أعلن وزير البيئة فادي جريصاتي أن “مذكرة تفاهم ستوقع بين وزارة البيئة ووزارة التربية في الاسبوع المقبل، لكي تصبح التربية البيئية مادة مفروضة ضمن المنهج الدراسي في كل المدارس الخاصة والرسمية، فلبنان يستحق ان نضحي لاجله، ولا تفقدوا الأمل”.
أضاف: “نحن اليوم أمام تحد كبير مع البيئة، فهناك فئة من الناس تزرع الأشجار ومنهم من يقطعها، ومن الناس ايضا من تكافح لتصلح الجبال، ليعود آخرين إلى تخريبها، ومن بيننا اناس ممن يناضلون لتنظيف شاطئنا وبحارنا، ومنهم من يلوثها ويغتصب بيئتنا كل يوم”.
كلام جريصاتي جاء خلال رعايته احتفال التخرج الثامن والستين للثانوية الانجيلية في زحلة التابعة للسينودس الانجيلي الوطني في سوريا ولبنان، في حضور الوزير والنائب السابق ايلي ماروني، النائب السابق شانت جنجنيان، رئيس بلدية زحلة المعلقة وتعنايل المهندس أسعد زغيب، راعي الكنيسة الانجيلية المشيخية في زحلة القس رمزي ابو عسلي، راعي أبرشية زحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، مطران زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الارثوذكس انطونيوس الصوري ممثلا بالاب مارون جبور، رئيس المنطقة التربوية في البقاع يوسف البريدي، مديرة المدرسة كريستين داود الريس، أمين سر لجنة الشؤون التربوية في السينودس الانجيلي الوطني في سوريا ولبنان جوني عواد، رئيس لجنة الاهل جان داود وممثلي نقابة المعلمين في البقاع ومدراء جامعات ومدارس ورجال دين وراهبات وأهالي الطلاب.
وتوجه وزير البيئة الى الطلاب: “لا تفقدوا الامل بالغد الافضل. لا تيأسوا وتمسكوا بالامل، فتغيير لبنان يأتي على ايديكم. أنتم أعطيتم أفضل سلاح وهو التربية. انتم قادة المستقبل، واطلب منكم ان تغربتم بألا تنسوا لبنان. اينما كنتم تستطيعون مساعدة هذا البلد الصغير الكبير الذي اعطاكم الكثير. اما انتم ايها الاهل، فلا تشعروا بالحزن ان غادر اولادكم الى الخارج، إذ هذه رسالة لبنان الدائمة منذ مئات السنين، فلبنان لديه اغتراب يمثل ثلاثة او أربعة أضعاف عدد سكانه، لكن الاهم هو الا يقطعوا الصلة بينهم وبين لبنان”.
أضاف: “ما لفتني في هذه المؤسسة التربوية العريقة هو التنوع الذي يشبه مجتمعنا من طبقات واديان ومذاهب، فصورة لبنان الحقيقية تتجلى في هذه المدرسة”.
ونوه بدور كشاف زحلة الاول، لكونه كان جزءا من هذا الكشاف لمدة عشر سنوات وتعلم منه حب الارض والبيئة والطبيعة، معتبرا اياهم “نواة الجيش البيئي” الذي اطلقه وستظهر نتائجه قريبا على الارض، متمنيا ان “تثمر الشراكة نتائج مع المدرسة والكشاف وكل فرد فيكم”.
ونوه بدور مديرة المدرسة من خلال “الارتقاء بهذه المؤسسة بفضل جهودها ومشاريعها الحالية والمستقبلية، فهي القائدة المستحقة لهذا اللقب بجدارة”.
وختم: “في البيئة هناك تحديات كبيرة، لكن إن طبقنا القانون وعاقبنا المرتكبين وقمنا بحملات توعية كالتنظيف ومكافحة الرمي من شبابيك السيارات، نستطيع استعادة لبنان الاخضر، فهذه العادات السيئة علينا مكافحتها لكنها بحاجة الى الوقت والصبر، لأن عادات المجتمع السيئة لا تتغير بين ليلة وضحاها، وانا وحدي لا استطيع ان احقق النجاح، بل معا نستطيع. انتم كلكم وزارة بيئة اليوم، ونستطيع التغيير انا وانتم معا”.
الاحتفال
وكان بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني ونشيد المدرسة وكلمة لعريف الاحتفال حليم كرم، ثم أشارت الريس إلى أن “مناسبة عظيمة تجمعنا اليوم تحت كنف هذا الصرح التربوي العريق، لنكون شاهدين على تخرج دفعة جديدة من أولادنا”، وشكرت جريصاتي “ابن زحلة، هذه المدينة التي ما اعتادت إلا العطاء، وبيئتنا اليوم تحتاج أمثالك وكانت لنا الفرصة هذه السنة أن تتلاقى أهدافنا البيئية، إذ تسعى مدرستنا إلى أن تكون بيئية بامتياز”.
بدوره عدد عواد القيم التي تسير المدرسة على خطاها وتتبعها كنظام، وقام بمراجعتها مع الطلاب وان كان تم تطبيقها في المدرسة، مطالبا اياهم ب”إضافة قيمة جديدة الى جانب الاهتمام بالبيئة وهو ان نتحلى بالجرأة لنقف ونعترف بالخطأ”.
وكان عرض وثائقي مصور من اعداد المربية باربارا برو ومن اخراج نيكول خياط ورئيسة نادي البيئة في المدرسة روزين مطلي ومن تنفيذ طلاب المدرسة عن اتباع الثانوية الانجيلية مبدأ فرز النفايات ضمن الحرم المدرسي وداخل الصفوف والتشجيع على استعمال الاكياس المصنعة من الخام عوضا عن النايلون، وأطلقت حملة “say no to plastic bags” التزاما للقرار الصادر عن وزارة البيئة.
ختاما، تسلم الخريجون والخريجات شهاداتهم وتسلم المتفوقون المنح والدروع. وأقيم عشاء لجريصاتي في حضور المديرة وأسرة المدرسة.