أطلق برنامج #حدائق عدن#- اليد الخضراء GREEN HAND، مشروع حديقته المدرسية الأولى، في مدرسة “ايستوود كولدج” – كفرشيما، برعاية وزير البيئة فادي جريصاتي في حضور هشام يحيي ممثلا وزير التربية والتعليم العالي اكرم شهيب، صاحب المدرسة أمين خوري، مدير المدرسة نجيب نعيمي، مؤسس البرنامج زاهر رضوان، الهيئتين الإدارية والتعليمية وناشطين بيئيين.
نعيمي
بعد النشيد الوطني اللبناني، ألقى نعيمي كلمة ترحيبية جاء فيها: “نجتمع في هذا اللقاء لأننا نهتم ببناء التراث الطبيعي التقليدي في لبنان الموجود في سفوح جبالنا واوديتنا، ولأننا نهتم بنشر التربية الخضراء والتي سنعلمها لطلابنا من خلال التعاون مع مؤسس GREEN HAND السيد رضوان والذي ابتكر فكرة الباص الحديقة المتنقلة والذي يحمل فيه اكثر من 150 نوعا اصيلا من النباتات والشتول اللبنانية ونحن نشكره ونثمن جهوده لاسيما وانه يحمل من خلال عمله الحياة والامل بمستقبل زاهر وواعد”.
شيا
ثم ألقت الدكتورة جنان كرامي شيا كلمة فصلت فيها ماهية المشروع وأهدافه، فلفتت بداية الى التحديات البيئية، وقالت: “التربية البيئية هي أحد فروع التربية العلمية العالمية، التربية على التنمية المستدامة، التي تهدف إلى حماية كوكب الأرض، ومن ثم المحافظة على حياة الإنسان ورفاهيته”.
أضافت: “إنطلاقا من الواقع البيئي الراهن المثقل بالتحديات، حرصت جمعية اليد الخضراء على مواجهة الأخطار المحدقة من خلال خلق الوسائل التعليمية لتعزيز الوعي البيئي في المجتمع وتبسيط المعلومات والتشجيع على انخراط العامة في تجارب التعليم الذاتي التي أثبتت جدواها على المستوى الفكري والحضاري والاجتماعي والنفسي. علما بأن حدائق النباتات الطبيعية تساهم في زيادة الوعي لدى العامة بقيمة الثروات الطبيعية وأهمية المحافظة عليها. لقد اطلقت اليد الخضراء اول حديقة متحركة للنباتات الطبيعية كوسيلة تربوية لكافة فئات المجتمع، وبشكل خاص صغار السن، وذلك ليكونوا إدراكا عميقا عن مدى ثراء التنوع البيولوجي لدينا، وعن الدور المسؤول الذي يجب أن تلعبه المجتمعات في الحفاظ عليه.
واستكمالا في تعزيز الوعي البيئي، نطلق اليوم مشروع #حدائق عدن # المدرسية. تستخدم الحدائق المدرسية عادة كمنصة للتعلم. وتشجع منظمة الزراعة والتغذية للأمم المتحدة على تعزيز الحدائق المدرسية ذات الأهداف التعليمية لمساعدة الطلاب، وموظفي المدارس، والأسر على الربط بين زراعة الأغذية والنظم الغذائية الجيدة، وتنمية المهارات الحياتية، وزيادة الوعي البيئي”.
وأشارت الى أن “الحدائق المدرسية تعمل على ملاءمة التعليم للواقع، وتحسين معرفة الطلاب وذويهم بتقنيات إنتاج الغذاء، وتحفيزهم على تطوير الحدائق المنزلية. كما يمكن استخدام الحدائق بمثابة “مختبر” لتعليم المهارات الزراعية العصرية والتغذية السليمة و للنشاط العملي المرتبط بعلم الأحياء، والدراسات البيئية، والرياضيات وغيرها”.
وقالت: “يتطلب ضمان الفعالية للحدائق المدرسية تصميم انشطة تربوية تربط بين الاهداف المنهجية والاهداف البيئية المرجوة. كما يلزم إنتاج مواد التدريب، والعمل على تدريب المعلمين. كما أن أنشطة الحدائق المدرسية يمكن أن تشمل التثقيف الغذائي، وتقنيات حفظ الأغذية، ومكافحة الامراض، والإدارة المتكاملة لخصوبة التربة، والإدارة المستدامة للموارد الطبيعية، وإعادة التصنيع والتسميد، ورفع الوعي البيئي، خاصة في المدن. لذلك، فإن الانشطة ستكون ضمن رزمة تربوية على شكل منهاج متعدد التخصصات، يتسنى بواسطته ربط المواد الاكاديمية بأنشطة عملية، كالبستنة، وإنشاء أكشاك لبيع الفاكهة والخضروات المنتجة، وتخطيط الأعمال التجارية الصغيرة، وحفظ الأغذية وإعدادها، وما الى ذلك. بالتالي، تكون الرزمة وسيلة لدمج الاهداف البيئية والمنهج الاكاديمي، بحيث تربط النظرية بالممارسة العملية”.
وختمت: “أخيرا، نتمنى من المسؤولين والوزارات المختصة دعم مشروع #حدائق عدن# المدرسية وتعميمه على جميع المدارس الرسمية والخاصة”.
زيدان
وتحدثت المهندسة نينا زيدان ومما قالته: “كم كنت سعيدة لمشاركتي في وضع رسومات وتفاصيل هندسية لإنشاء اول حديقة تثقيفية في مدرسة الايستوود كولدج والتي تهدف الى تعليم الطلاب أولا على انواع النباتات والمزروعات اللبنانية وثانيا والاهم هو تثقيفهم من خلال المحافظة على الثروة الحرجية والنباتية من خلال التوعية على الاهتمام بالبيئة ضمن اسس وقواعد تخصصية وتنظيمية”.
رضوان
أما رضوان فقال: “بداية، لا بد من شكر جميع الداعمين لبرنامج #حدائق عدن # ولاسيما وزير البيئة فادي جريصاتي ووزير التربية والتعليم العالي اكرم شهيب وسنعمل سويا في المستقبل في برنامج ال BOTANICAL GARDEN وهو مشروع نواة سنعممه عل كل المدارس اللبنانية الخاصة والرسمية وعلى كل البلديات بهدف المحافظة الفاعلة على البيئة المهددة بالانقراض وسنوقع ختاما على تعهد بهذا الخصوص يتضمن الآتي: “إنطلاقا من ايماننا العميق لإيجابية أبعاد برنامج “حدائق عدن”، للحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية النباتات البرية والذي يهدف الى خلق وعي بيئي وتربية خضراء وثقافة تفاعلية، نتعهد وبالتعاون مع جميع الشركاء في البرنامج، بتقديم الدعم المستدام لتعميم وتبني وتأييد نجاح برنامج #حدائق عدن# التربوي البيئي”.
جريصاتي
وألقى الوزير جريصاتي كلمة جاء فيها: “أود أولا أن أشير الى أنني وفي الاحتفالات التي اشارك بها اشكر الايادي البيضاء التي تساعد، اما اليوم فأود ان اشكر الايادي الخضراء GREEN HAND ونأمل ان تصبح كل الايادي في لبنان خضراء وان تقوم بالزراعة في هذا البلد لأننا في حاجة ماسة لهكذا امر. وأشكركم جميعا لأنكم كرمتموني من خلال دعوتكم لي ولكي اتعرف الى مدرسة “ايستوود كولدج” التي تربطني عائليا واشكر الذين تعبوا وعملوا لتحقيق هذا الحلم اليوم، وكم نحن بحاجة لأشخاص سباقين دوما في مجالهم كما الذين اسسوا لهذا المشروع ولصاحب المدرسة السيد خوري الذي تبنى الفكرة”.
وتابع: “أعتقد اليوم بعد نهار شاق ابدأه بتلقي الشكاوى العديدة مثل الصرف الصحي، النفايات في الوديان، اجد عملي غير مستحب، لأنه وفي البلدان الاخرى وحيث التقيت وزراء بيئة كثر ووجدت ان عملهم متنوع ومميز، اما انا فأتلقى يوميا نحو 140 رسالة “واتساب” او اكثر من الشكاوى وارد شخصيا على الجميع لحل كل مشكلة او ازمة، اما الحدث الذي أفضله على غيره هو عندما أزرع شجرا او عندما افتتح حديقة في مكان ما كما اليوم في الايستوود كولدج وهذا هو النور الوحيد في حياتي. وأود ان انوه بالجهد الذي بذلتموه لتحقيق هكذا مشروع الذي يمدني بالقوة لإكمال عملي والذي يجمل حياتي ويعدني بغد افضل بعيدا عن النفايات والمطامر وغيرها”.
أضاف: “نجتمع اليوم لافتتاح حديقة خضراء في مدرسة تضم الكثير من التلاميذ الذين سيتعلمون المحافظة على البيئة من خلالها، وبعد عودتي من واشنطن وعقدي لاجتماعات مع Gef التي تساعدنا في مشاريع بيئية كما حصلنا على مبلغ 5 ملايين دولار لصرفهم بين 2019 و2023، وهذا امر هام وجاد ونأمل ان نحقق من خلاله ربع بالمئة من احلامنا في الBiodiversity”.
وتابع: “أما المحميات الطبيعية فهي الامر الذي يستحوذ على تفكيري. وقد وعدت بأنني سأحافظ على الـ15 محمية الموجودة حاليا، وسأعمل على زياداتها. انه حلم وتحد شخصي بالنسبة الي، وسأعمل على تحقيقه، خصوصا ان لبنان بحاجة لحماية ال Biodiversity فيه، وطبعا لا يمكن اتمام هذه القضية الا بالتعاون مع التنظيم المدني والبلديات واتحادات البلديات. ولا شك اننا بحاجة للسدود ولشق الطرقات ولأي تطور عمراني، لكن في المقابل اننا بحاجة الى تنظيم هذا الوضع وجعل اللون الاخضر يدخل الى حياتنا اليومية”.
ووجه الشكر للايستوود كولدج وقال: “انها المدرسة الاولى التي ستربي أجيالها على حب الطبيعة والبيئة عن كثب لمعرفة قيمة ما يملكون. انتم اليوم في افتتاح حديقة عدن في مدرستكم ستغيرون حياة طلابكم وستبنون معهم من خلال الثقافة مستقبلهم، ولا يجب ان تصدقوا ان السياسيين يغيرون في المستقبل بل انهم يخربون اكثر مما يعمرون، ولا يوجد الا المدارس التي تبني الاجيال. وفي هذا الاطار، طلبت من الوزير اكرم شهيب ان نوقع مذكرة تفاهم بين وزارتي البيئة والتربية ورحب بذلك وتقريبا ستصبح الامور جاهزة، وذلك في هدف ادخال البيئة كمادة ثابتة ضمن المنهج الدراسي وتصبح اجبارية ولتتلقفها الاجيال الطالعة وهكذا يصبح لبنان بعد عشرين عاما بألف خير لأن جيلا كاملا يكون قد تربى على الاصول وكما يجب، وستشكل الثقافة اكبر جزء من حياته”.
وختم: “إن الطريقة السريعة للحفاظ على البيئة في لبنان هو من خلال تطبيق القانون وان ينال المخالفون العقاب اللازم لهم، وكذلك فإن حملات التوعية ضرورية، فعندما نظفنا الشاطىء اللبناني احدثنا فرقا كبيرا ونشكر الذين ساعدوا وكذلك الذين تفرجوا ولمسوا ان الكبار والصغار ساهموا في التغيير والتنظيف ولذا فعليهم عدم التسبب بالتلوث ورمي النفايات على الشواطىء او في البحر مرة ثانية، وستشهدون على حملات تنظيف تشمل كل المناطق اللبنانية خلال هذا الصيف، ننظمها مع متطوعين مشكورين وتشمل الانهار كالليطاني وغيره والجبال والاحراج؛ والامر الآخر الذي يحدث فرقا هو التعاون بين الجميع في سبيل الافضل وانوه بالعمل الذي حققتموه وافتخر بكل الايادي الخضر التي نفذت هذه الحديقة في مدرسة الايستوود كولدج لاسيما السيد زاهر رضوان الذي ابتكر فكرة الباص الحديقة المتنقلة لإيصال صورة الحفاظ على اخضرار لبنان وبيئته النظيفة للجميع ولاسيما الجيل الصاعد. إنها لمبادرة رائعة وطبعا ستكون لنا جولات كثيرة لاحقا معه”.
وختاما، إفتتحت الحديقة والتقطت الصور التذكارية وأقيم حفل كوكتيل للمناسبة.