تلتزم كوستاريكا التزاماً طويل الأمد بالبيئة، وهي تعد الآن من الدول الرائدة في مجال الإستدامة. فبعد عقود من الزمن في ممارسة عادة إزالة الغابات، أعيد تشجير البلد بشكل أصبحت فيه نصف المساحة مظللة بالأشجار مرة أخرى.
استدراكاً للوضع اتخذ أصحاب القرار موقفاً للحد فيه من تراجع الغطاء الحرجي في البلاد، الأمر الذي رفع نسبة الغابات إلى 52% من مساحة كوستاريكا وهو ضعف المستويات التي كانمت متواجدة عام 1983.
وبالإستناد إلى نظام متقدّم لا مثيل له في العالم ، اعتمدت كوستاريكا عبر نظام حماية البيئة على تشجيع الحفاظ على الأراضي أو إعادة تشجيرها عبر تقديم منح للخدمات البيئية. وقد وضعت السلطات جوافز للتشجيع على العمل البيئي ومنها وضع برامج لتعويض مالكي الأراضي ومنح مدفوعات نقدية لكل من يوقع عقود مع وزارة البيئة تسمح باستخراج عدد معين فقط من الأشجار مع وعد بمواصلة زراعة الأشجار في المنطاق التي ازيلت منها الغابات . وكل هذه الاعمال يتم تمويلها من خلال التبرعات الدولية والضرائب على مستوى البلاد، الأمر الذي يساعد في حماية ما تبقى من الغابات في البلاد.
في هذا الإطار، فإن إلقاء نظرة على ما أنجزته كوستاريكا خلال الثلاثين سنة الماضية قد يكون مجرد زخم لازم لتحفيز التغيير الحقيقي على نطاق عالمي. هذا هو بالضبط ما يأمل قادة كوستاريكا في تحقيقه، إانهم يريدون تحفيز الدول الاخرى على أن تحذو حذوهم.
هذا الموضوع نشره مدير برنامج الأراضي والموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي في معهد الدراسات البيئية في جامعة البلمند الدكتور جورج متري على صفحته الخاصة على مواقع التواصل الإجتماعي علّ البعض يتعلّم من تلك التجربة من جهة ويدرك أهمية الغابات من جهة أخرى… لكن هل من حياة لمن تنادي؟