يتجلى مبدأ ” اللا عدالة” في كثير من أوجه الحياة الإجتماعية والإنسانية وحتى الحيوانية وعلى مختلف الأصعدة. وفي ظل الإختلاف السائد حوله إلا أن الواقع يكمن في أن الفقير هو دائماً ما يدفع الثمن الأغلى، ففي تأزم الأوضاع الإقتصادية يجوع الفقير دون الغني، في الطبابة والتعليم يتأثر الأوّل دون أن يتوتّر الثاني حتى، في حين انه في مجمل الحياة يشقى الفقير بينما يولد معظم أولاد الأغنياء وملعقة الذهب في أفواههم!!

يبدو أن هذه اللا عدالة تمدّدت لتطال تداعيات الإحترار المناخي التي يدفع ثمنها الفقير قبل الغني!!

فقد أظهر تقريرحقوقي  أعده مقرر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الخاص لشؤون الفقر المدقع فيليب ألستون، أن العالم في طريقه إلى فصل مناخي يشتري فيه الأغنياء خلاصهم من أسوأ تداعيات ارتفاع درجات حرارة الكرة الأرضية بينما يتحمّل الفقراء العبء الأكبر.

وقال التقرير إنه من المفترض أن يلعب قطاع الأعمال دورا حيويا في التعامل مع التغير المناخي غير أنه لا يمكن التعويل عليه في رعاية الفقراء.

وأشار ألستون في تقريره إلى أنه “من الممكن أن يؤدي الإفراط في الاعتماد على القطاع الخاص  إلى سيناريو يقوم على الفصل المناخي الذي يدفع فيه الأثرياء ثمن الإفلات من الحر الشديد والجوع والصراعات بينما تتبقى المعاناة لبقية العالم”.

واستشهد بالفئات الضعيفة من سكان نيويورك  التي أصبحت بلا كهرباء أو رعاية صحية عندما اجتاح الإعصار ساندي المدينة في 2012 في حين كان مقر (بنك الاستثمار) جولدمان ساكس محميا بعشرات الآلاف من كتل الأسمنت ومولد الكهرباء الخاص به.

ولفت التقرير إلى أن الاعتماد الحصري على القطاع الخاص للوقاية من الطقس الشديد وارتفاع مستوى البحار “سيؤدي إلى انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان وتلبية احتياجات الأثرياء وإهمال الفقراء”، وفق ما نقلت “رويترز”.

وأوضح التقرير أنه “حتى في ظل أفضل السيناريوهات سيواجه مئات الملايين انعدام الأمن الغذائي والهجرة القسرية والأمراض والوفاة”.

وانتقد التقرير الحكومات لأنها لا تبذل جهدا يذكر بخلاف إيفاد المسؤولين إلى المؤتمرات لإلقاء ”الخطب المتشائمة“ رغم أن العلماء ونشطاء المناخ يدقون أجراس الإنذار منذ السبعينيات.

وقال ألستون في التقرير ”يبدو أن المؤتمرات على مدار ثلاثين عاما لم تحقق شيئا يذكر. فمن تورونتو إلى نوردفيك ومن ريو إلى كيوتو إلى باريس تشابهت العبارات المستخدمة بدرجة مذهلة بينما تواصل الدول تأجيل الحسم“. وأضاف ”سارت الدول خلف كل تحذير وتحول علمي، وما كان يعتبر في وقت من الأوقات ارتفاعا كارثيا في درجات الحرارة أصبح يبدو الآن وكأنه أفضل السيناريوهات“.

ومنذ 1980 بلغ عدد الكوارث المناخية التي منيت بها الولايات المتحدة وحدها والتي تبلغ خسائرها مليار دولار أو أكثر 241 كارثة بخسائر إجمالية 1.6 تريليون دولار.

هذه الكوارث التي يعيشها العالم كله ومنه أميركا التي يرفض زعيمها الإعتراف بمعضلة العصر ألا وهي أزمة التغيرات المناخية التي قضت فعلاً على معظم موارد الأرض الطبيعية ، الأمر الذي بات ينذر بكوارث لا تحمد عقباها، والتي سيتحمّل تداعياتها الإنسان الفقير ّ

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This