يبدو أن تداعيات التغيّر المناخي بدأت تتوالى أسرع من ذي قبل في الفترة الأخيرة، وباتت الإكتشافات أكبر في ما يخصّ التأثير المباشر وظهور السلبيات بشكل اكبر..
فقد حذر العلماء، من الحشرات التي لا تمتلك مكان للاختباء، من التغيرات المناخية، وجاءت التحذيرات بعد دراسة بيانات يرجع تاريخها إلى 50 عاما مضت.
ووجدت الدراسة أن الغابات ، التي من المتوقع أن تحمي بظلها الأنواغ المختلفة من الحشرات من درجات الحرارة المرتفعة ، تتأثر تمامًا بتغير المناخ مثل الأراضي العشبية المفتوحة.
وفحصت الدراسة سجلات الرحلات الأولى في فصل الربيع للفراشات والعث والمن ، كما فحصت أول بيض للطيور بين عامي 1965 و 2012 ، ووجدت أنه مع ارتفاع متوسط درجات الحرارة ، بدأت حشرات المن في الظهور قبل شهر من موعدها، ووضعت الطيور بيضها قبل أوانه.
وقال العلماء “إن هذا قد يعني أن الحيوانات أصبحت “غير متزامنة” مع فرائسها ، مع تداعيات خطيرة على النظم الإيكولوجية”.
كما شعر الباحثون بقلق كبير تجاة الأنخفاض الهائل في أعداد الحشرات ، أحد أهم ركائر الطبيعة ، و في فبراير أعلن العلماء أن هذا الانخفاض قد يؤدي إلى “انهيار كارثي للأنظمة البيئية الطبيعية” ، وفي مارس / آذار تم الكشف عن دليل أخر يؤكد صحة الإنخفاض الهائل في أعداد الحشرات في العقود الأخيرة في بريطانيا.
كما أظهرت دراسات أخرى ، من ألمانيا وبورتوريكو، تناقص اعداد الحشرات في آخر 25 إلى 35 عامًا. وكشف دراسة اخرى في هولندا عن انخفاض اعداد الفراشات بنسبة 84 في المائة على الأقل على مدى السنوات ال 130 الماضية.
ومن جانبة أوضح جيمس بيل، من معهد روتهامستد للأبحاث، الذي ترأس أبحاث الغابات، “في ظل ظاهرة الاحتباس الحراري ، تتوقع أن توفر الغابات بعض الحماية لهذة الحشرات؛ لكننا لم نر ذلك، إنه أمر مفاجيء ومثير للقلق”.
وأضاف بيل أن المفاجأة الأخرى هي أن الحشرات والطيور التي تعيش في الأراضي الزراعية ظهرت في وقت لاحق من الربيع، وليس قبل ذلك الوقت كما كان متوقعًا. وأشار بيل إلى إن فقدان المناطق البرية وتغيير أنواع المحاصيل يمكن أن يكون من بين العوامل ، إلى جانب انخفاض توافر الغذاء مما يؤدي إلى تأخر التكاثر.
كما وجدت دراسة جديدة منفصلة أن أعداد الطيور التي تعتمد على الحشرات في الغذاء انخفضت بنسبة 13 في المائة في جميع أنحاء أوروبا بين عامي 1990 و 2015 ، وبنسبة 28 في المائة في الدنمارك ، أما الطيور التى تتغذي على الأسماك والحيوانات لم تظهر انخفاضًا.
ووجد بحث المملكة المتحدة، أن التحول في ظهور الحشرات في وقت مبكر أو وضع البيض في غير أوانه يختلف بشكل كبير وفقًا لنوع الموائل وإلى أي مدى تعيش هذه الأنواع في الشمال ، وتتكاثر حشرات المن بسرعة كبيرة ويمكن أن تتكيف مع درجات الحرارة المتغيرة بسرعة ، وتستغرق رحلتهم الأولى الآن في المتوسط قبل 30 يومًا ، وتظهر الطيور والفراشات والعث قبل أسبوع إلى أسبوعين .
وأوضح بيل إن التوقيتات المتغير تؤثر بشكل سلبي على الزراعة، حيث يصل المن قبل من ميعادة ويصيب المحاصيل الصغيرة.