كأنه كتب للبنان ان يبقى متوتراً  امام كل حدث صحي، واليوم طالعتنا وزارة الصحة بخبر وجود مريضة مصابة بالملاريا في لبنان الا انه لا داعي للقلق كون حالتها مستقرة  كونها تتجاوب مع العلاج .ليبقى السؤال الاهم : كيف نحمي انفسنا من المخاطر المؤذية للملاريا و تداعياتها على صحةالانسان ؟

هويتها و انتشارها

ان الملاريا من أكثر الأمراض انتشاراً وانتقالاً حول العالم، لجهة عدد الإصابات   حسب منظمة الصحة العالمية  ان الملاريا مرض فتّاك تسبّبه طفيليات من فصيلة المتصوّرات التي تنتقل بين البشر، من خلال لدغات أجناس بعوض الأنوفيل الحامل لها، وتُسمى “نواقل الملاريا”. وتوضح أنّ نصف سكان العالم تقريباً يواجهون مخاطر الإصابة بالملاريا، وتُسجَّل الإصابات والوفيات بمعظمها في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بالإضافة إلى آسيا وأميركا اللاتينية، وبدرجة أقلّ في منطقة الشرق الأوسط وبعض المناطق الأوروبية التي باتت تشهد كذلك ظهور حالات إصابة. و ان الفئات الأكثر عرضة للخطر فهي الحوامل والأطفال وكبار السنّ، إلى جانب كلّ من يشكو من مناعة ضعيفة، كالمصابين بالإيدز والسرطان، فضلاً عن المسافرين.  حيث تنتقل عدوى هذا المرض بوسائل عدّة، إلى جانب التعرّض للدغة بعوضة مصابة. مما بات بإمكان المرأة الحامل نقل المرض إلى جنينها، أو قد ينتشرعن طريق الدم عند مشاركة حقن مع مريض أو نقل دم ملوّث.  كما و ان الأعراض تبدأ مع ارتفاع كبير في درجة حرارة الجسم ثمّ تعرّق شديد وآلام حادة في الرأس وإسهال وسعال جاف، وصولاً إلى نوبات تشنّج وفقدان في الوعي. مما غدت  تحتل المرتبة الأولى لجهة انتقال العدوى .

مع الاشارة الى ان فترة حضانة  الملاريا الممتدة من لحظة الإصابة بالمرض إلى ظهور الأعراض غالباً ما تتراوح من سبعة أيام إلى ثلاثين يوماً، ويمكن القول إنّ الملاريا لا تنتقل من شخصٍ إلى آخر إلا في الحالات النادرة، ولم تُسجّل حالات انتقالٍ للملاريا من مصابٍ إلى آخر إلّا عن طريق عمليات نقل الدم ومشاركة حقن  الأدوية التي تُعطى عن طريق الوريد بين الناس، ومن الأم إلى جنينها خلال الحمل . حيث ان وفي المناطق التي يرتفع فيها معدل انتقال الملاريا، يكون الأطفال تحت سن الخامسة معرضين بشكل خاص للعدوى والمرض والوفاة؛ ويحدث أكثر من ثلثي (70%) إجمالي الوفيات الناجمة عن الملاريا لدى هذه الفئة العمرية  . الى ذلك توصي منظمة  الصحة العالمية بتوفير الحماية لجميع الأشخاص المعرضين لمخاطر الملاريا من خلال المكافحة الفعالة لنواقل الملاريا.  كون هناك شكلان من طرق مكافحة النواقل  سواء بالناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات، اوالرش الثمالي داخل المباني .

لبنان ليس البيئة الملائمة للملاريا

في هذا السياق اهم ما اعلنه الخبير في البيئة الدكتور ولسون رزق ل greenarea.info :”  ان لبنان ليس البيئة  المناسبة للملاريا  بمعنى ان طبيعة مناخه غير مساعدة لانتشارها كونها تتطلب   الجو الحار  الملائم   اي حرارة مرتفعة مثلما هو الحال في افريقيا   فضلا عن  التلوث  لتكاثرها الا انه بالمقابل ما يزيد انتشار الملاريا العوامل المساعدة  مثل عدم  النظافة والجو الموبوء  وانتشار النفايات دون اي معالجة .. كل هذه  تعتبر الدوافع  التي  تحفز  الانتشار السريع  للبعوض حامل  الانوفيل الخاص  بالملاريا   خصوصا اذا كان معدل التلوث مرتفع في المياه الاسنة مما تزيد ليس فقط الملاريا بل ايضا  الكوليرا  والتفوئيد نتيجة عدم النظافة و غسل اليدين.”

علاجها الكينا

بالمقابل ابرز ما كشفه  الاختصاصي في طب المختبرات الدكتور مارك زبليط  ل greenarea.info  :” انه صحيح  ان  الملاريا  تكون خطرة عندما لا تتعالج  الا ان الاهم في ذلك ان علاجها يتم بالكينا  و الجدير ذكره انه ليس في لبنان الملاريا  التي تلتقط من خلال  لدغة البعوض  حامل  الانوفيل . اما في ما يتعلق  في اصابة  المرأة  التي اعلنت عنها وزارة الصحة  ربما تكون   قد اصيبت من افريقيا   جراء  لدغة البعوض  التي تنقل الملاريا    من مريض  الى اخر  حيث ان الفحوصات الطبية  تستطيع الكشف عنها  و بالتالي يتم القضاء عليها في حال كان التشخيص مسبقا للجم تطورها في الجسم .”

لا للهلع ..

من جهة اخرى طمأنت  الباحثة في مركز الترشيد للسياسات الصحية الدكتورة نادين حلال عبر greenarea.info  :” انه لا يجوز ان تنتقل الملاريا في لبنان لان البعوض  الذي يحملها  ليس موجودا في لبنان نظرا للمناخ غير المتوفر لتكاثره  مثلما هو الحال في افريقيا لذلك لا داعي  للخوف  من ان  يزيد في انتشار للملاريا  واذا حصلت اليوم بعض من  الحالات الاصابة بالملاريا  في لبنان  مثلما هو حال المريضة  التي قد تكون حملت الملاريا  من المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية،  التي غالباً ما تُصيب الأشخاص الذين يُسافرون إلى هذه المناطق من العالم،  حيث يُصيب داء الملاريا الإنسان عن طريق لدغة  بعوضة الأنوفيليا .”

تحت السيطرة

الا ان   ما اوضحته رئيسة دائرة مكافحة الأمراض الانتقالية في وزارة الصحة العامة الدكتورة عاتكة بري ل greenarea.info : ” لا داعي للقلق فاننا كوزارة الصحة اعلننا عن اصابة امراة في الملاريا و انها قيد العلاج من اجل طمأنة الناس دون اللجوء الى زرع الخوف عندهم من خلال عشوائية الاخبار المتناقلة غير الصحيحة في الاعلام .  كما وانه  حتى الان ليس  هناك من شيء واضح  حول اصابة المرأة . الا ان  المهم  في ذلك ان المريضة المصابة بالملاريا   قد تجاوبت مع العلاج  لذلك لا يجوز زرع الذرع في نفوس الناس  كوننا  نقوم بالفحوصات الطبية اللازمة  لمعرفة كيفية التقاط المريضة  الملاريا .”

و الجدير ذكره  ان وزارة الصحة  اصدرت بياناً اعلنت فيه  انه سجلّت إصابة إمرأة في الخمسين من العمر، بداء الملاريا في إحدى مستشفيات صيدا، ومن هنا يهمّ وزارة الصحة تأكيد ما يلي:

– إنّ المريضة تجاوبت مع العلاج، وأصبحت بحالة صحية مستقرة.

– تتابع فرق التقصي الوبائي في الوزارة، البحث والتحليل في البيئة المحيطة، وفحص العينات للوقوف على أسباب الإصابة ومصدرها.

كما توعز وزارة الصحة إلى جميع الأطباء بوجوب التنبه إلى أيّ حالة قد تكون مشابهة، وإبلاغ دوائر الوزارة المختصة بالأمر لاتخاذ ما يلزم.

– لا وجود لحالات مشابهة آنياً، والعلاج متوفر بفعالية وجودة عالية.

– لا داعٍ للقلق، أيّ مستجد يوضح في حينه.

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This