أكد مجلس الإنماء والإعمار في بيان اليوم، أن “ضغط المياه في بحيرة سد بسري لا يتسبب بتحريك اي فالق زلزالي”، مشيرا إلى أن “الدراسات التي أجريت أثبتت أصلا أن لا فالق متحركا يقع تحت السد مباشرة”.
وجاء في البيان: “جرى أخيرا في بعض وسائل الإعلام، تداول معلومات غير دقيقة تتعلق بمشروع إنشاء سد بسري وخصوصا في ما يتعلق بالموضوعين الآتيين: قدرة السد على مقاومة الزلازل، وإمكانية تسبب السد نفسه في حصول زلزال.
لذلك، يهم مجلس الإنماء والإعمار أن يوضح للرأي العام ما يأتي:
1- بالنسبة لقدرة السد على مقاومة الزلازل: إن تصميم سد بسري تم بطريقة تتماشى مع الممارسات الدولية، ووفق معايير وضعت على اساس المسح النيوتكتوني الذي أجري لتحديد الفوالق في محيط المشروع، وتقييم مخاطر الزلازل عليه. وفي ضوء نتائج دراسة الدكتور عطا الياس، أستاذ علوم الجيولوجيا والزلازل في الجامعة الأميركية في بيروت، قام الخبير الدكتور مصطفى إرديك عضو لجنة الخبراء لسد بسري بدراسة تقييم مخاطر الزلازل، بهدف تحديد العوامل والمعايير التي يتوجب اعتمادها في تصميم السد لمقاومة الزلازل. ومن هذا المنطلق، تم اعتماد سد ركامي (من الردميات) بانحدارات خفيفة، مقاوم للهبوط والانهيار والتغير في الشكل ولأي ضرر قد ينتج من الزلازل من أعلى الدرجات التي يمكن توقعها. وسيتم إنجاز بناء السد باستعمال مواد مناسبة ومرصوصة جيدا تبعا للمواصفات. وبالتالي فإن عامل الأمان في السد كبير جدا، وهو قادر على مقاومة الزلازل بقوة تصل الى ثماني درجات بمقياس ريختر، وهي قوة عالية جدا.
ان الدراسات الحديثة، ومنها المسح النيوتكتوني الذي أجراه الدكتور عطا الياس لصالح هذا المشروع والسويسري دايرون لصالح المعهد الوطني للبحوث سابقا، أظهرت عدم وجود فالق متحرك مباشرة في موقع السد أو البحيرة، إذ أن فالق روم يمر بالقرب من موقع السد، على بعد نحو كيلومترين اثنين منه، وليس تحته مباشرة أو على طول البحيرة، وأن لا دليل من الجهتين الجيولوجية والجيومورفولوجية على وجود فالق رئيس ناشط في موقع السد.
كما تجدر الإشارة إلى أن إنشاء السدود في مناطق ذات خصائص زلزالية ليس بأمر غير شائع، ما دامت دراسة مخاطر هذه الزلازل قد تمت بشكل واف كما في حالة مشروع سد بسري، وهناك بعض الامثلة عن سدود كبيرة حول العالم ومنها ما هو في المنطقة، كسدود ألموس وغولوفا واتاتورك وتهتاكوبرو في تركيا، وغيرها.
2- بالنسبة لإمكانية تسبب السد نفسه في حصول زلزال: إن اللجنة الدولية للسدود الكبيرة (ICOLD) لا ترى إمكان أن تولد السدود هزات أرضية (Earthquakes Triggered by Dams)، إلا في الحالات التي يزيد فيها ارتفاع منسوب المياه عن مئة متر وبالحد الأدنى يزيد المخزون عن المليار متر مكعب، وهو ما لا ينطبق على مشروع سد بسري، إذ أن الارتفاع الأقصى لمنسوب المياه في البحيرة هو فقط 61 مترا، وبالتالي فإن الضغط الذي يتأتى منه يبقى متواضعا جدا، علما أن مخزون سد بسري لا يتخطى نسبة 1/8 من هذه الكمية.
كما أن الضغط الذي ستولده مياه بحيرة بسري على أرضية الموقع يساوي 6 بار في المتر المربع وهو علميا يوازي ضغطا تولده أساسات أي مبنى كبير نسبيا على الأرض، أو حتى الضغط نفسه الذي يمكن أن تولده تلة من الرمل بارتفاع 33 مترا فقط.
إن مصدر اي زلزال على فالق روم يكون على عمق 15 إلى 20 كيلومترا على الاقل، وبالتالي فإن بحيرة مياه بعمق 60 إلى 70 مترا لا يمكن أن تتسبب بما يكفي من الضغط للتسرب إلى مثل هذا العمق وتحريك الفالق، هذا إذا سلمنا جدلا بأن ثمة فالقا تحت السد”.