تسعى وكالة المخابرات الأميركية، في السر والعلن الى تجيّش مئات القنوات الفضائية وآلاف الصحف، لتبرير نشاط “اليانكي” العسكري حول العالم، ونشر مفاهيم مشوهة ومقلوبة عن كل مايجري، سواء في سوريا و العراق ام في اليمن، فيعطون الصفة الإنسانية  لمنظمة “الخوذ البيضاء” التي كَلَّفَ جهاز الإستخبارات البريطانية (MI6) منذ بداية الحرب على سوريا، أحد أكبر ضباطه “جيمس لي ميسورييه” بتأسيسها، ومولها كل من الوكالة الأميركية للتنمية، والإتحاد الأوروبي، ومنظمات الــ(NGO) المشبوهة، مثل “ميدي للإنقاذ ”كيمونيكس” و”آفاز”، ويُسهِل أصحاب “الخوذ البيض” دخول وسائل الإعلام تلك، التي أقل مايقال فيها أنها غير موضوعية (ممولة وموظفة لدى الإستخبارت البريطانية والأميركية خدمة لإسرائيل)،  كقناة “سكاي نيوز” البريطانية، التي استطاعت مؤخراً، وبسحر ساحر أن تدخل مرتين الى “كفرنبودة” لتغطية العمليات الحربية لجبهة النصرة الإرهابية .

 

يعملون على إسباغِ صفة “الإنسانية الفائقة”  على تحالفٍ إستعماريٍ تقوده أميركا، فيما يتغاضون مثلاً عن حجم الدمار الذي خلفته تسع سنوات من الحرب، في كافة أشكال الحياة السورية (ليس أخرها الحرائق المفتعلة في أرياف الرقة، الحسكة وإدلب والتي ذهبت بآلاف الدونمات من محاصيل القمح والشعير وأشجارالزيتون) وتشريد الملايين وانتشار الأمراض والأوبئة، وتشويه العلاقات بين البشر.

 

وسائل الإعلام تلك التابعة للتحالف الإستعماري، ومعها مراكز البحث الإستراتيجي الدائرة في الفلك الأميركي، والتي يُصدقها ملوك الخليج، ويعتمدون عليها في وضع سياساتهم،  صوَّرت لهم أميركا وحلفائها، على أنهم “المسيح” الذي سيُخلصهم من المد الفارسي الإيراني،  وهؤلاء صدقوا الكذبة، فوافقوا على  إدخال القوات الأميركية براً وبحراً وجواً، الى عقر دارهم، وصادقت دولاً كالأردن والسعودية والإمارات (حِلف “النّاتو العربيّ”)، على  22 صفقة لشراء أسلحة أميركية بقيمة 8.1 مليار دولار، في خطوةٍ أخرى لإفلاسهم وإبعادهم عن القضية الفلسطينية (كرمى لعيون إسرائيل).

 

ذاتها جوقة الإعلام المسموم، التي تواكب جبهة النصرة، بمساعدة منظمة “الخوذ البيض” الفائقة الإنسانية، وبعد الإنتصارات التي حققها الجيش العربي السوري، بدأت بتسعيّر المواقف الدولية ضدنا، وتلميع صورة المجموعات الإرهابية في أرياف إدلب وحماة واللاذقية، وتصويرهم على أنهم مجموعة مدنيين، يخاف العالم أن يتعرضوا للقصف بالأسلحة الكيماوية من قِبَل جيش النظام (هكذا يسمونه)، ونشرت بيانات لمنظمات دولية غير حكومية(ONG) تُظهر قلقها الفائق، على مصير أطفال إدلب (معظمهم أبناء الإرهابيين) على أنهم ضحايا، و يتجاهلون مستقبل حوالي أربعة ملايين طفل سوري حُرِمّوا من التعليم وكل مقومات الحياة، على مدار سنوات الحرب التسع، كما وتتغاضى في كل نشراتها المرئية والمسموعة والمكتوبة، عن قوافل الشاحنات التركية التي تنقل آلاف الليترات من غاز “الكلور” الى المنطقة، كما وتتجنب  الإشارة الى أن هناك ضباطاً من كل الدول الأعداء لسوريا، يُدربون الإرهابيين، على إستخدام مختلف صنوف الأسلحة كل ذلك تمهيداً لتمرير مسرحية (الكيماوي)، على غرار سابقاتها في “خان شيخون” 2017 و “دوما”2018 .

 

 

تعمل الماكينة الإعلامية التابعة لأعداء سوريا بكل طاقتها، فتوَّظف  الصور والفيديوهات، لتشويه صورة الدولة السورية، تمهيداً لإنجاحِ تمثيلية الكيماوي التي أكدَّ الروس أنه يتم الإعداد لها في المنطقة، ولكنها تتحاشى أي ذكرلمعلومة مهمة جداً مفادها أنَّ:  منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أكدت في بداية عام 2016 ، تدمير كل ترسانة السلاح الكيماوي في سوريا، وذلك بعد أن قام الجانب السوري في تشرين الاول /اكتوبر من عام 2013 بتسليم خطة لتدمير تلك الترسانة، كنتيجةٍ لوساطة قامت بها  موسكو واشنطن، في عام 2013  بين الحكومة السورية و منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.

 

ماكينتهم الإعلامية، الضخمة المتطورة والقادرة على تغيير الرأي العام العالمي، تعمل منذ تسع سنين، على تصوير سوريا على أنها دولة ديكتاتورية قمعية، تقتل شعبها بالسلاح الكيماوي، وبالتالي يجب غزوِّها لحماية مواطنيها، وعليه فهذه الماكينة الإعلامية، تشكل إحدى أهم الوسائل التي فيما لو نجحت، ولن تنجح، ستُبعِد سوريا عن محور المقاومة، وبالتالي ستُريح “إسرائيل” من أخر سيفٍ عربيٍ مغروس في خاصرتها.

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This