يعتبر التلوّث البيئي الذي هو نتيجة مباشرة لعبث البشر، أحد الأسباب الرئيسية وراء إنتشار المجاعة، وصولاُ إلى حالات الوفاة التي يسببها. فمن تلوّث التربة، إلى تلوّث الهواء، إلى تلوّث المياه تتعدد المصادر التي لها دوراً أساسياً في حالات الوفاة التي تحصل سنوياً.
سكان الأرض بخطر
تشكّل البيئة أحد أهم مصادر المحافظة على حياة البشر، لذك فإن تلوّثها يشكّل خطراُ عليهم. في هذا السياق، يعتقد باحثون أن الوضع الحالي للبيئة، يشكل خطورة على سكان الأرض، وأن تحليل حالة الطبيعة وموارد الأرض يشير إلى إحتمال إنتشار المجاعة.
ونشر خبراء الأمم المتحدة نتائج دراستهم، لعوامل تأثير الإنسان في حالة كوكب الأرض. ووفقا لهم، وخلال الفترة القريبة المقبلة، من المحتمل إنقراض بعض أنواع الحيوانات والنباتات والفطريات.
في حين أن المصادر البيولوجية الضرورية، لإنتاج مواد غذائية على وشك النفاد، ما يمكن أن يؤدي إلى مشكلات جدية لم يسبق للبشرية أن واجهت مثلها.
أما على مستوى التربة، ووفقا لتقديرات العلماء، فقد تدهورت وساءت حالتها، وحالة والغابات والمروج والمراعي أيضاً بشكلٍ كبيرٍ، إضافة إلى موت الشعاب المرجانية، والطحالب والنباتات البحرية.
كما إنخفضت مساحة الغطاء النباتي، خلال العقدين الماضيين بنسبة 20%، وهذا الإتجاه في إزدياد مستمر.
تغيرات في الطبيعة
لا يعتبر تلوّث التربة خطراً على البشر فحسب، بل ينعكس تراجعاً في التنوع للمحاصيل الزراعية، وينعكس على أنواع المواشي، التي تنعكس بدورها خطورة على البشرية. علاوة هذا، فإن إنتشار إستخدام المبيدات الكيميائية على نطاق واسع وفي كل مكان، يسبب تسمم التربة وإنقراض الحشرات وتغيرات في الطبيعة.
يضاف إلى ذلك، التعديات على الحياة البحرية إذ يتجاوز حجم الصيد، في البحار والمحيطات الفترة اللازمة لتجديد الثروة البحرية بكثير.
بناءً عليه، ومن أجل إنقاذ العالم من الموت بسبب المجاعة، يجب تغيير طرق إنتاج المواد الغذائية، دون الإضرار بتنوعها البيولوجي، ما يمكن تحقيقه بجعله إستراتيجية إدارية.
ومما يزيد الأمر سوءاُ وفق منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، التغيرات الحادة في درجات الحرارة، الأمر الذي يفاقم الجوع في العالم. نتيجة الظروف غير المتوقعة والقاسية، التي تُصعب من إنتاج الغذاء الذي نحتاجه لسكان متنامين العدد، ولكن ما زال لدينا الوقت المناسب للتحرك، إذ نحتاج إلى التصدي لتغير المناخ حتى يتمكن الجميع في كل مكان، من الحصول على ما يكفي من الغذاء المغذي والآمن.
تعتبر ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻔﺎﻳﺎت اﻟﻤﻨﺰﻟﻴﺔ ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ اﻟﺨﻄﺮ، وﻻ ﻳﺠﺐ أن ﺗُﻠﻘﻰ ﻓﻲ ﺣﺎوﻳﺔ اﻟﻘﻤﺎﻣﺔ اﻟﻌﺎدﻳﺔ. إذ يمكن للمواد مثل البطاريات، والدهانات، والهواتف المحمولة، والأدوية، والمواد الكيميائية، والأسمدة، وعبوات الحبر، وما إلى ذلك، أن تتسرب إلى تربتنا وموارد المياه، وبالتالي تضر بالموارد الطبيعية التي تنتج غذائنا. ولا ننسى البلاستيك، حيث تشير التقديرات إلى أن ثلث، جميع أنواع البلاستيك المنتجة على مستوى العالم، ينتهي في تربتنا.