حذر علماء من أن مستويات بحار الأرض يجب أن تكون أعلى بمقدار 9.14 متر مما هي عليه حاليا، ويمكن أن يساهم الذوبان الكارثي للجليد في القارة القطبية الجنوبية في سد الفجوة الحاصلة قريبا.
وقال العلماء إن درجات الحرارة العالمية اليوم هي نفسها كما كانت قبل 115 ألف سنة، في الوقت الذي بدأ فيه البشر بمغادرة إفريقيا.
وتشير الدراسة إلى أنه خلال الفترة الزمنية هذه، المعروفة باسم “Eemian”، تسببت درجات حرارة المحيطات الحارقة في ذوبان الجليد العالمي الكارثي. ونتيجة لذلك، كانت مستويات البحار أعلى بـ 6.1 إلى 9.14 متر، مما هي عليه اليوم.
ولكن إذا كانت درجات حرارة المحيطات الحديثة مماثلة لتلك المسجلة خلال فترة “Eemian”، فهذا يعني أن كوكبنا “يفتقد” لارتفاع البحر المدمر. وفي حال ارتفعت المحيطات بمقدار 1.83 متر فقط، ستغرق مساحات شاسعة من المدن الساحلية تحت الماء، وتتحول الشوارع إلى قنوات وتُغمر بعض المباني بالكامل.
ويعتقد العلماء أن مستويات مياه البحر حققت هذه القفزة قبل 115 ألف سنة، بسبب الانهيار الجليدي المفاجئ في أنتاركتيكا.
وتسبب الغطاء الجليدي الضعيف في غرب القارة القطبية الجنوبية، والذي يشهد تراجعا ملحوظا اليوم، في ارتفاع مستوى سطح البحر بسرعة كبيرة.
وصمم فريق البحث أحدث نماذج الكمبيوتر، التي أظهرت كيف استجاب الجليد في القطب الجنوبي لدرجات حرارة المحيط الدافئة خلال فترة “Eemian”. وأظهروا وجود عمليتين، وهما: الانهيار الجليدي البحري وعدم استقرار الغطاء الجليدي البحري، ساهمتا في تسريع ذوبان الغطاء الجليدي في غرب أنتاركتيكا.
واندفعت الكتل الجليدية الكثيفة، التي شكلت جزءا من الغطاء الجليدي، إلى المحيط حيث ذابت بسرعة، مضيفة أطنانا من الماء إلى محيطات العالم.
ويحذر العلماء من أن تعرض الصفائح الجليدية في أنتاركتيكا لعمليات مشابهة، قد يتسبب في كارثة على الأرض. وبالاقتران مع الذوبان الحاصل في غرينلاند، يمكننا توقع ارتفاع مستويات البحر بمقدار 1.83 متر خلال هذا القرن.
وفي الشهر الماضي، حذرت ناسا من أن النهر الجليدي “Thwaites” في القارة القطبية الجنوبية، يمكن أن ينهار خلال عقود و”تغرق المدن”، بعد اكتشاف جوف “يوم القيامة” أسفل كتلة جليدية.