كم من عائلات عانت ولا تزل تعاني من تفكك اسري وتعنيف لفظي وجسدي، والضحايا اطفال و نساء ايضا يخفن التعبيرعما يعانين من ضغوطات نفسية نتيجة سوء المعاملة من ازواجهن مما يتطلب الامر الدعم معنوي على الاقل للخروج من الازمة النفسية. فكانت “جمعية دعم” اسم على مسمى لمد يد العون لهن ولكل شخص اسير التعذيب يبحث عن سلام داخلي وخارجي في آن معا، ليبقى السؤال : ما هي الحوافز لانقاذ العائلة اللبنانية من التشرد وكل اساليب التعنيف؟
الحماية بالتواصل عن قرب
معاناة عائلية لا تنته وسط ضغوطات يومية الى حد الطلاق احيانا فكيف اذا كان احد الشريكين مصيره السجن نتيجة الخلافات العائلية وما تترك من تداعيات سلبية على الاطفال وعلى العائلة ككل. تلك الحالات العائلية الدقيقة شرحتها باسهاب الاختصاصية في المعالجة النفسية رانيا ابي نادر ل greenarea.info :” ان هدف الجمعية دعم مساندة العائلة المفككة التي تاتي الينا، فيكون دور المعالج النفسي مهم للغاية في اعادة تعزيز التواصل بين الشريكين في حال كانت العلاقة بينهما مهددة الى حد الطلاق كون ذلك يترك اثرا سلبيا على حياة الاطفال خصوصا في عمر 14 سنة في عز المراهقة حيث يكون انفصال اهله صعب جداًعليه خوفا من ان يتجه الى المخدرات، فتبرز الحاجة لمعالج نفسي بهدف التكيّف مع الواقع العائلي الجديد حيث لمسنا تجاوبا مع عدد مهم من الناس لعديد من العائلات التي تحتاج لدعم نفسي ومعنوي خصوصا من ناحية التعنيف اللفظي اكثر مما هو التعنيف الجسدي مما يكون دورنا اساسي في رفع المعنويات واخراج المريض النفسي من حالة اليأس التي يعيشها.”
العائلة المفككة و طرق دعمها
اما عن هدف مؤسسة جمعية دعم فتحدثت الاخت تيريز كاميليوس من راهبات سانت تيريز عبرال greenarea.info :” لقد شكلنا مجموعة عمل حيث قمت بمبادرة شخصية للمساعدة النفسية الاجتماعية للعائلات المحتاجة للدعم المعنوي والنفسي حيث لمست عدداً مهماً من العائلات في لبنان تصرخ وجعا تحتاج لمن يدعمها وتطلب منا الدعم في ظل ارتفاع المشاكل العائلية حيث لم يعد هناك سلاما في العائلة كما ان التكنولوجيا الحديثة باتت تؤثر على العائلة خصوصا الاطفال عندما يكون الشرير في لعبة الانترنت هو البطل، وهنا الخطورة بعينها وخوف على الولد منها لذا يكمن هدف الجمعية دعم بترميم العائلة المفككة وان تكون العين الساهرة على الاهل وعلى الاولاد معا .”
الا ان اهم ما ذكره رئيس جمعية دعم ايلي اغناطيوس ل greenarea.info :” ان جمعية دعم عبارة عن دار العائلة المفككة والهدف منها انه عندما يحصل أي عنف في المنزل او يتعرض احد افراد العائلة للعنف يكون السبب لفظي ام نفسي او جسدي، عندها دورنا في معالجة النزاع العائلي عن طريق تامين اختصاصيين في علم النفس والاجتماع في الجمعية سواء مرشدة اجتماعية ام معالج نفسي وتربوي حيث ان دورنا في المساعدة ومد يد العون التي لا تشمل الولد المعنف فقط بل يمكن ايضا الرجل المعنف او المرأة المعنفة وان لا يصل اي نزاع عائلي الى الطلاق وذلك من خلال التخفيف من الضغط النفسي في العائلة. اما اذا حصل انفصال بين الاهل فعندها نتابع التداعيات النفسية على الولد ونساعده على العبور في العملية النفسية كونه يحتاج لمن يقف بجانبه ونجعله يتفهم الموضوع بالايجابية المطلوبة بتعزيز السلام الداخلي فيه. كما نقوم ايضا في مساعدة اي من العائلات يكون فيها امراة ام رجل سجين حيث نتابعه كي تتقبله العائلة بدل النفور منه او رفضه ويكون وقعها خفيف على الولد مما يعني نقوم بالتحضير من الدمج العائلي الى الدمج المجتمعي.”
تعميم ثقافة الحوار
الى رأي عضو في الجمعية دعم الدكتورة فيفي كلاب اوضحت عبر ال greenarea.info :” ان هناك الكثير من عائلات تتخبط فيها المشاكل سواء ام تتعرض للضرب من زوجها او التعنيف على انواعه مما سعت جمعية دعم مع اختصاصيية في علم النفس والاجتماع ان تكشف على وضع العائلة من خلال تقييمها سواء اقتصاديا ام اسباب شخصية وعلى سبيل المثال اذا وجدت “جمعية دعم” ان وراء المشاكل العائلية هي ترك العمل عند الرجل فتسعى ان تجد له عملا لكي يعيل عائلته والامر نفسه عند المرأة لكي تعمل وتساند عائلتها اما اذا كانت المرأة مسجونة نتيجة خلاف عائلي عندها تحتاج الى دعم لاحاطتها اكثر للتقرب من اولادها لها لان وجعهم مضاعف ان امهم تركتهم وبات مصيرها السجن مما يحتاجون الى مرافقة نفسية دقيقة للغاية واختصاصية في علاج النفسي للاطفال وهذا ما تصبو اليه الجمعية في اعطاء الافضلية لمن يحتاج للمساعدة من معالج نفسي ام اجتماعي .”
في المقلب الاخر بهدف الحد من التعنيف ايا كان شكله اعلن رئيس حركة السلام الدائم فادي ابي علام ل greenarea.info :”نحن نعمل على بناء السلام في اتجاهين اي في الشق الاول في رفع الوعي عند الناس بما يتعلق بحل النزعات بالوسائل السلمية في تعميم و التدريب على ثقافة الحوار والتفاوض والشق الثاني في الحد من مخاطر وحيازة واستخدام الاسلحة حيث نعمل على هذا الموضوع بشكل مكثف في العديد من المناطق في لبنان والشرق الاوسط. اما في ما يتعلق بموضوع الحد من اطلاق الاعيرة النارية في المناسبات للتخفيف من الضحايا مما لمسنا نتيجة عملنا انه هناك تحسنا مقارنة بين سنة 2017 و سنة 2018 ففي سنة 2017 كان هناك 171 ضحية قتيل الى ان انخفض هذا العدد سنة 2018 ليصل الى 121 ضحية اي استطعنا ان نخفض الى 50 ضحية وهذا رقم مهم نتيجة حملات التوعية التي قمنا بها في رفع الوعي عند الناس حول كيفية التعامل مع السلاح اما بموضوع حل النزعات بالوسائل السلمية فهذا الامر مهم جدا تعميمه في المدارس لبناء القدرات عند الطلاب في معالجة مشاكلهم من خلال تعميم ثقافة محاربة العنف في الفكر عن طريق زيادة اعداد المدربين فيها .”