تنتشر بعض الأمراض المتجددة بعد غيابها لفترة زمنية، والتي قد تبدو بسيطة، إلاّ أنّها في واقع الأمر خطيرة، وقد تسبّب الموت، كمرض الحصبة التي إرتفعت نسبه بشكل كبيرٍ.
إذ حذرت اليونيسف من إرتفاع حالات الإصابة بالحصبة، في العالم إلى مستويات عالية ومقلقة، حيث تمثل عشرة بلدان ما يزيد على 74 في المئة، من مجموع الزيادة في حالات الإصابة، ويعود الداء إلى العديد من البلدان الأخرى التي أعلنت في السابق أنها تخلصت من الحصبة.
أما على الصعيد العالمي، أبلغ 98 بلداً عن حدوث المزيد من حالات الحصبة، في عام 2018 مقارنةً بعام 2017، مما أدى إلى تآكل التقدم المحرز ضد هذا المرض، الذي يمكن الوقاية منه إلى حدٍ كبيرٍ، في حين يمكن مع ذلك أن يكون فتاكاً.
إلاّ أن هناك بعض البلدان التي شهدت أعلى عشر زيادات في الحالات بين عامي 2017 و2018، وهي : أوكرانيا حيث سجلت 30,338، الفلبين سجلت13,192، البرازيل سجلت10,262 ، اليمن سجلت 6,641 ، تليها فنزويلا وسجلت 4,916، ثم صربيا4,355، مدغشقر 4,307 السودان3,496 ، تايلند2,758 ، وفرنسا2,269 .
حقائق عن الحصبة
لا تعد الحصبة من الأمراض الخطيرة، إلاّ أنّها في الواقع معدية للغاية، وتفوق في عدواها إيبولا أو السل أو الإنفلونزا. ويمكن أن يصاب شخص بالفيروس بعد ساعتين، من مغادرة الشخص المصاب. وهذا المرض ينتشر عبر الهواء ويصيب الجهاز التنفسي، مما قد يؤدي إلى وفاة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، أو الأطفال الصغار الذين لم يتم تلقيحهم. وبمجرد الإصابة بالعدوى، لا يوجد علاج محدد للحصبة، لذا فإن التلقيح أداة تنقذ حياة الأطفال.
وهناك العديد من الأسباب التي أدت إلى تفاقم تداعيات الحصبة، منها سوء البنية التحتية الصحية، والحروب الأهلية، وإنخفاض الوعي المجتمعي، وفي بعض الحالات التقاعس، والتردد في تلقي اللقاح، وصولاً إلى تفشي هذه الأمراض في البلدان، المتقدمة النمو والبلدان النامية على السواء.
وعلى سبيل المثال، زاد عدد حالات الحصبة في الولايات المتحدة، ستة أضعاف بين عامي 2017 و2018، حيث بلغ 791 حالة. وفي الآونة الأخيرة، شهدت الولايات المتحدة تفشي المرض في نيويورك وواشنطن.
اللقاح أداة نجاة
بالرغم من كون الحصبة مرض مميت في بعض الأحيان، إلاّ أنّ اللقاح يعتبر أداة فعّالة لتفاديه. ووفق منظمة الصحة العالمية، فلقد حال التمنيع ضد الحصبة خلال الفترة 2000-2015 ، دون وقوع وفيات يُقدّر عددها بنحو 20.3 مليون وفاة، ليصبح بذلك لقاح الحصبة واحداً من أفضل اللقاحات، التي يمكن شراؤها في مجال الصحة العمومية.
وتجدر الإشارة، إلى أنّ الحصبة مرض خطير وشديد الإعداء يسبّبه فيروس، وفي عام 1980، أي قبل إنتشار التطعيم على نطاق واسع، كان هذا المرض يودي بحياة نحو 2.6 مليون نسمة كل عام.
في حين، لا تزال الحصبة من الأسباب الرئيسية، لوفاة صغار الأطفال في جميع أنحاء العالم، وذلك على الرغم من توافر لقاح مأمون وناجع لمكافحتها.
فقد شهد عام 2015 وقوع 134200 حالة وفاة، بسبب هذا المرض في جميع أنحاء العالم، علماً بأنّ معظم تلك الوفيات طالت أطفالاً دون سن الخامسة.
الفئات المختطرة
في حين، أن أغلب الوفيات الناجمة عن الحصبة، تحدث نتيجة لمضاعفات المرض. وإصابة الأطفال دون سن الــ5 أو البالغين فوق سن 20 عاماً بمضاعفات الحصبة أمر أكثر شيوعاً. وتؤدي نحو 10% من حالات الحصبة إلى الوفاة لدى الفئات السكانية، التي ترتفع فيها معدلات سوء التغذية، وتنقص فيها فرص الحصول على الرعاية الصحية.
في المقابل، فإنّ الأطفال غير المطعّمين هم أكثر الفئات، عرضة لخطر الإصابة بالحصبة ومضاعفاتها، بما في ذلك الوفاة. وتكون النساء الحوامل غير المُطَعَّمات عرضةً أيضاً لهذا الخطر. ويواجه خطر الإصابة بالعدوى جميع من لم يتلق التطعيم اللازم، (أو من لم يكتسب المناعة اللازمة، عن طريق التعرّض للمرض في صغره).
ومازالت الحصبة شائعة في كثير من البلدان النامية – ولاسيما في بعض المناطق من أفريقيا وشرق المتوسط وآسيا. وتحدث الغالبية الكبرى من وفيات الحصبة (أكثر من 95%)، في البلدان التي تتسم بإنخفاض الدخل القومي الإجمالي، للفرد الواحد وهشاشة بنيتها التحتية الصحية.