يتمتّع البحر الميت بخصائص حوّلته إلى موقع سياحي بامتياز نظراً لجغرافيته وطبيعته وميزاته فضلاً عن احتوائه على الكثير من الثروات الطبيعة والمعدنية التي يتم استخدامها في مجالات مختلفة ، إلا أن الخطر بات يهدّده !!
البحر الميت الذي كانت مساحته تبلغ أكثر من 1000 كيلومتر مربّع، تراجعت في العقود الأخيرة حتى بلغت مساحته أقل 650 كيلومتراً مربّعاً. وحذّر العلماء في بداية عام 2019 أنه في حال ما استمر وضع البحر الميت على حاله، فإنه سيختفي في العام 2050.
وفي أحدث الدراسات، حذر تقرير من “استمرار الانكماش في البحر الميت ولأكثر من 1.2 متر في كل عام، إذا لم يتخذ أي إجراء، لمواجهة آثار الاحترار العالمي، من انخفاض هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، التي أسهمت في زيادة تبخر المياه وسحبها من نهر الأردن الذي يصب فيها”.
وفي التقرير، الذي حمل عنوان “كيف يعاني الشرق الأوسط على الخطوط الأمامية لتغير المناخ”، والصادر مؤخرا، تم الإشارة الى أن “مستوى البحر الميت انخفض بمقدار الثلث تقريبا خلال العقدين الأخيرين، وأن أنصار البيئة يخشون من أن مياه البحر الأحمر (في حال مد قناة البحرين) ستضر بالنظام البيئي الحساس له، وتغير ملوحة المياه”.
وأشار التقرير الى أن “منطقة الشرق الأوسط تعرضت إلى جفاف مستمر تقريبا منذ العام 1998″، وفقا لوكالة ناسا، التي تقول إن فترة الجفاف الحالية هي الأسوأ منذ 900 عام، فيما يقدر البنك الدولي، الذي ينفق 1.5 مليار دولار لمكافحة تغير المناخ في المنطقة، أن 80 إلى 100 مليون شخص سيتعرضون لضغط المياه بحلول العام 2025.
وبحلول العام 2050، ستكون درجات الحرارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أعلى بـ4 درجات مئوية، وفقا لمعهد “ماكس بلانك” الألماني، كما أنه وبحلول نهاية القرن، قد تصل درجات الحرارة خلال النهار إلى 50 درجة مئوية، مع 200 يوم من الحرارة الاستثنائية كل عام، وبدون اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من الانبعاثات العالمية، وفقا للبحوث، قد تصبح مدن المنطقة غير صالحة للسكن قبل العام 2100.
وأكد التقرير أن “الناس يعانون من عواقب تغير المناخ في جميع أنحاء الشرق الأوسط، من الفيضانات في جدة إلى ارتفاع منسوب مياه البحر في البحر الأبيض المتوسط، مما يعرض العديد من المدن الساحلية للخطر”.
ولا يقتصر الأمر على الأردن وحدها فقط، فقد أشار التقرير الى ما تعرضت له مدينة الإسكندرية في مصر؛ إذ إنه مع ارتفاع منسوب سطح البحر، تغرق المدينة التي يسكنها خمسة ملايين نسمة، في وقت تغمر فيه المياه العالية الطوابق السفلية للمباني بالقرب من كورنيش الواجهة البحرية فيها، مما يؤدي إلى انهيار مميت؛ حيث لقي ثلاثة أشخاص حتفهم في كانون الثاني (يناير)، عندما انهارت مجموعة من الشقق في شارع واحد من الواجهة البحرية.
والى جانب ذلك فإن دلتا النيل، التي تقف عليها الإسكندرية، تتقلص، وأدى إنشاء السد العالي في أسوان واستخراج المياه في اتجاه مجرى النهر إلى انخفاض تدفق نهر النيل، مما يقلل كمية طمي رواسبه، وبدون تجديد تربتها، فإن المنطقة بأكملها تختفي.
وكان البنك الدولي أعلن العام 2016 أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هي من بين أكثر الأماكن عرضة للخطر على سطح الأرض لارتفاع منسوب مياه البحر، وتنبأ بارتفاع 0.5 متر بحلول العام 2099، وحذر تقريره من أن “المناطق الساحلية المنخفضة في تونس وقطر وليبيا والإمارات والكويت وخاصة مصر معرضة لخطر خاص”.
كما عانت بعض المناطق الأكثر جفافا في المنطقة من الفيضانات، وفي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، اجتاحت عاصفة قاتلة شبه الجزيرة العربية، ما أسفر عن مقتل 30 شخصا قبل أن تصل إلى جدة، وتم إجلاء حوالي 4000 شخص من منازلهم، وفي الشهر السابق، لقي ثلاثة أشخاص حتفهم عندما ضرب إعصار تروبيان لوبان عُمان واليمن.
وأظهر التقرير أنه “تم تسجيل سجلات درجات الحرارة بشكل متكرر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الأعوام الأخيرة؛ حيث إن أعلى درجة حرارة مسجلة في المنطقة حتى الآن كانت 54 درجة مئوية في إحدى المدن الكويتية في العام 2016”.
في كانون الثاني (يناير) 2017، وفق التقرير، سجلت درجة الحرارة بمدينة سويحان في أبو ظبي رقما قياسيا قدره 50.4 درجة مئوية، وفي دبي حذرت السلطات السائقين من ترك الهباء الجوي في سياراتهم بعد أن اشتعلت النيران في سيارات عدة من الحرارة الشديدة.