” لم يعد يطيع كلامي ..بات متمردا اكثر من قبل اخشى ما اخشاه ان  يفقد احترامي يوما..لم نكن مثله في عمره ..” تلك العبارات كثيرا ما تتردد على مسامعنا عندما يفقدون الاهل السيطرة على ولدهم ليصفوه بالطفل المتمرد وهنا تكر سبحة الاسئلة : ما هي العوامل التي دفعت بالطفل ان يصبح متمردا الى الحد الوقاحة ؟ هل لانه يفتقد الى الرعاية  اكثر من اهله نتيجة تغيبهم عنه لظروف العمل القاهرة ؟

الاستقلالية و التمرد

امام هذا الواقع الدقيق عن الاسباب التي تدفع بان يكون  الطفل متمردا، قال الاختصاصي في العلاج النفسي الدكتور احمد عويني لgreenarea.info:” ان هناك مجموعة عوامل  تدفع بالطفل ان يكون متمردا منها بان هناك ثقافة معينة  زادت من قوة  الفرد في مجتمعنا وعكست على قوة الشخصية عند الطفل وهذا ما نلاحظ في المدارس  حيث لم يعد هناك قمع  بشكل عام مما اصبحنا نشعر باحترام اكثر لحرية الولد في رأيه  ولشخصه مما يتم تعليمه كيف يفرض نفسه على غيره بان نحترمه دون قمعه  وهذا الامر بات  ينتقل الى المنزل حتى غدا  اهله  ليسوا بمرجعية كبيرة لان من المحتمل ان  يقولوا اشياء  منها صحيحة ام خاطئة  وليس لهم حق  حتى ان يتحدثوا معه بطريقة غير سليمة  لان خطأ من هذا النوع نجده يتمرد عليهم حيث نجد  بعض من الاهالي يحاولون ان يظهروا محبتهم لولدهم عبر الهدايا ويستغربون عند اي اي استحقاق لا يلتزم بما يريدون  بفعل تطور المجتمع حيث كان الولد  في السابق يحترم  اهله  اكثر اما اليوم  فنلمس الوقاحة عنده  نظرا لان القيم الاجتماعية بدات تفقد ولم يتم تعزيزها لا في المنزل ولا  حتى في المدرسة مما لابد من التوقف ان  90% من الاولاد المستقلين ماديا نجد الاهل مستضعفين حيالهم بدل  وضع شروط  عليهم في تربيتهم حيث بتنا نلمس عدم وضوح للادوار بين الاهل والاولاد  لذلك لا بد من  حل يكمن في  تحديد الحقوق والواجبات بين الاهل والاولاد حيث  يجب على الاهل ان  يكون لديهم واقعية في كيفية التعامل مع هذا الجيل المستقوي .”

المهم يكون الاهل قدّها

الا ان الاختصاصية في علم النفس للاطفال الدكتورة ميشلين سمور اهم ما توقفت عنده عبر الgreenarea.info :”  بدأنا نلمس انه من عمر  مبكر يبدأ الطفل  بالتمرد  اي من عمر الثلاث سنوات، كل ذلك بسبب انشغال الاهل خارج المنزل حيث ان هذا الغياب عن  البيت طوال الوقت والذي يتم تعويضه بالهدايا اواعطائه الاموال سيؤدي حتما الى تراخي في التربية ولم يعد هناك نوعية للوقت معه طالما ان اغلبية وقته عند الاجداد بمعنى لم يعد هناك مرجع واحد او كلمة واحدة  يسمعها عدا شعور الاهل بالذنب تجاه الولد دون معرفة سبب هذا الشعور بانهم  مقصرين تجاهه كون  الولد يحتاج ان يرى  دورا  فعالا  للام والاب  سويا. اما  اليوم فبتنا  نرى في العائلة  غياب الاحترام مما نشدد انه على الاهل معرفة ان الصفة الشخصية للطفل تتكون في اول عمره لان في عمر ثلات السنوات لم يعد بالامكان السيطرة عليه  وللاسف الاهل لا يعرفون حقيقة الامر لكي يتم تربيتهم بالشكل الصحيح  نظرا لغيابهم عن المنزل بسبب ظروف العمل والنتيجة يتعاملون مع ولدهم ” كفشة خلق “مما تكون النتيجة لا احترام للاهل وخصوصا وان الاب ليس حاضرا طوال الوقت في حياة ولده  مما يخف الاحترام له لغياب الوهرة عليه نظرا لعمله او سفره.”

والجدير ذكره حسب ما قالته الدكتورة سمور:” ان غياب الاهل لا يعوض بهدية للطفل بل  كل ما يريده ان يكونوا بجانبه خصوصا  في اول سنة من عمره  دون اهماله  لان في عمر ثلات سنوات تضيع الطاسة  لم يعد بمقدورهم السيطرة عليه الى حد التمرد لذلك ان هذه الصفة الاخيرة لا نجدها فقط عند المراهق  بل عند الاطفال في عمر 3 او 4 سنوات  المهم معرفة ان شخصية الولد تتكون من وراء تربيته  التي هي مراة للبيئة التي يعيشها  المهم يكون الاهل  “قدّها “في تربية اولاد.”

الحب و الاحترام

بالمقابل رأت الاختصاصية في علم النفس شانتال خضرا لgreenarea.info:”عندما لا ير الولد اهله اي من الاحترام في ما بينهما وهم بالنسبة له المثل الاعلى  تعكس هذه الصورة السلبية في شخصيته كونه يكتسب ماذا يرى امامه خصوصا  الذي يراه  ينسخه وينقله كطبع عنده وعندما يرفض الاهل اي طلب محق له عندها يرتفع  صوته كونه تعلم عن طريق الصراخ ياخذ حقه مما نشدد على اهمية احترام الاهل للولد لان ذلك يؤثر على تصرفاته كما  وانه من الضروري تشجعيه في حال اقدم على عمل جيد حيث ان الدراسات العلمية  التي اجريت على طرق التربية الصحيحة مرتكزة على ما قاله فرويد الذي يشدد انه لا نستطيع تربية  الطفل الا بالحب والاحترام من اهله  وعلى سبيل المثال  كم من المرات يعمل الولد  مجهودا  للفت نظر اهله  غير ابهين فيه مما يعمل ردة فعل ليسترعي انتباهم  خصوصا عندما لا يجد اي من الاهتمام فيلجأ الى التمرد. لذلك كل الذي يحصل مع الولد ليس وليدة الان بل تراكمات لكل المسيرة التي عاشها مع اهله منذ صغره الى ان يكبر لذلك المطلوب من الاهل الكثير من الحب والاحترام .”

التشديد على التواصل السليم

من جهة اخرى اهم ما شددت عليه  الاختصاصية في التدريب الحياتية وفي البرمجة اللغوية العصبية الدكتورة دارين داوود مفرج  عبر الgreenarea.info :” اذا شاء الاهل تدريب وتربية ولدهم يجب ان يكون ذلك  تحت عمر سبع سنوات لان ما  فوق ذلك تعتبر متابعة ومرافقة  لذلك ممنوع على الاهل ان يقوموا بتربية اولادهم  بعد عمر السبع سنوات او التسع  سنوات انما الذي يحصل بكل اسف اول فترة من عمر الولد يكون الاهل غائبين عنه نظرا لظروف العمل  و هنا المشكلة بحد ذاتها لان اول سبع سنوات من عمر الطفل تكون الام   غائبة عن ابنها حيث يكون متنقلا  بين الحضانة وعند منزل اجداده مما تضيع مبادىء التربية  الاساسية لديه التي يجب زرعها منذ صغره كي  تتناسب مع روحانية كل عائلة والتي تناسبها. انطلاقا من ذلك  لكي لا نصل الى طفل متمرد لا بد من التوقف على الاحتياجات الاساسية له حيث انه بحاجة ان يكون محبوبا ومحاوطا من عاطفة  اهله  وان يكن له التقدير والاحترام  في خصوصيته  كونه ايضا  بحاجة ان يكون مسموعا من اهله  عندها لن يعد بحاجة للتمرد .”

و ابرز ما لفتت اليه الدكتورة مفرج :” ان الاهم هو ترك الطفل  يعبر عن ما في داخله والاستماع اليه دون اهماله  كي لا تتغذى افكاره  بطريقة سوداء  عندها يصبح شرسا  في منزله الا ان  المشكلة  تكمن في ان الاهل ليس لديهم  الوقت الكافي  ليسستمعوا اليه مما نجده اليوم  ميالا الى العنف والتمرد للفت انتباه  اهله  اي بمعنى “انا موجود حبوني واسمعوا لي وقدروا مشاعري” مما ننصح الاهل تلبية  هذه الاحتياجات  لولدهم والتحدث  دون ان تكون الجلسة استجواب له بل من خلال تعزيز المحادثة في ما بينهما لان بذلك يتم تعزيز التواصل السليم ومشاركة المعلومات دون التمنن له ان كل هذا المجهود لاجله.”

 الحلّ موجود

من جهتها، اعتبرت المدربة على القيادة الذاتية  نانسي عبدو  عبر ال :greenarea.info “بان هناك حل لعلاج التمرد عند الولد الذي لا ياتي وليدة الساعة انما تراكمات ما يراه في المنزل من تصرفات  اهله تجاهه  لذلك  الحل يكمن  في ان  يكون لدى الاهل وعيا كافيا كي يعرفوا ان يتصرفوا تجاه ولدهم بوضع له حدود مما يتطلب توعية الاهل على هذا الامر لان اذا عاش طوال حياته من دون حدود وفجأة تم تأنيبه.. فهو تعلّم ان لا حدود له عندها يبدأ بالتمرد “.

 

 

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This