لم يعد هنالك أي مفرّ من تداعيات التغيّر المناخي، فالنتائج السلبية باتت تتوالى بشكل كبير في الفترة الاخيرة، فيصادفنا كل يوم تقرير جديد عن حالة التشاؤم التي تسيطر على العلماء والباحثين بسبب التغيرات المناخية التي ازدادت وتيرتها في السنوات الاخيرة وتسارعت بشكل لا تحمد عقباه..  فقد حذّر التقرير التاريخي الجديد من المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم  من أن الطبيعة تتراجع على مستوى العالم بمعدلات غير مسبوقة في تاريخ البشرية – ومعدل انقراض الأنواع آخذ في التسارع، مع احتمال حدوث آثار خطيرة على الناس في جميع أنحاء العالم الآن.

أما أبرز النتائج التي تطرّق اليها التقرير فهي :

  • ثلاثة أرباع البيئة البرية وحوالي 66 ٪ من البيئة البحرية قد تغيرت بشكل كبير من جراء الأعمال البشرية. في هذا الإطار، لا بد من الإشارة إلى  الصرخة المدوية التي أطلقها امين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، من أن مخاطر الاستغلال المفرط للكائنات البحرية، وتعريض الحياة في المحيطات للتلوث، يهددان مصادر غذاء ورزق نحو 3 مليارات إنسان. مشيراً إلى أن نحو ثلث الأرصدة السمكية التجارية يتعرض للصيد المفرط، وأصبح العديد من الأنواع الأخرى، ومنها طيور القطرس حتى السلاحف، مهددا بسبب الاستخدام غير المستدام لموارد المحيطات. وبحسب برنامج الأمم المتحدة للبيئة، تحتوي المحيطات على ما يقرب من 200 ألف نوع من الأحياء المائية المعروفة، ولكن الأعداد الفعلية ربما تصل إلى الملايين. في حين أن للتهديدات التي تتعرض لها، تأثيرا قويا على سبل عيش السكان الذين يعتمدون على خدمات النظم الإيكولوجية البحرية، لا سيما النساء والرجال في المجتمعات الساحلية. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن قيمة الموارد البحرية والساحلية وما تدعمه من صناعات تصل إلى ثلاثة تريليونات دولار على الأقل، أي ما يساوي نحو 5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

– 8 ملايين هو العدد الإجمالي المقدر للأنواع الحيوانية والنباتية على الأرض (بما في ذلك 5.5 مليون نوع من الحشرات) وما يصل إلى 1 مليون هو عدد الأنواع المهددة بالانقراض، العديد منها خلال عقود

وقال جوزيف سيتيلي الذي شارك في الإشراف على الدراسة أن “شبكة الحياة المتشابكة على الأرض تضيق وتزداد توترا” وأشار إلى أن أن ما يصل إلى مليون من بين نحو ثمانية ملايين نوع من النباتات والحشرات والحيوانات على سطح الأرض مهدد بالانقراض وقد ينقرض الكثير منها في غضون عقود.

  • أكثر من ثلث مساحة الأرض في العالم وحوالي 75٪ من موارد المياه العذبة مخصصة الآن لإنتاج المحاصيل أو الثروة الحيوانية.
  • أدى تدهور الأراضي إلى خفض إنتاجية 23٪ من مساحة اليابسة على مستوى العالم.
  • زادت المناطق الحضرية بأكثر من الضعف منذ عام 1992.
  • زاد التلوث البلاستيكي بعشرة أضعاف منذ عام 1980.
  • ستستمر الاتجاهات السلبية في تدهور الطبيعة حتى عام 2050 وما بعده في جميع سيناريوهات السياسة التي تم استكشافها بسبب الآثار المتوقعة لتغير استخدام الأراضي المتزايد، واستغلال الكائنات الحية وتغير المناخ.

لا نعرف الى متى ينتظر المعنيون للقيام بالإصلاحات الضرورية للحفاظ على بيئة العيش الخاصة بحياتهم، وفي حين يشير العلماء إلى أن الوقت لم يفت بعد لإحداث تغييرات جذرية تبدأ بالفرد وتنتقل إلى العام، السؤال الذي يطرح نفسه : هل من يسمع؟

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This