أكد وزير البيئة فادي جريصاتي أن “النفايات لن تعود إلى الشوارع، مهما كلف الأمر. فذلك هو همنا الأول والأخير”.
كلام جريصاتي، جاء خلال جولة تفقدية بيئية، بدأها بعد ظهر اليوم، استهلها من مطمر الكوستا برافا، معمل معالجة النفايات في العمروسية، المسالخ والمزارع في المنطقة الصناعية في الشويفات، ورافقه فيها رئيس بلدية الشويفات زياد حيدر.
والتقى جريصاتي في مطمر الكوستا برافا، مالك شركة “الجهاد للمقاولات” جهاد العرب، واستمع منه ومن المهندسين إلى شرح مفصل عن طريقة الطمر واستخراج العصارة.
وقال جريصاتي، إثر الجولة: “أزور اليوم مطمر الكوستا برافا، الذي هو جزء من الحلول التي طرحت، والتي ورثتها”.
أضاف: “الهدف الأساسي من زيارتي، كان لأطمئن على الأشغال الجارية، لأن هناك رأيا عاما ونوابا، يسألون هل العمل الذي يجري يتم بشكل سليم؟ وأنا كوزير بيئة، لدي واجب، أن أصارح الشعب اللبناني. فأنا من خلال اطلاعي على العمل، وطرق المعالجة، يمكنني أن أطمئن اللبنانيين، بأن العمل جيد، ويتم وفق الأصول العالمية المطلوبة منا، ولا احتكاك لنفاياتنا بالبحر، وقد تم تنفيذ الحاجز البحري، كما يلزم، ووفق شروط التلزيم في مجلس الإنماء والإعمار.أكثر من هذا، فكل ما يصدر عن المطمر من عصارة، فهو بنتيجة الفحوصات، مطابق للمواصفات العالمية، لذلك يمكن القول، إن المرحلة الأولى من الجولة إيجابية، وإنه لا يتم احتكاك للنفايات بالبحر، ولا للخل الصادر عنها”.
وتابع: “لدينا مشكلة في موضوع الرائحة، وأنا موجود هنا، ولست متهربا من الرائحة، ولا خائفا من المسؤوليات. هذه أمور ورثتها، ولا يمكنني تحمل مسؤولية ما حصل في الماضي، الذي لم أكن فيه، إنما ليس هناك أمر من دون حل، هناك أشياء تحل بالمال، وأشياء تحل بالسياسة، في حال اتخذ قرار سريع ولزمنا”.
وأردف: “تكلمت مع المقاول، وطمأنني، وإذا نظرتم إلى جانبي، هناك معمل لزم، وسيتم فيه التسبيخ والسماد، وهذا واجب علينا، وفي الشهر العاشر نستطيع افتتاحه، وهذا هام جدا. لماذا لأنه سيساعد في إعادة تدوير النفايات، وسيجعل مطامرنا تعيش سنين أكثر، من خلال طمر كمية أقل منها”.
وأكد أن “أحدا لا يؤيد سياسة طمر النفايات في البحر، وفي الخطة التي نقدمها كوزير بيئة، أقدم مطامر على الأرض وليس في البحر، إنما هناك حلول مؤقتة، علينا اتخاذها الآن بتوسعة المطامر، لأن أخاك مكره لا بطل. هذا أمر واقع ورثته”.
وقال: “هناك توسعة إجبارية ستحصل في مطمر برج حمود، كي نستطيع معالجة النفايات. فنحن اليوم أمام خيار، إما نفايات في الشوارع، أو توسع في الفترة الانتقالية، حتى تكون بدأت المعالجة، والخطة التي سأقدمها هي خطة شاملة، وليس خطة توسعة مطامر، وهذه التوسعة هي جزء من الحل المؤقت، وليست الحل النهائي. أنا لا أؤيد المطامر في البحر، إنما هناك قرارات اضطرت الحكومة لاتخاذها، لأن الخيار كان إما نفايات بين المنازل، وإما التصويت للمطامر. وهذه ليس آخر الدنيا، وليست أمرا غير جيد، ولا يمكن أن نفتخر بها كلبنانيين”.
أضاف: “في الخطة التي نقدمها، هناك أراض على البر وليس على البحر، وهناك مواقع موجودة في كل لبنان، هي إما مطامر قديمة، وإما مقالع في مناطق كان فيها ضرر بيئي، كي لا نزيد ضررا بيئيا جديدا. وعندما يتخذ قرار، يجب أن يكون هناك تضامن حكومي، لا أن نتخذ قرارا كحكومة، ثم ينزل الشباب الذين يخصوننا في الشارع ليتظاهروا ويقفلوا المطمر، لا مطمر في العالم صار إجماع عليه، وسنتخذ القرار بدعم من رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية والأحزاب. ففي النهاية، سيوضع المطمر في مكان، وسيوضع المعمل في مكان، ونقوم حاليا بدراسة علمية لأفضل أماكن توضع فيها المطامر، لأنه لا يجب زيادة الضرر البيئي”، مؤكدا أن “النفايات لن تعود إلى الشوارع مهما كلف الأمر، لأن ذلك هو همنا الأول والأخير”.
وفي موضوع الرائحة، أكد أنه “يجب معالجة موضوعي المسلخ والمجرور في الغدير، لأن الرائحة الأساسية ليست من المطمر وحسب”، مشيرا إلى أن “المطار هو أول احتكاك بين السائح ووطننا لبنان، ولا يجب أن يشمها السائح”.
ودعا ختاما، إلى “خصخصة قطاع النفايات والفرز من المصدر، بالإضافة الى إنشاء معامل في كافة المناطق اللبنانية”.
بعد ذلك، عاين جريصاتي، معمل فرز النفايات في العمروسية، وأكد أن “بداية الحل في موضوع النفايات، هي بالفرز من المصدر”، مؤكدا أن “النجاح سيكون حليفنا، وسنتمكن من تقديم صورة جديدة عن لبنان”.