ثقافة (اضربه مثلما ضربك) من أكثر الثقافات المخيفة والمؤذية للطفل، فأنت أولًا تسمح له بالعنف وتستحسنه كخيار أول، فيشعر طفلك أن هذا فعل مرحب به ومبارك من الراشدين، فهل تتخيل كيف يكون الحال عندما يلجأ طفلك لهذا الخيار في حل كل مشاكله في حياته كلها؟
فما هو التصرف الصحيح لحماية طفلي وتنشئته قويًا في وجه الاعتداءات عليه؟
1. لا تربه كضحية
الطفل الضحية المعرض للاعتداء هو طفل غير واثق، متردد، صوته منخفض، باختصار هو طفلٌ مُرَوَّضٌ (يسمع الكلام) فقط.
الطفل الواثق ذو الصوت العالي والتعبير الواثق عن نفسه، الذي لديه مساحة حرية ونقاش في المنزل، هو طفل يمتلك أموره، وهذه النوعية مخيفة للمُعتدين، لا أحد يريد أن يتورط مع طفل مثل هذا.
2. الاندماج
المعتدي يعتمد على شعور الضحية أنه وحيد ودون دعم، وجود طفلك ضمن مجموعة أصدقاء قوية يعتمد عليهم يحميه من الاعتداء، لذلك كي توفر الحماية لطفلك عليك أولا ترسيخ قيم التفاعل الاجتماعي مع الآخرين، وتدريبه على تكوين صداقات واسعة، وثانيًا عليه أن يعرف أنك تدعمه ولا تخيفه.
3. الرد بشكل حازم
يحتاج طفلك أن يتعلم كيف يرد بشكل حازم على ما لا يحب أن يفعله، حين يجبره أحدهم على ممارسة (لعبة) لا يحبها عليه أن يتعلم كيف يرفض ذلك بشكل قاطع، كيف يقف في وجه الآخرين ويخبرهم (لأ) بشكل واضح.
4. استخدام لغة بسيطة غير عاطفية
على طفلك تعلم الرد على المعتدي بلغة بسيطة حازمة -كما ذكرنا- وغير عاطفية، لا يشوبها الخوف ولا التردد، الثقة التي يتحدث بها طفلك هي ما ستضمن خوف المعتدي وتراجعه، كي لا يتسبب بمشاكل مع طفل واثق من نفسه مثل طفلك.
5. استخدام لغة الجسد
أن يحافظ على اتصاله البصري بينه وبين المعتدي، وأن يحافظ على نبرة صوت هادئة، وأن يقترب مسافة كافية من المعتدي دليلا على عدم الخوف، وعلم طفلك أن الأسلوب العاطفي غير اللفظي، مثل النظر بعيدًا، رفع الصوت، تقلص الظهر، قد يعطي المعتدي رسائل بأنه ضحية يسهل الاعتداء عليها.
الطفل القوي الواثق يستطيع بسهولة الدفاع عن نفسه، والتدخل برد الضرب أيضًا حين الحاجة، لذلك أثناء تربيتك عليك أن تثق أن بين يديك تربية طفل خانع/ ضحية محتملة، أو طفل قوي واثق عنيد غير مروّض ويصعب الاعتداء عليه.
التربية الذكية