” ما يجب معرفته انه صحيح ان الغذاء السليم مهم كثيرا الا انه ليس جزء من حل للمشاكل الصحية كتقوية المناعة عند المريض حسب ما يشاع او الاستغناء عن الطبيب وهذا ما يحصل اليوم بكل اسف و بصورة خطيرة جدا كأن يقال ان اكل الباذنجان مسيء للصحة او تناول العسل مفيد للمصاب بالسكري تلك المعلومات الخاطئة نجدها منتشرة عند غير الاختصاصيين في التغذية يمارسون الغش في الحلول السريعة للحمية مغلفة بالاغراءات الاعلانية بصورة مضخمة ويقع ضحيتها الناس كونها تحب الحلول السريعة والرخيصة كأن يعطى لهم حمية لخفض الوزن بشكل سريع مثل الديتوكس او السوبر المتمم الغذائي الذي يشفى و هذا غير صحيح وسط اعلانات مغرية للترويج بحقائق غير صحيحة دون ان يكون هناك الية لضبط هذا الموضوع في كل كلمة تقال عن المواضيع العلمية الصحية حيث نجد عقابا صارما عن هذه التجاوزات في البلدان المتقدمة اما في في لبنان فليس هناك من رقابة جدية للحد من المخالفات الصحية العلنية .”
الى رأي الاختصاصي في التغذية الدكتور عمر عبيد الذي اعتبر عبر ال greenarea.info :” انه هناك جامعات عدة تخرج العديد من اختصاصيين في التغذية سعيا للعمل مما يلجؤون الى اتباع وسائل متعددة لبيع منتوجاتهم التي منها غير صحية و دقيقة لذا كان هناك نقابة الزامية للمحاسبة وضبط التجاوزات الصحية حفاظا على الصحة العامة .”
الصحة حسمت موقفها
اما عن رأي وزارة الصحة فقد اوضح رئيس قسم المهن الطبية في وزارة الصحة انطوان رومانوس لgreenarea.info : ” لقد عملنا قرارا تنظيميا للاختصاصيين في التغذية بهدف تنظيم المهنة و الحد من المتعدين عليها حيث بات هناك نقابة لضبط كل هذه التجاوزات التي نحن لها بالمرصاد وملاحقة اي منها .”
الا ان رئيس اللجنة النيابية الصحية الدكتور عاصم عراجي فاوضح عبر ال greenarea.info : ” ان اهم ما قمنا به هو انه بات هناك نقابة للاختصاصيين في التغذية لان في الفترة الاخيرة شهدت فلتانا حيث ان اي شخص لا يملك الاختصاص في التغذية يلجأ الى الاعلام للدعاية بحجة انه خبير غذائي الا انه اليوم مع اقرار قانون تنظيم المهنة و نقابة الزامية تجنبا لاي عشوائية في الدعاية عن المتطفلين في المهنة كون مسألة التغذية مهمة سواء للتحنيف ام حتى للسكري فهي تحتاج الى الدقة المتناهية مثل مريض السكري او القلب الذي يحتاج الى تنظيم في الغذاء الصحيح .”