يوم حمل المحامي الراحل نعمة جمعة هموم ناسه وقارع الإقطاع بالقلم والحجة وزرع أول مسمار في نعش النظام المقاطعجي من الجنوب إلى الشمال ووحقق عاميته الخاصة، باعثا انتفاضة انطلياس من رميم الذل والخنوع والهوان، كان ثمة من يمسح حذاء مخصيٍّ عتيد وعنيد تكرش دون “صدف بحري حتى غدا بلا رقبة” (التعبير لمظفر النواب)، ويوم كتب مذكراته في معتقل أنصار كان يعري الخانعين والسفلة وما دون، ويوم نجا من محاولة اغتيال كان يشهد بالحق ويتشهد بكرامة ناسه وأهله، ويوم قاد مع شرفاء ومعتقلين محررين من السجون العدوة والصديقة نضالا في سبيل كرامة الإنسان من على منابر العالم كان ثمة من يهذي ويدعم ويسوِّق لعميل بجرم مشهود.
لن نتحدث أكثر ونقول ما يفضح، فـ “إذا ابتليتوا بالمعاصي فاستتروا”، لكن أن تتعرض كريمة نعمة جمعة المحامية بادية جمعة للاعتداء بالضرب والشتم بأقذع الألفاظ، فذلك يستدعي إعادة النظر والاعتبار بكل منظومة القيم السياسية والاجتماعية والأخلاقية “إن بقيت”، خصوصا وأننا نعيش انهيارها.
يأتي هذا التعدي سافرا وناقص عقل ودين ودنيا، في مجتمع يعلِّي الذكورة إلى مراتب أنصاف الآلهة، آلهة تتناكح وتنجب وتتكاثر، مجتمع قاصر متكئا إلى موروثات جائفة نتنة نعيش بين ظهرانيها مع الرائحة السائبة في وهم رجولة خائبة أبدا.
لا يهم من اعتدى فهو أنى علا شأنه أو انحدر يظل تفصيلا بلا قيمة، لا لون لا طعم ولا رائحة.
باديا جمعة خافوك فصغروا، امتشقي الحق فلك من إرث المناضل نعمة جمعة ما يشفع لتكوني عزتنا وكرامتنا.
