انطلقت في نقابة المهندسين في بيروت أعمال ورشة العمل التدريبية الزراعية الاقليمية الاولى عن “تشخيص ومكافحة وتدابير ادارة بكتيريا Xylella fastidiosa التي ينظمها الفرع السابع في نقابة المهندسين في بيروت، بالتعاون مع المعهد المتوسطي الزراعي في باري ايطاليا CIHEAM-BARI ومصلحة الابحاث العلمية الزراعية في لبنان.

ورعى الورشة وزير الزراعة الدكتور حسن اللقيس وشارك فيها والمدير العام لوزارة الزراعة المهندس لويس لحود، نقيب المهندسين في بيروت المعمار جاد تابت، منسق مشروع CURE- Xf الدكتور مارون المجبر، رئيسة الفرع السابع في النقابة الدكتورة ميشلين وهبه، وممثلون لمركز الابحاث العلمية الزراعية في لبنان وكليات الزراعة في جامعات من لبنان واعضاء مجلس النقابة وحشد من المهتمين والمهندسين والمتدربين والطلاب.

اللقيس
والقى الوزير اللقيس كلمة قال فيها: “يسعدني أن أرحب بكم جميعا، وأن أشكركم على تلبية الدعوة، للمشاركة في الدورة التدريية الإقليمية، لأن في ذلك دليل على اهتمامكم بالموضوع، وتحسسكم بالمسؤولية لمواجهة هذا المرض الخطير، الذي بدأ يدق باب منطقتنا، ونخشى، في حال وصوله، أن يهدد بعض الزراعات الرئيسية التي يعتمد عليها المزارعون في حياتهم، وتشكل دعامة للاقتصاد الوطني”.

أضاف: “عندما تم تسجيل ظهور مرض Xylella fastidiosa للمرة الاولى في منطقتنا الأورو- متوسطية على أشجار الزيتون، هذا المرض الشرس الذي يؤدي إلى التدهور السريع للأشجار المصابة، وإلى موتها لاحقا، دقت وزارة الزراعة ناقوس الخطر، منعا لوصوله إلى لبنان، وحركت فرقها العاملة في المناطق اللبنانية التي يخشى أن تكون معرضة له، وعملت على تكثيف المراقبة، واتخاذ الخطوات الوقائية منه، وبالسرعة اللازمة، لأنه مرض لا يرحم، ولا يحتمل الانتظار أو الإهمال”.

وأشار الى ان “هذا المرض الخطير الذي يمكنه أن يصيب محاصيل استراتيجية أخرى في المنطقة، له تأثيرات سلبية على المحاصيل الأساسية، وبالتالي على الاقتصاد، والبيئة، والحالة الاجتماعية للمزارعين، واستدامة الموارد”.

وتابع: “تداركا لنتائجه الكارثية، قام فرع وقاية النبات في مصلحة الابحاث العلمية الزراعية، ومصلحة وقاية النبات في المديرية العامة للزراعة، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة FAO، عبر مشروع “تعزيز القدرات لمنع دخول وانتشار بكتيريا XYLELLA FASTIDIOSA، المسببة لمرض التدهور السريع لأشجار الزيتون في دول الشرق الادنى وشمال افريقيا”، ومعهد “CIHEAM- BARI” عبر مشروع “CURE X”، بجهود كبيرة لتنفيذ مسح ميداني لعوائل تلك البكتيريا مع ناقلاتها من الحشرات، بالإضافة الى تدريب الكوادر الفنية في الوزارة، ومصلحة الأبحاث العلمية الزراعية، وتبادل الخبرات، ودعم كادر المختبرات لتنمية القدرات الفنية للمتابعة الحقلية”.

وختم: “اليوم، يستكمل هذا الجهد الذي يكتسب طابعا وقائيا وعلميا في غاية الدقة، بهذا البرنامج التدريبي الإقليمي، الذي نتطلع أن تكون نتائجه مثمرة من أجل تقويم وتحديث الوضع الصحي للزراعات الاستراتيجية التي من الممكن أن تصاب بهذه البكتيريا الخطيرة، وبناء القدرات حول سبل إدارتها”.

تابت
وتحدث النقيب تابت فأعرب عن سعادته “لافتتاح هذه الورشة المتقدمة لثلاثة أيام، والتي ستبحث وتعالج في قضايا تتعلق بالزراعة وآفاتها، وخصوصا بكتيريا تصيب النباتات وتحديدا شجرة الزيتون وتسمى Xylella fastidiosa”.

ونوه بـ”الدور المميز الذي تؤدونه في التنسيق المتواصل والدائم بين الفرع السابع في نقابة المهندسين في بيروت و CIHEAM-BARI ووزارة الزرعة ومركز البحوث الزراعية على هذه النشاطات التي تعالج القضايا الزراعية وتتابعها بدقة وعناية لما فيه مصلحة الزراعة اللبنانية”.
وقال: “لن ادخل في التفاصيل التقنية لهذه البكتيريا، لكنني اريد ان اؤكد انه لا بد من التعامل مع هذه الحالات بالمسؤولية الواعية والخبرات المحلية والعالمية لنقي شجرنا ونباتنا الآفات التي تقضي على المحاصيل وتؤثر تأثيرا مباشرا على الواقع الزراعي العام”.

واشار الى “ان التخوف والصعوبة يتضاعفان مرات عدة بالنسبة إلى شجرة الزيتون، بالمقارنة مع المزروعات الأخرى، بحيث ان شدة الإصابة وسرعة انتشارها لا يتركان مجالا كافيا للقيام بمكافحة ناجعة. وهو ما تابعته عندما كنت في فرنسا وسمعنا ما حصل في ايطاليا من فتك هذه البكتيريا بأكثر من 11 مليون شجرة زيتون، وفي ظل هذا التهديد الخطير والتخوف من انتقال العدوى على نحو مستفحل الى مزارع بلادنا”.

وأضاف: “بازاء هذه التحديات التي لا تقل خطورة عن اي الاخطار الاخرى، فان نقابة المهندسين، ومن خلال الفرع السابع، وبالتنسيق مع كل المنظمات المعنية، على استعداد للانطلاق بورشة مفتوحة في النقابة، وما نراه اليوم هو اول الغيث، لان بذلك حصانة للأمن الاجتماعي والاقتصادي والمتابعة، بحيث إن أول ما يمكن القيام به هو تدعيم المصالح المختصة في وزارة الزراعة بالإمكانات البشرية والمادية والمالية حتى تقوم بمراقبة دقيقة وصارمة في الحقول والمزارع وخصوصا لشجر الزيتون، وتتهيأ لكل الاحتمالات بما فيها من عمليات تشخيص سريعة للبكتيريا وحشراتها الناقلة، ومن الاستئصال الواجب القيام به عند اكتشاف المرض داخل حقولنا، وكذلك من تحضير للمهندسين والتقنيين اللبنانيين وتدريبهم على سبل التعامل مع المرض”.

وتابع: “يجب في نطاق الاستراتيجية الوطنية المتكاملة عند ظهور المرض في لبنان القيام بحملات لدى المزارعين حتى يتدخلوا بمداواة كثيفة ضد الحشرات الناقلة للمرض وإتلاف الأعشاب الضارة التي قد تؤوي هذا المرض وحرق الأشجار المصابة وغير ذلك من العمليات التي تحد من انتشار العدوى بالبكتيريا”.

وختم: “حسنا فعلتم في الاجتماعات والورش الدورية، وأنتم اهل العلم والخبرة والقدرة على المعالجة، فشكرا لكل من ساهم في التحضير لهذه الورشة العلمية، واخص بالشكر زميلتي النشيطة رئيسة الفرع السابع الدكتورة ميشلين وهبه على عنايتها ومتابعتها المتواصلتين”.

لحود
وحدد لحود “أربع نقاط: أولا ان التعاون مع CIHEAM-BARI ليس جديدا، نكرس هذا التعاون بتوجيهات معالي الوزير وما ورشة التدريب اليوم الا احدى نشاطات التقنية من CIHEAM-BARI للمهندسين الزراعيين. ونشكر نقابة المهندسين على احتضانها لهذه الورشة العلمية كي يتجنب لبنان ويحترس من بكتيريا Xylella fastidiosa.

ثانيا – لقد اجرينا مسحا شاملا عبر مصلحة زراعة الجنوب والنبطية ومصلحة وقاية النباتات في الشمال عبر اخذ عينات دورية وتحليلها في المختبرات المعنية والكشوفات الدائمة.

ثالثا – يحاول مركز الابحاث الزراعية اجراء التحاليل اللازمة عبر الدكتور ايليا يشوعي ومستعدون لإجراء هذا الموضوع ومتابعته.

رابعا – اطلب من المتدربين ان يبذلوا جهدا لكي يكونوا مجهزين بالمبيدات ويتحضروا ليكون العنصر البشري جاهزا لمكافحة هذه البكتيريا بالمبيدات”.

المجبر
بدوره، أكد المجبر “التزام CIHEAM-BARI تجاه لبنان في كل ما تمتلكه من امكانات خصوصا على مستوى التدريب الزراعي ليس في ما خص الزيتون فحسب انما في ما خص كل الزراعات في لبنان، ونحن سنعمل بتوجيهات معالي الوزير على المستوى الوطني اللبناني للتصدي لأي آفة والمساعدة في المجالات الزراعية التي يطلبها منها”.

وتناول تفاصيل اعمال المركز على المستوى الاقليمي، شاكرا “لحجم التعاون مع وزارة الزراعة ونقابة المهندسين بفرعه السابع وكل ساهم ويساهم في انجاح هذه الورش التدريبية على المستويات كافة”.

الورشة
واستمرت الورشة 3 أيام، تناول فيها الخبراء الاجانب واللبنانيون “سبل تشخيص الآفة وإدارتها والوسائل المعتمدة في المكافحة، وعرض بكتيريا Xylella fastidiosa التي ضربت 11 مليون شجرة زيتون في ايطاليا، وظهورها في بلدان اوروبية أخرى مثل فرنسا واسبانيا والبرتغال وغيرها، ونقل المؤتمرون الخبرات الايطالية والاسبانية والبلجيكية الى لبنان عبر ورش تدريبية للمهندسين الزراعيين والتقنيين والمزارعين، للعمل على مكافحة هذه الآفة البكتيرية والحد من انتشارها في أشجار الزيتون وغيرها من المزروعات”.

وانتقل المشاركون، في اليوم الرابع، الى مختبرات فرع وقاية النبات في تل عمارة بإدارة الدكتور ايليا الشويري واشرافه، التابع لمصلحة الابحاث العلمية الزراعية والمتخصص والمعتمد من وزارة الزراعة لتشخيص بكتيريا X. fastidiosa، لتطبيق سبل تشخيص هذه الآفة.

وفي اليوم الأخير، نظمت ورشة العمل رحلة ميدانية إلى جمعية تعاونية دار بعشتار في الكورة.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This