غريب هذا البلد الذي تدعي فيه كل القوى السياسية محاربة الفساد اليوم في حين ان كل هذه القوى تعلم ان الفريق العامل في وزارة المالية قد انجز اهم عمل ناظم او كاشف او محدد لأكبر فساد واكب الدولة اللبنانية منذ حوالي ربع قرن ولم تحرك هذه القوى او اي منها ساكناً لإعلان نتائج هذه الحسابات وتقييم نتائجها !
الحسابات المالية يتيمة اليوم كما كانت يتيمة بالامس ولولا اصرار فريق العاملين بوزارة المال وتحديداً مدير المالية العام الان بيفاني لكان قرار جردة الحسابات وكذلك امكانية التنفيذ وآلية العمل وصحة وشفافية النتائج بخبر كان لان اي قوة سياسية لم ترد الخوض في هذا “الوحل” بسبب النتائج السياسية او غير السياسية المترتبة على ذلك
والدليل الأهم اليوم محاولات معظم القوى ان لم نقل الجميع ام التستر او المتاجرة او المقايضة على هذا النتائج بحجج واهية كون البلد لا يحمل خضات من هذا النوع ،اي عدم كشف المرتكب او السارق ام من أوصل البلاد او أوصلوا البلاد الى هذا الدرك
الخوف الذي رافق إنجاز هذا العمل لا يزال هو هو اي الخوف من تمييع النتائج او تدليكها او تجهيلها او بيعها على القطعة والمتاجرة بها
وقفت معظم القوى السياسية ضد هذه الجردة تحت حجج متعددة ومن لم يضغط باتجاه إنجازها يتساوى مع من حاول منعها واليوم يتكاثر من يدعي أبوتها او رعايتها فيما الحقيقة الساطعة ان من ثابر على العمل وأصر عليه واستفاد من تناقضات للاستمرار به وكذلك من منع تحريف العمل والمسايرة به هو فريق العاملين لدى الوزارة بقيادة مديرها العام الان بيفاني والذين تعرضوا لشتى انواع الضغوطات القاسية منها او الناعمة او لوضع عراقيل ادارية وغيرها لمنعهم من إنجاز العمل او تعديل نتائجه
اليوم صار عندنا حسابات منجزة فلتنشر حيث يجب دون تحريف او تزوير او مقايضة وهذه بوابة مكافحة الفساد وبناء الدولة فمن يريد فعلاً ولوج هذا الطريق فليتفضل