لم يعد هناك من احباط نفسي بعد الان عند مرضى التصلب اللويحي بقفضل تقدم الطب في ابحاثه ليقفز مرض التصلب اللويحي نحو التقدم العلاجي حتى انتقل من مرض مستعصي الى مرض مزمن مما ساعد في ذلك برفع معنويات المريض خصوصا بعدما كان يصاب بحالة انهيار نفسي كلما شعر بفقدان الامل في العلاج وما ينتج عن المرض من تداعيات صحية. فقد اطلقت حملة توعية لشد العصب المعنوي فكان شعارها “ما ترفع العشرة ” بهدف نشر الوعي حول مرض التصلب اللويحي وتشجيع المصاب على عدم الإستسلام للمرض ومدّه بالأمل ليعيش حياة طبيعية مع اهمية متابعة حالته الصحية بشكل دائم مع الطبيب المعالج .خصوصا و انه بات يستهدف شريحة مهمة من عنصر الشباب في المجتمع اللبناني حيث يقدر عدد المصابين به في لبنان بحوالي 2400 شخص حسب ما جاء على لسان جمعية AIiSEP المعنية بحملة التوعية عن التصلب اللويحي كون المرض يشكل عبئا على المريض سواء من الناحية الإقتصادية أو كلفة الفحوصات السريرية، خصوصا عند تقدم المرض الذي من تداعياته الإعاقة والبطالة بعدما تبين ان 50% من المصابين بمرض التصلب اللويحي عاطلين عن العمل بعد 3- 10 سنوات من التشخيص المرض . ليبقى السؤال : ما هي ابرز الارشادات الصحية من الاطباء من ذوي الاختصاص لدعم المرضى المصابين بالتصلب اللويحي ؟
حصّن صحتك في التعرف عليه
ان مرض التصلب المتعدد المتكرر الإنتكاسي يعتبر من أكثر التصلب اللويحي شيوعا بحيث يطال نسبة 85% من المصابين منه خصوصا و انه مرض مناعي ذاتي مزمن يُصيب الجهاز العصبي المركزي وهو أكثر الأمراض العصبية شيوعا التي تسبب العجز لدى الفئة الشابة مما يكون السبب الرئيسي للإصابة بمرض التصلب اللويحي غير معروف حيث يعتقد أنه ناجم عن مهاجمة الجهاز المناعي للميالين (Myelin) فيعطل تدفق المعلومات إلى الأعصاب . كما وان أكثر الأعراض الشائعة بمرض التصلب اللويحي تكمن سواء في الإرهاق، الصعوبة في المشي، مشاكل في النظر، عدم وضوح في الرؤية، وخز وخدر في أجزاء مختلفة من الجسم، تشنج في العضلات، مشاكل في التوازن والتنسيق، مشاكل في التفكير او في التعلم مما بات يسبب مرض التصلب اللويحي إعاقة جسدية في عمر ال20 و ال25 لدى أكثر من 30% من المرضى. اما عن الفحوصات الطبية المعتمدة للتشخيص فتكمن في التصوير بالرنين المغناطيسي أو فحص الفقرات القطنية مقابل ذلك حسب ما جاء على لسان الاطباء من ذوي الاختصاص في العصبي انه لا يوجد علاج شاف حتى الآن لمرض التصلب اللويحي الا ان العلاجات المتوفرة تساعد في ابطاء مسار المرض و تطوره .
وصف الادوية عشوائيا و “ضايعة الطاسة” في العلاج
اهم ما شدد عليه الاختصاصي في الجهاز العصبي الدكتور سهيل جبيلي ل greenarea.info :”اذا كان يعاد الحديث اليوم عن مرض التصلب اللويحي و التركيز عليه اكثر من قبل نظرا للادوية الجديدة التي احرزت تقدما في علاج المرض الا ان الاهم في ذلك ان مفهوم التصلب اللويحي تغير بمعنى ان هذا المرض تحول من مرض مستعصي الى مرض مزمن و هذا مهم لانه بات يعطي الامل للمريض المصاب به كما وان فعالية العلاج تقدمت كثيرا بالاعتماد على استراتيجية متقدمة في التعامل مع التصلب اللويحي جعلتنا نستطيع ان نشخّص المرض في مرحلة مبكرة بمعنى عندما تعطى الادوية العلاجية مبكرا نستطيع بذلك ان نخفف من تطور المرض لذلك اهمية تزويد المريض بالامل هو ان مرضه لم يعد مخيفا كل ذلك يتوقف على اهمية حملات التوعية التثقيفية عن المرض لكي نشرح للناس مفهوم المرض بطريقة بالتشديد على الكشف المبكر و التشخيص الصحيح بشكل منطقي .”
و الجدير ذكره حسب ما جاء على لسان الدكتور جبيلي :”مؤسف ان هناك بعض الاطباء منهم متخصصين بالمرض و اخرين غير متخصصين يصفون الدواء العلاجي للمرض بشكل عشوائي مع العلم ان هناك قاعدة طبية في العلاجات من الضروري الرجوع اليها ضمن بروتولات طبية باختصار” ضايعة الطاسة”.”
التهاب المناعة و تكسير الخلايا العصبية
الاختصاصي في الطب العام و الوقاية الدكتور حنينا ابي نادر لgreenarea.info اعتبر: “ان هذا المرض يعمل التهاب مناعة يهاجم الجهاز العصبي مما يزيد من تكسير الخلايا العصبية مما يؤدي ذلك الى قلة في الحركة و يصيب العين لدرجة ان المصاب به لا ير بوضوح عدا انه يزيد من التعب النفسي الى حد الشعور في الانهيار النفسي كما و ان الشلل يبدا عند المريض على مراحل وليس بشكل فجائي حيث تكون العوراض تنميل في العضلات الى حد الشعوربألم كتير قوي و تعب جسدي كما انه لاحظنا كاطباء انه احيانا المريض المصاب بالتصلب اللويحي قد يصاب في داء الصرع فضلا عن انهيارعصبي زضعف الذاكرة. اما بالنسبة للعلاج فهو على نوعين الاول يساعد المناعة والثاني لعلاج المرض وعوارضه.”
يصيب الاطفال انما ليس وراثي
في المقلب الاخر ابرز ما اوضحته الاختصاصية في الاعصاب للاطفال الدكتورة روز ماري بستاني ل greenarea.info: “لا شك ان الكبار يصابون بمرض التصلب اللويحي اكثرمما هو عند الاطفال حيث ان الاصابة به غير معروفة و بعدد قليل كما وان ان هذا المرض ليس وراثيا بل يتواجد عند بعض العائلات من دون معرفة السبب لذلك كل ما نعلم به ان الذي عنده مشلكة في المناعة الذاتية يصاب به قد يطال الاطفال في عمر ثلاث سنوات و الاهم في ذلك اننا لم نواجه مثل هذه الحالات المرضية عنه في لبنان الا قليل منها الا انه ما يجب معرفته ان المرض لا يجب تركه من دون معالجة عند الاطفال الذي يصيبهم بقوة ليعاد الاصابة به عند الكبر لذلك نشدد على الكشف المسبق والتشخيص الصحيح حيث يخف عندها المرض عند مرحلة البلوغ .”
الانهيار العصبي من وراء الاصابة بالمرض
من جهة اخرى رأي الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور شارل بدورة لgreenarea.info :” ان الازمات النفسية التي يصاب بها المريض بالتصلب اللويحي نتيجة تأثره نفسيا بالمرض بعد الاصابة انما ليس هو السبب للمرض كون التصالب اللويحي يؤدي بالمريض الى الاصابة على سبيل المثال في انهيار نفسي لذلك الذي ياتي الينا كاطباء نفسيين ليس لانه عنده تصلب لويحي بل لانه مصاب في انهيار نفسي من وراء مرضه ام يكون عنده استعداد للاكتئاب .”
