كشفت دراسة جديدة عن عناكب بحرية عملاقة ومرعبة تتنفّس عبر ثقوب في أرجلها، تكبر مع نموها، وهو ما يسمح لها بامتصاص المزيد من الأوكسجين.
وتساءل العلماء منذ عقود عن سبب وصول الحيوانات البحرية التي تعيش في المحيطات القطبية وفي أعماق البحار، إلى أحجام عملاقة هناك دون أي مكان آخر.
وتقول إحدى النظريات الرائدة إن الحيوانات، التي تعيش في ظروف البرد القارس، يمكن أن تنمو إلى أحجام ضخمة، لأن معدل الأيض لديها بطيء للغاية.
ودرس الخبراء العناكب البحرية التي تتنفس من خلال أرجلها، ووجدوا أن المسام الكبيرة التي قارنها الباحثون بالجبن السويسري، تسمح للعناكب بالنمو إلى ما يتجاوز حجمها المتوقع، حتى في المياه الدافئة.
وسافر خبراء من جامعة هاواي في مانوا، وجامعة مونتانا، إلى محطة أبحاث “McMurdo” النائية في أنتاركتيكا، لدراسة تأثير درجات حرارة المياه المختلفة على العناكب البحرية العملاقة.
ودرس أفراد فريق البحث 6 أنواع من العناكب البحرية، التي قلبوها رأسا على عقب مرارا وتكرارا، ليكتشفوا كيفية وعدد المرات التي تصحح فيها وضعيتها.
وتمكن العلماء من خلال إجراء الاختبار في مجموعة متنوعة من درجات حرارة المياه المختلفة، من معرفة ما إذا تأثر حجم العناكب بكونها في المياه الدافئة، وتوقع العلماء بأن يجدوا أضرارا أكبر لدى العناكب الأكبر حجما، جراء ارتفاع درجات الحرارة، ولكن الأمر لم يكن كذلك.
وتتغذى العناكب البحرية الموجودة على طول قاع البحر، على الإسفنج والطحالب والديدان، ويمكن أن يصل طول الأنواع التي تعيش في أعماق المياه، وفي القطب الجنوبي، إلى 50 سم.
وقال العلماء إن العناكب العملاقة قادرة على الحفاظ على بطء استقلابها، وهو ما يعني أنها تحتاج إلى كمية أقل من الأوكسجين.
وأوضح الباحثون أن تجاربهم قصيرة الأجل بطبيعتها، ولا تزال الآثار العميقة المحتملة على الحيوانات البحرية العملاقة في المياه الدافئة على المدى الطويل، غير مفهومة بشكل جيد، ومع ذلك، تشير النتائج إلى أن العناكب البحرية العملاقة لن تكون عرضة لارتفاع درجة حرارة المحيطات في المستقبل، وفقا لما اعتُقد سابقا بالنسبة إلى الحيوانات ذات الحجم الكبير غير المعتاد، ونُشرت النتائج الكاملة للدراسة في مجلة وقائع الجمعية الملكية: “العلوم البيولوجية”.