تتفاقم مشكلة البلاستيك يوماً بعد يوم، وتتضاعف تداعياتها السلبيّة لتهدد حياة البشر بشكلٍ مباشرٍ. فقد أظهرت أبحاث جديدة أن البشر يبتلعون ويستنشقون عشرات آلاف جزئيات البلاستيك سنوياً. هذه الجزئيات الصغيرة الناجمة عن تحلل منتجات مختلفة مثل الإطارات والعدسات اللاصقة وغيرها، منتشرة أينما كان في العالم من أعلى الكتل الجليدية إلى أعماق المحيطات.
إبتلاع 52 ألف جزئية بلاستيك
وفي السياق عينه، قارن باحثون كنديون مئات البيانات حول التلوّث بجزئيات البلاستيك، معتمدين على متوسط الحمية الأميركية وأنماط إستهلاك الأميركيين. ونتيجة لذلك تبيّن لهم أن رجلاً بالغاً يبتلع 52 ألف جزئية بلاستيك سنوياً، فيما لو تم إحتساب تلوّث الجو فقد يصل هذا الرقم إلى 121 ألفاً.
يضاف إلى ذلك 90 ألف جزئية، في حال كان الفرد يستهلك فقط المياه المعبأة في قوارير بلاستيكية، على ما أضافت الدراسة التي نشرتها مجلة “إنفايرومنتل ساينس أند تكنولوجي”.
أما ما يزيد الطين بلّة، هو عدم القدرة على إيجاد الحلول النهائية للتخلص من نفايات البلاستيك. فوفق منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، فإنّ أكثر من 70 في المائة من البلاستيك، الذي نستخدمه لا يتم إعادة تدويره، وأن الكثير من هذه القمامة البلاستيكية تجرف في محيطاتنا من الشواطئ، أو تتسرّب إلى الأنهار من شوارعنا. وما يقرب من 5 تريليونات قطعة من البلاستيك تطفو حالياً في محيطاتنا.
حبيبات البلاستيك
تعتبر معظم الأدوات البلاستيكية سهلة الرؤية، وبالتالي يمكن تجنب خطرها. إنما المشكلة تكمن في وجود نوعًا من البلاستيك يتسلّل إلى نُظُمنا البيئية، يمكن إغفاله بسهولة. هذه عبارة عن لدائن صغيرة، أو جزيئات وألياف بلاستيكية صغيرة الحجم يقلّ حجمها عادة عن 5 مليمترات.
وفي الأصل، فقد نتجت المواد البلاستيكية الدقيقة، عن الإنهيار المادي للمواد البلاستيكية الأكبر حجمًا، مثل الأكياس البلاستيكية أو عبوات الطعام أو الحبال. لكنّ، في الآونة الأخيرة، زاد تصنيع المواد البلاستيكية الدقيقة، مثل الكريات والمساحيق. فوسّعت هذه الظاهرة من نطاق البلاستيك في بيئاتنا وبحارنا.
والدليل على ذلك العثور على مواد بلاستيكية دقيقة في أنواع مختلفة من الأطعمة البشرية، (مثل الجعة والعسل وملح المائدة). كذلك فقد إعتمدت معظم الدراسات العلمية، على فحص المواد البلاستيكية الدقيقة في المأكولات البحرية. وتوصلت إلى أنّه وعلى الرغم من كون شرائح السمك والسمك الكبير، هما من المنتجات السمكية الرئيسية المستهلكة، إلا أنهما لا يمثلان مصدراً مهماً للبلاستيك لأن القناة الهضمية، حيث توجد معظم المواد البلاستيكية الدقيقة، عادة لا تُستهلك. بينما أنواع الأسماك الصغيرة والقشريات والرخويات تؤكل بكاملها.
طرق التقليل من البلاستيك
نظراً إلى التداعيات السلبيّة لإستخدام البلاستيك، فقد حددت الفاو خمس طرق يمكن من خلال إعتمادها، تقليل إنتشار هذه المادة.
إذ يمكن تجنب إستخدام أنواع المواد البلاستيكية التي تُستخدم مرة واحدة، بحيث أنّ تسعين في المائة من البلاستيك، الذي نستخدمه في حياتنا اليومية هو بلاستيك يتمّ التخلص منه أو يستخدم مرة واحدة. وهذه المواد مدّمرة بشكل خاص، بالنظر إلى أن كيس بلاستيكي واحد قد يستغرق 1000 عام لكي يتحلّل. كذلك يمكن أن تتحلل هذه الموادّ البلاستيكية أيضاً إلى مواد بلاستيكية صغيرة، غالباً ما تتغذى منها خطأً الثدييات أو الطيور أو الأسماك.
ثانياً، التعرّف على المواد البلاستيكية الدقيقة المتخفّية. بحيث تحتوي العديد من مستحضرات التجميل ومنتجات التجميل على “مقشرات”، هي في الواقع خرز بلاستيكية صغيرة. وقد تبدو هذه المواد غير مؤذية، لكن بسبب حجمها بالذّات يمكنها أن تتسلل، عبر محطات معالجة المياه وينتهي بها المطاف في المحيط، حيث غالباً ما يظنها السمك غذاءً.
ثالثاً، إستخدم زجاجة ماء قابلة لإعادة الإستخدام. وتعتبر قارورات الماء والمشروبات الغازية التي يمكن التخلص منها من أكبر الجناة في النفايات البلاستيكية. وتم بيع أكثر من 480 مليار من قوارير المشروبات البلاستيكية على مستوى العالم في عام 2016.
رابعاً، قل لا للبلاستيك من أدوات المائدة، وقصبات الشرب، وحاويات الأغذية السريعة.
خامساً، إعادة التدويرإذ أنّ غالبية البلاستيك الذي نستخدمه، لا تتم إعادة تدويره.