” البلد مفلس .. وضع اقتصادي صعب الى درجة الانهيار ..نعيش دوامة القلق والمصير المجهول . ” كل هذه العبارات نسمعها يوميا وتسقط مثل الصاعقة علينا خصوصا وانها تزيد من الازمات النفسية tتجعل اللبناني مكبلا في مصيره و ضائع بين الاخبار المحبطة ألتي تعكس حربا باردة اقتصادية خانقة بامتياز حتى اعتبرها خبراء في علم النفس والاجتماع اخطر من الحرب العسكرية، فيطرح السؤال نفسه : كيف يمكن اللبناني ان يحصن نفسه من اي اثار جانبية اقتصادية غير واضحة المعالم ؟
عملية الانقاذ متوفرة
امام هول الاخبار المحبطة عن الوضع الاقتصادي والمالي الصعب والدقيق جدا، كشف الخبير الافتصادي غازي وزني ل greenarea.info عن بصيص امل بان لبنان ما زال يستطيع الصمود مما قال :” ان الوضع الاقتصادي في عام 2019 اقل تضررا من الوضع الاقتصادي في عام 2002 اي وقت مؤتمر باريس 2 حيث كان الدين العام في 2002 وصل الى 180 % من الناتج المحلي وحاليا 155 % وفي عام 2002 وصل العجز في الموازنة العامة 15.6% من الناتج المحلي حاليا 11.5 % وايضا في عام 2002 وصل خدمة الدين العام الى 18.6 % من الناتج المحلي حاليا 10.5 % من الناتج المحلي مما يعني ثلاث عوامل رئيسية من الدين العام وخدمة الدين العام وعجز الموازنة في عام 2002 كان اسوء واصعب و اخطر بكثير من الوضع الحالي و لم ينهار لبنان لان في عام 2002 لم يكن هناك من حرب باردة اقتصاديا و تصاريح تهويلية وتخوفية اعلاميا سواء من كثرة الاقتصاديين ام المسؤولين مثلما هو عليه اليوم في التركيز على الاحباط الاقتصادي والانهيارالمالي و الافلاسات وانه لم يعد هناك من اموال في الخزينة مع العلم ان اقتصاد لبنان هو اقتصاد ثقة وكل ما يحصل اليوم من تهويل حرب باردة اقتصاديا هدفها الاساسي زعزعة الثقة يعني زعزعة الاستقرار الاقتصادي والمالي وتراجع المستثمرين في لبنان والمودعين ما ينعكس على التدفقات المالية في لبنان مع العلم ان الوضع ليس خطرا على المستوى الذي اعلن فيه و لكن الحرب الباردة اقتصاديا تصور لبنان انه على شفيرالهاوية الا انه يمكن القول انه صحيح ان لبنان في ازمة اقتصادية ومالية عامة الا ان امكانيات الانقاذ مازالت متاحة وهذا يعود الى القوى السياسية في الاشهر المقبلة و تبدأعملية الانقاذ عبر موازنة عامة تخفض العجز المالي مما تعطي اشارات ايجابية للمجتمع الدولي والمؤسسات الدولية تجعل لبنان يستفيد من سيدر ومن الموسم السياحي القادم ومن عملية تنقيب النفط نهاية 2019 .”
الضغط النفسي يرتفع
الا ان الاختصاصي في علم النفس الدكتور ميسرة سري الدين اعتبر ان التداعيات النفسية وخمية وقاسية من اثار الحرب الاقتصادية على مدى قدرة اللبناني تحملها مما قال ل greenarea.info :” بغض النظر عن الضغط النفسي الذي يعيشه المواطن يوميا سواء من زحمة السير ام انقطاع الكهرباء الى الاحوال المعيشية الضيقة والغالية في ظل راتب متدني كل ذلك نسميه في علم النفس ان هذه الاسباب المذكورة سابقا تجعل من الانسان غير قادر على التحمل وصعوبة تأقلمه مع الواقع الذي يعيشه كل ذلك نتيجة ارتفاع الضغوطات تؤثر على نفسية اللبناني حيث بتنا نلمس امراض عدة كزيادة السرطان وغيره من الامراض التي تحصل من وراء عامل الضغط النفسي الذي يمر به اللبناني حيث تبين لنا ان هذه الحرب الفعلية اقتصاديا اقوى من الحرب العسكرية نتيجة القلق من المجهول والذي يزداد يوميا مما ترك عواقب نفسية قوية فالحرب النفسية وتوترالاعصاب في كيفية تأمين المعيشية ياتي فوق ذلك الضغط النفسي انه هناك احتمال ان البلد سينهار والمسؤولين آخر همهم .”
القلق من المجهول و ادوات التغيير غير متوفرة
في المقلب الاخر توقف الاختصاصي في علم النفس الاجتماعي محمد بدرا حول صعوبة المرحلة الازمة الاقتصادية وتداعياتها على نفسية اللبناني من حيث ارتفاع منسوب القلق مما قال ل greenarea.info : ” لا شك ان القلق له عدة اوجه سواء من الانفصال الى القلق الوجودي الى المعيشي زد الى ذلك الوضع المالي الاقتصادي المتأزم الذي بات يشكل مصدرا للقلق خصوصا الخوف من المستقبل ومن ضبابية المشهد القائم اي ليس هناك من وضوح في الرؤية مما ينعكس بشكل سلبي على حياتنا اليومية و يظهر ذلك في تعاملنا مع الاخر مما نرى اي احتكاك مع الناس يحصل الشجار نتيجة القلق الذي نعيشه و يترجم في تفاصيل حياتنا اليومية سواء في البرامج التعليمية ام في الخطابات السياسية التي فيها قلق مما تبدو الحرب الباردة اقتصادية اصعب من الحرب العسكرية حيث تضعف في الاخيرة رقابة الانا الاعلى لفترة زمنية محدودة لان هناك حل بالنهاية هناك منتصر او مهزوم وهناك عدو في الامام واضح المعالم يتم مقاتلته عكس مما هو عليه اليوم من حرب اقتصادية صعبة ينتج عنها قلق قتصادي مستمريؤدي الى العصاب الاجتماعي مما يحولنا الى اشخاص متوترين على بعض كون ادوات التغييروالحلول ليست بيدنا .”
التضعضع و الادمان على ادوية الاعصاب دون الرقابة
كما ان الاختصاصي في علم الاجتماع الدكتور عبدو قاعي اوضح ان حالة القلق الاجتماعي ليس في لبنان بل في العالم اجمع الذي يعيش التضعضع مما قال ل greenarea.info : ” سنة 2016 سميت في احدى كتبي هذه الحالة الاجتماعية القلقة الا وهي التضعضع الذي يمر بها لبنان والعالم اجمع منذ سنوات في ظل غياب الحلول الاجتماعية والاقتصادية معا لذلك نجد الناس خائفة على مصيرها على الرغم توفر الرساميل بيد الميسورين لمساعدة الناس المحتاجين الا ان ذلك لا يتم بل يتركون لمصيرهم .”
من جهة اخرى شدد الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور سمير جاموس عبر ل greenarea.info على اهمية تشديد الرقابة في تناول ادوية الاعصاب من بعدما بات هناك شريحة مهمة من اللبنانيين مدمنين عليها : ” ان الحرب الاقتصادية الباردة اقسى من حرب المعارك العسكرية حيث تزيد من الادمان على ادوية الاعصاب لان الحالات النفسية مثل الحالات الجسدية تحتاج لعلاج ومتابعة طبية انما نظرا للادمان على ادوية الاعصاب نتيجة الظروف الاقتصادية الضاغطة مطلوب من الدولة تشديد الرقابة على الوصفة الطبية الموحدة خصوصا وان البعض منها لا يتقيد بها كما وان بعض الاطباء غير المتخصصين في الطب النفسي والصيادلة يصفون ادوية الاعصاب الى المرضى بصورة خاطئة حيث يعتقدون انها اشبه بادوية سحرية تزيل كل العواراض النفسية وهذا خطأ ليس له علاقة بالواقع مطلقا دون الوصول الى النتيجة المرجوة والمشكلة الاكبر ان المريض النفسي لا يذهب الى الطبيب النفسي للمعالجة ربما لاسباب مادية او عن جهل و انزعاج معتقدا انه بصحة جيدة بكل اسف الطبيب النفسي مرفوض جدا من الشعب اللبناني مما نجد اغلبية المرضى النفسيين يذهبون الى طبيب الصحة ليصف لهم دواء الاعصاب الذي يكون تأثيره خفيف دون تحقيق العلاج المطلوب .”