حدد الباحثون مصدرا غير معروف سابقا للبراكين في أعماق كوكب الأرض، في “المنطقة الانتقالية” بين الوشاحين العلوي والسفلي.
واعتقد العلماء سابقا أنهم حددوا الطرق التي تتشكل بها البراكين، حيث تتدفق من المناطق المنصهرة في الوشاح العلوي تحت قشرة كوكبنا، لكن الاكتشاف الجديد يأخذ الأمور إلى أبعد من ذلك بكثير.
ووجد الجيولوجيون في بركان برمودا، الواقع على قمة جبال بحرية بركانية، أول دليل مباشر على أن أصل البركان يعود إلى نشاط الصفائح التكتونية التي انزلقت إلى طبقة الوشاح واستقرت هناك، مشكّلة ما يسمى بـ”المنطقة الانتقالية” على عمق يتراوح بين 400 و650 كلم تحت الأرض.
وقال الجيولوجي إستيبان جازيل، من جامعة كورنيل: “كنا نتوقع أن تظهر بياناتنا أن البركان كان عبارة عن تكوين أعمدة الوشاح (ارتفاع صاعد من الوشاح العلوي)، مثلما هو الحال في هاواي.
وأضاف: “هذه هي المرة الأولى التي نجد فيها إشارة واضحة من منطقة الانتقال في وشاح الأرض، على أن البراكين يمكن أن تتشكل بهذه الطريقة”.
وتنشأ البراكين في هاواي على عمق يتراوح ما بين 200 و400 كلم، لكن بركان برمودا متجذر في منطقة أعمق من ذلك، غنية بالمياه والكريستال والصخور المنصهرة، وفقا لنتائج فريق البحث.
وعثر علماء الجيولوجيا على هذه الأدلة في عينة صخرية تم أخذها من بركان برمودا عام 1972، ويبلغ طولها أكثر من 700 متر، وهي تعكس الجدول الزمني للتاريخ الجيولوجي للمنطقة.
وحلل الفريق العينة باحثين عن دليل على المياه والمواد المتطايرة متوقعين أن نتائجهم ستظهر أن البركان كان صاعدا من الوشاح العلوي.
واكتشف الباحثون بلورات في العينة المأخوذة من بركان برمودا، تحتوي على كميات أكبر من الماء مما يمكن العثور عليه في “مناطق التكاثر”، وهي المناطق الواقعة على حدود الصفائح التكتونية حيث تنزلق حافة أحدها أسفل الآخر.
وتشير المعادن الموجودة في العينة أيضا، بما في ذلك بلورات التيتانيوم الأوغيت والفلسبار والفلوغوبيت والإسبنيل، والبيروفسكايت والأباتيت، إلى وجود كمية كبيرة من الماء.
وأظهرت العينة أيضا احتواءها على نسب كبيرة من نظائر الرصاص، والتي كانت مجموعة متنوعة للغاية لم يسبق ملاحظتها في الحمم البركانية.
وهي أكثر نظائر الرصاص المشعة التي تم العثور عليها في حوض المحيط، وهي إشعاعية أكثر من أن تنشأ في الوشاح العلوي. ويعتقد الباحثون أن هذا يشير إلى أصل أعمق للبراكين.
وساعدت النمذجة العددية التي أجراها فريق البحث، على تحديد السيناريو الأكثر احتمالا وهو حدوث اضطراب في المنطقة الانتقالية، مما تسبب في إذابة المواد واندفاعها نحو السطح.
ويمكن لهذه النتيجة أن تساعد في تحديد المزيد من البراكين التي ربما تكون قد نشأت في تلك الأعماق الغامضة، وتساعد أيضا على فهم العمليات الجيولوجية التي شكلت كوكبنا.
المصدر: ساينس ألرت