تفقد وزير البيئة فادي جريصاتي خلال جولته في عكار، قناة ري زراعية تحولت الى مجرور للصرف الصحي في محلة السمونية بصحبة النائب درغام والوزير السابق صراف حيث كان في إستقباله رئيس إتحاد بلديات الشفت انطون عبود بحضور رؤساء البلديات والاهالي.
وعبر عبود عن قلقه وقلق البلديات وأبناء عكار جراء هذا الواقع المؤلم الذي تعيشه هذه المنطقة بفعل الاهمال الرسمي، قائلا: “إنها ماساة حقيقية وهي تطال مياهنا وأراضينا ومزروعاتنا وصحتنا جميعا، حيث لا طرقات ولا وظائف ولا من يسأل، ونتمنى منكم الاهتمام وان تصل صرختنا الى فخامة الرئيس الذي هو” بي الكل”.
وأشار عبود الى أن هذه المنطقة بقراها وبلداتها وعقاراتها قد تم إستثناءها من مشروع الصرف الصحي قيد الانجاز لقرى وبلدات منطقة الشفت كافة ولا نعلم لماذا اتى مجتزأ واستثنى بلدات منيارة وجديدة والزواريب والشيخ طابا والقنطرة، ولهذا السبب عمدنا الى توقيف المشروع لحين اتمامه بالشكل الواجب ولكي يشمل كامل منطقة الشفت ضنا بأراضينا ومزروعاتنا وحياتنا”.
أضاف: “نحن لا يمكن أن نتحمل المياه الاسنة تأتي من كل المناطق لتلوث أراضي هذه المنطقة وهذا ليس بعدل على الاطلاق، وعلى وزارة الطاقة تحمل المسؤولية وحل هذا الامر.”
جريصاتي
من جهته الوزير جريصاتي جدد القول بأن مشكلة الصرف الصحي وطنية وليست مشكلة عكارية حصرا، وكان لي جولة على مجرى الليطاني وهناك مأساة كبيرة، وثمة تأثير واضح لأزمة النزوح السوري في هذا الاطار، فقرانا وبلداتنا بالاساس وضع بناها التحتية غير جيد بفعل غياب الدولة الطويل لـ50 سنة، وكما هو واضح هناك بداية حلول ولكنها لا تكفي، الصرف الصحي ليس من مسؤوليات وزارة البيئة بل تابع لوزارة الطاقة، وأنا إستمعت الى صرخة الريس عبود الذي ينقل وجع الناس بكل تأكيد، وهذا موضوع صحي له تاثير بيئي، ادفع ثمنه انا ربما، بالاعلام، لان الناس تلومني في شيء لست مسؤولا عنه بشكل مباشر”.
وقال: “أؤكد لكم بأن القضية ليست قضية مسؤوليات وأنا أعلم جيدا مدى الجهد الكبير الذي تبذله معالي وزيرة الطاقة، لايجاد حل للصرف الصحي الذي يبدأ من الجنوب الى البقاع والشمال وكل لبنان.”
أضاف : “إنها أزمة وطنية لكن خطورتها في عكار أن كل لبنان يأكل من المحاصيل الزراعية التي تنتجها اراضي عكار، ولذلك هي أزمة لا تخص عكار فقط وهذا الامر تعاني منه أيضا منطقة البقاع.
وتابع: “هناك وعي لحجم الازمة والبحث قائم لايجاد حلول، قد تسرع هذه الزيارة ومثيلاتها في الحلول، نعلي الصوت أكثر نعم، ولكن الكل مدرك لحجم وخطورة ما هو حاصل، ووزير الزراعة تحدث في لجنة الاشغال عن أن 80 منتج تمت دراستهم تبين أن التلوث قد تسرب لهم، وهذا امر خطير، ولذلك فإن الاهتمام بالبيئة ليس ترفا بل بات واجبا وطنيا، بتنا نتحدث بقلق عن صحتنا وصحة ابنائنا، وهذا الامر يتطلب متابعة جدية من الجميع”.
وأردف: “واجبنا التحرك بسرعة أكبر ومن السهل جدا أن نحمل البلديات المسؤولية لكن البلديات اذا لم نؤمن لها شبكات صرف صحي علمية ومدروسة ومحطات تتوفر فيها مواصفات عالية الجودة، فإن البلديات بكل تأكيد ليس لديها الامكانيات لإتمام وإنجاز هكذا مشاريع، ولذلك لا يجب أن نرمي المسؤوليات على بعضنا البعض، هذه مسؤوليتنا جميعا، الحكومة يجب ان تتحمل مسؤوليتها بإتخاذ الاجراءات المسرعة للحلول، وهناك مشاريع ملحوظة في إطار “سيدر” وثمة دول لا تزال مؤمنة بهذا البلد وتريد مساعدتنا، وعلينا أن نحدد اولوياتنا وانا اعتقد ان من يؤثر على الزراعة هو اولوية الاولويات لانها صحة مباشرة”.