مع تفاقم أزمة الإحترار المناخي، فإن الكوارث الطبيعية التي تتكرّر في الفترة الاخيرة تظهر غضب الطبيعة وكأنها تثور على البشر الذين يمعنون في استهلاك مواردها وأذيتها وتدمير بيئتها. ولكا بلد نقمته، فبعد الحرائق التي طالت كاليفورنيا منذ فترة ليست طويلة، ضرب إعصار “إيداي” المدمّر جنوب شرق أفريقيا، وشكّل أسوأ كارثة على الإطلاق.

وفقاً للامم المتحدة، أصاب الإعصار  نصف الكرة الجنوبي ، فقد اجتاح موزمبيق وملاوي وزيمبابوي خلال الأيام القليلة الماضية، ودمرّ كل شيء في طريقه، وسبب فيضانات مدمرة ودمر المحاصيل، وقتل وجرح الآلاف، ويمكن أن يتأثر أكثر من 2.6 مليون شخص في البلدان الثلاث ، كما أن مدينة بيرا الساحلية، التي تعرضت، الجمعة، للإعصار وبها 500 ألف شخص، أصبحت الآن جزيرة في المحيط، وباتت معزولة تقريبًا كليًا

ويبلغ عدد القتلى الرسمي في موزمبيق 84 شخص، وفي زيمبابوي 98 شخصًا، وفي ملاوي 56 شخص، ولكن هذه الأرقام ليست الحصيلة الحقيقية المعروفة، وقد تعرضت موزامبيق للأعاصير والفيضانات من قبل، وكانت أشدها تدميرًا في الذاكرة الحديثة في عام 2000، لكن قد يكون هذه المرة أسوأ.أ

غرقت المنازل والطرق وأعمدة الإنارة بالكامل، وفي الوقت الجاري، تعمل المنظمات العسكرية الموزمبيقية والجنوب أفريقية وغيرها على إنقاذ الناس، ورغم أنه تم قطع الطرق والجسور، فإن العديد منهم يكافحون لإيصال الإمدادات والفرق إلى المنطقة، حيث إن البعض عالق على الأشجار، وقال عمال الإغاثة إنه يوجد آخرين في المنازل أو الجزر الجديد التي تشكلت ولا يمكن إيصال الطعام لهم.

تمكن “الصليب الأحمر”، من إدخال شاحنة واحدة بها قراص الكلور و1500 قطعة من القماش المشمع قبل الانعزال الكامل للمنطقة، وتمكن برنامج الأغذية العالمي من توصيل الإمدادات الغذائية، وإنزال الطعام على الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل.

وأفاد سكان بيرا، أن السدود تفجرت وهي على بعد 70 كيلومتر من المدينة، ربما سد تشيكامبا فوق تشيمويو، شمال غرب بيرا، أو ربما سد مافوزي، وهو خزان أصغر، وبدأ الصليب الأحمر، في تسجيل الأناس الأحياء أو المفقودين على القوائم، ويمكن للعائلات البحث عن ذويهم أو إضافتهم.

اليوم، بدأت موزمبيق ثلاثة أيام من الحداد الوطني ، حيث لا تزال  تعاني من وطأة الإعصار “ايداي”، الذي جلب رياحا مدمرة وفيضانات في المنطقة، مما تسبب في سقوط حوالي ألف قتيل في الدولة الواقعة بجنوب إفريقيا.وتم تنكيس الأعلام في مختلف أنحاء الدولة التي يعصف بها الفقر، حيث أعلن الرئيس فيليب نيوسي حالة الطوارئ مساء أمس الثلاثاء.

 

وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن “ايداي وهو عاصفة من الفئة الرابعة، ربما يكون أحد أكبر كوارث الأعاصير ، جنوب خط الاستواء”. وكان الاتحاد الأوروبي قد تعهد أمس الثلاثاء، بتقديم ما يقرب من 4 ملايين دولار كإغاثة طارئة للبلدان المتضررة من اعصار ايداي الذي ضرب منطقة جنوب أفريقيا الجمعة الماضية. وكان إعصار ايداي قد وصل إلى اليابسة يوم الجمعة الماضي بعدما عبر المحيط الهندي، حيث كان محملا برياح سرعتها 160 كيلومترا في الساعة لدى وصوله إلى موزمبيق، وذلك قبل أن تخف حدته ويتوجه إلى زيمبابوي.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This