في الفترة  الاخيرة  ضجت وسائل الاعلام  حول خلفية  كثرة انتشار ما يسمى الفيديو الاباحي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فكلما اراد احد الإنتقام من الاخر يلجأ الى هذه الوسيلة الرخيصة التي تعكس مدى فقدان الانسان القيم الاجتماعية. ففي دول  الغرب تسقط حكومات او مسؤولين سياسيين في حال كان يطال احدهم  هذه الوسيلة  الانتقامية المستحدثة و كم هدمت عائلات نتيجة هذا النوع الجديد من التنمر الذي يسمى في علم النفس “التنمر الديجيتالي”  حيث يخبىء العديد من المشاكل النفسية تترجم بكثير من الاذى للشخص الاخر الى حد تهديم شخصه كوسيلة انتقامية مما كان لها عدة تفسيرات في علم النفس الاجتماعي فما هي ؟  كيف يمكن الانسان ان يحمي خصوصيته وسط عالم سريع الانتشار تكنولوجياً  بالتحديد اي عالم التواصل الاجتماعي دون اي ضوابط اخلاقية  حيث ان  العواقب الاجتماعية كبيرة سواء على الشخص المعتدي  ام المعتدى  عليه ؟

الفضائح عبر الفيديو الاباحي تهدد عرشاً بكامله !

امام هذا الواقع الدقيق الاجتماعي وما يتخلله من استباحة شخصية تهدد الشخص المعتدى عليه الى حد تحطيمه من خلال الانتشار السريع للفيديو الاباحي وما يحمل من مضامير نفسية معقدة، اوضحت الاختصاصية في علم النفس الدكتورة ديزيريه قزي ل greenarea.info : “ان الاذى  من خلال  الافلام الاباحية وانتشارها  عبر مواقع التواصل الاجتماعي  كونها فتحت على جميع المخاطر من ضمن التنمر وتكسير صورة الاخر الى درجة تحطيمه ولم  تعد المسألة  محصورة من الفم الى الاذن  بل صارت على نطاق اوسع لتنشر في كل اقطار العالم.  واللحوء  الى مثل  هذا الاذى يعود الى نفسية الشخص الذي يكون عنده حالة من عدم الاكتفاء الذاتي او كره للاخر  او حب تدمير الاخر  او حتى  الغيرة او الحسد  الى درجة الابتزاز  بمعنى ان المعتدي تكون قد تحطمت شخصيته وصورته الاجتماعية وعلاقاته  الاجتماعية خصوصا وان مجتمعنا يحب الانتقاد دائما  يلاحظ الاشياء لينتقدها دون تحسينها. على سبيل المثال  اي مسألة  تكتب على الفايسبوك  تتضخم  وتنتشر سريعا  بكثير من الانتقادات فكيف اذا كان فيديو اباحي جنسي خصوصا واننا نعرف ان الجنس لا يزال محرما اي  تابو في  المجتمع  من دون ان ننسى ان الفضائح الجنسية تستطيع ان  تهدد عرش او تخلع رئيس جمهورية  او رئيس حكومة من مكانه  لذلك يكثر استعمالها. وعلينا اليوم تكثيف التوعية حول مخاطرها  بان لا يتم ارسال صور الانسان الشخصية  والمعلومات الخاصة فيه  الى اي شخص لان لا يعرف متى سيستعملها  ضده  خصوصا اذا كان الشخص  في العالم الافتراضي و ليس في العالم الحقيقي ولا يعرف عنه اي شيء دون الوقوع في خديعته بالكلام المنمق  لذلك ننصح عدم الدخول في كثرة التحادث في عالم التواصل الاجتماعي  من دون ان نعرف مع اي شخص نتكلم.”

انه  التنمر الديجيتال الاخطر اجتماعيا  !

الا ان الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور انطوان سعد اهم ما اعلنه عبر ال greenarea.info :”هناك عدة اسباب لانتشار الفيديو الاباحي منها من المحتمل ان الانسان نفسه ينشره لكي يحكى عنه اكثر وترافق ذلك مع ضجة اعلامية اكثر ام  لتشويه سمعة شخص ما باتهامه باشياء او تصوير امور له علاقة بها، مما يعني ان الاذية لها عدة  طرق  فالشخص الذي يعمل هكذا نوع من الاذية  يعرف مدى انتشارها  بسرعة بين الناس وفعاليتها على مواقع التواصل الاجتماعي والتاثير  المباشر على المدى الطويل  لسمعة المعتدى عليه  مما تسمى هذه الظاهرة التنمرالديجتال اي التنمر عبر الفيديو الاباحي وهذا يدل على النفوس  المريضة والجهل  في العالم  الذاتي  اي  قلة اكتراث  لشخص الانسان بحد ذاته مما يقوم بالتعويض بهذه الطريقة عبر الفضائح بالفيديو الاباحي ام عن طريق نشر معلومات  كاذبة  لدرجة اختراع قصص غير موجودة لاشخاص ليسوا هم الذين ارتكبوها  .”

ترند حديث  والاطفال ضحية

في المقلب الاخر و عن مدى تأثير انتشار الفيديو الاباحي على الاطفال خصوصا المراهقين منهم، شرحت باسهاب الاختصاصية في العلاج النفسي الدكتورة  نورما الاشقر ل greenarea.info : ” ما نلاحظه  في هذه الايام ان الشاب  بات يطلب من البنت ارسال صورتها عارية ليوزعها لاصحابه او  يتم التحرش بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعد فترة من العلاقة يطلب منها  ان ترسل  له صورتها العارية ليستبد فيها وهذه الحالة تكثر خصوصا  في عمر المراهقة حيث يتجه اليها المراهق متخطيا القيم الاجتماعية ليصبح اللاجتماعي وهنا الخطورة بحد ذاتها  في تخطي الحدود الاخلاقية التي باتت  كثيرا في المجتمع اللبناني في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي  اشبه بعدوى اجتماعية  في تقليد الاخرين  بارسال الصور العارية  لبعضهم  اما نتيجة ضغط من الاصحاب او ترند  يمشي معها المراهق  لكي يكون مقبولا في مجموعة معينة  ان يعمل مثل غيره سواء في الادمان على التدخين ام  ارسال صور عارية  حيث  لاحظنا ان الولد في هذه الحالة ضحية اهله والمجتمع  معا لان بكل اسف كم من  فتاة  حصل معها هكذا نوع من انتشار صورها عارية وتمّ طردها  من المدرسة ومعاقبتها دون ان يروا من هو فاعل الاذى لها  او ملاحقته ومعاقبته  وهذا ما نراه في العديد من المجتمعات وليس في لبنان فقط الا ان  ما نلاحظه ايضا  انه عندما تتوفر التوعية تخف  هذه الظاهرة الاجتماعية الخطرة مع اهمية وجود الاهل الداعم لاولادهم وحمايتهم من اي اعتداء عليهم .”

انه الشذوذ الاجتماعي النفسي بحد ذاته

اما الاختصاصية في علم النفس الدكتورة ايفي شكور فابرز ما توقفت عنده عبر ال greenarea.info :”ان الذي يلجا الى مثل هذه الطريقة يكون عنده شذوذ اجتماعي نفسي اي  مشكلة نفسية اجتماعية اما  يكون انه يحب ان يظهر ما عنده من مفاتن جسدية ام يرغب  في اذى  الاخر. اما  الذي يساهم في نشر مثل هذا الفيديو الاباحي  فيكون مشاركا في الاذى في مجتمع يحب الفضائح فكيف اذا كانت اباحية حيث هناك حظر او تابو عليها  وهذا الاذى يزداد ويتفاعل نظرا  للمفهوم الخاطىء للجنس على سبيل المثال  الفتاة  المعتدى عليها تستطيع ان  تخرج من ازمتها الاجتماعية بصورة اقوى الا ان الضحية الاكبر يكون ذلك الشخص الذي قام  بتسريب  الفيديو  الاباحي كونه هو  من يساء اليه في تصرفاته  الخاطئة.”

الى رأي الاختصاصية في اللايف كوتشينع  الدكتورة رلى صوان  التي اعتبرت عبر ال greenarea.info: “ان هذه الظاهرة  في انتشار الفيديو الاباحي للاذى ليس فقط في لبنان بل في العالم اجمع حيث لم يعد هناك  احترام للقيم الاجتماعية التي  تراجعت  ومبادىء  التربية خفت لذلك اثر هذه الظاهرة  السيئة  سريعة دون معنى لها  .”

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This