يمكن أن تثبت الاكتشافات الجديدة المتعلقة بالبكتيريا أنها المفتاح الرئيس للتخفيف من حدة تغير المناخ الناجم عن انبعاث الميثان في الغلاف الجوي للأرض.
ولأول مرة، قام العلماء بعزل وتحليل خصائص بكتيريا الميثان المؤكسد (MOB)، القادرة على تحويل الميثان إلى أوكسجين.
وتثير بكتيريا “ميثيلوكابسا جورجونا” اهتمام العلماء الذين يبحثون عن حلول مبتكرة لمكافحة تغير المناخ، وتؤكد أيضا نظرية طرحها خبراء لاحظوا أن المناطق، التي تضم كميات كبيرة من التربة، تشهد انخفاضا واضحا في مستويات الميثان.
ويقول العلماء إن الميكروب، وربما غيره من الكائنات الأخرى، يعيش داخل التربة ويعمل كـ “حوض”، حيث يحبس غاز الميثان قبل أن يتمكن من الانتشار في الهواء، ويلحق الضرر بطبقة الأوزون.
ووجدت الدراسة أنه يمكن نشر الميكروب بشكل استراتيجي لمكافحة الآثار الضارة لغازات الميثان، التي تنتجها الحيوانات والبشر، كما تعد ثاني أكثر الغازات الدفيئة ضررا، إلى جانب ثاني أكسيد الكربون.
وقام العلماء بتفصيل النتائج في ورقة جديدة، نُشرت في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة.
وتتمثل إحدى العقبات الرئيسة للوصول إلى هذا الهدف، في إيجاد طريقة لتحفيز البكتيريا لامتصاص المزيد من الميثان.
ونظرا لأن البكتيريا لا تحتاج إلا إلى كمية ضئيلة من الميثان للبقاء على قيد الحياة، اقترح العلماء فكرة تعديل هذه الكائنات وراثيا للاستفادة منها بشكل أكبر.
وبينما يعمل الباحثون على تسخير الميكروب المتعطش للميثان، يجري تدميره أيضا (عن غير قصد) بواسطة ممارسات بشرية أخرى.
وتشمل الممارسات البشرية التي تساهم في تقليل كمية “م. جورجونا”، حراثة الأراضي وغيرها من التقنيات الزراعية التي تضر بالتربة.
ويقول العلماء إن البشر قد يضطرون إلى حساب تأثيرات الممارسات الزراعية واسعة النطاق، وعلاقتها بكيفية فعالية البكتيريا في محاصرة الميثان.
ومع تقدم علوم المناخ، أصبحت قدرة البشر على امتصاص وحبس الميثان والسيطرة عليه، مهمة بشكل متزايد، خاصة مع ارتفاع مستويات الغاز المتراكم من خلال استخدامه كمصدر للوقود وفي مجال الزراعة، كما تبين أن الأبقار على وجه الخصوص تؤدي إلى تفاقم مستويات الغاز المتراكم.
المصدر: ديلي ميل