عندما تتشوه صورة الاهل في تربية اولادهم فاي جيل سيتحضر؟ واي مجتمع سيكون بعيدا عن القيم الاخلاقية ؟ والدليل على ذلك اننا بتنا نجد اطفالا مدمنين ليس فقط على ادوية الاعصاب انما على النرجيلة. والاخطر في ذلك  ان بعض أهاليهم يحفزونهم على ذلك مثلما حصل مؤخرا عندما اتت احدى السيدات الى احدى المدارس حاملة معها النرجيلة الى ابنتها  خلال الامتحانات الرسمية لتدفعها الى تنشقها كي تتنهي امتحانها بشكل جيد وهنا علت الصرخة نتيجة  غياب الوعي مثل هكذا اهل في اعطاء هذا السم الى رئة اولادهم واي مثل سيعطى لهم. والاغرب ايضا عندما تترك مجموعة من الاطفال يدخنون النرجيلة في احد المطاعم  دون رقابة عليهم حول ما يجري .فاي دورالاهل في ترك اولادهم لهواهم ؟  فهل  نحن بتنا امام اهل عديمي المسؤولية  الى حد تحفيز اطفالهم على النرجيلة  بالتالي الاصابة في السرطان  وراء انتشار هذا السم المنتقل ؟ هل يصح القول ان صورة الاهل سقطت في تحمل تربية اولادهم على نحو صالح ؟ وما السر في ذلك ؟ وكيف يفسر اهل الاختصاص في علم النفس والاجتماع هذه الاسباب الظاهرة ؟

الاخطر ان الصح بات خطأ

كلنا نعرف ان الاطفال يتأثرون باهلهم كونهم المثل الاعلى لهم فمثلما يتصرفون يقلدونهم، تحدث عن ذلك الاختصاصي في  العلاج النفسي الدكتور ميسرة سري الدين عبر ال greenarea.info  :”في السابق عندما تدخن  المراة  على الطريق  نعتبر ذلك عيبا  اما  اليوم فبات مسموحا  ليس فقط التدخين بل النرجيلة والاخطر عند الاطفال مع العلم  انها تؤدي الى سرطان الرئة وهنا الخطورة في ذلك . كما و انه كان هناك حشمة و احترام القيم في زمن الاجداد  اما اليوم فبات الانفلات الاخلاقي مسموحا  بمعنى صار  الخطأ مسموحا . امام هذا الواقع اي  مجتمع نسير به والدليل على ذلك ما قامت به احدى الامهات  تجاه ابنتها التي اعطتها النرجيلة خلال  الامتحانات الرسمية مع العلم ان الام  لها دور مهم  في تربية اولادها وتوعيتهم اي انها القدوة لهم و للاسف هذا لم يحصل مما بتنا نتخوف ان نصل الى عصر الانحطاط في الاخلاق والسلوكيات واتباع العادات الخاطئة كالادمان على  النرجيلة الى ادوية الاعصاب الى  الانخراط  في عالم المخدارات وهذا الخطر بحد ذاته حيث بات كل شيء مسموحا دون ضوابط. مما نشدد على  اهمية تحفيز التوعية على كل الاصعدة ليس فقط  في معرفة الاهل تربية  اولادهم بل  في تعليمهم بالتصرف الصحيح تجاه مغريات الحياة دون الوقوع بها .”

اضاف الدكتور سري الدين :” ان  الخطورة التي نواجهها  تكمن  في ان  السيجارة  كانت ممنوعة عند الصغار واليوم  بتنا  نراها في امّ العين  بين ايديهم والاخطر في ذلك النرجيلة  التي بات تواجدها في كل الامكنة عدا  التشجيع  على الحشيشة  مع هذا كله اي مجتمع  سنصل اليه  مع هذا التدهورالاخلاقي مما يعني  اننا دخلنا  في مرحلة من انقراض الحضارة  تدريجيا  خصوصا من ناحية تراجع القيم فاين كنا منذ 40 سنة واليوم  اين اصبحنا حيث ان  العالم يتقدم الى الامام اما  نحن فنسير الى الوراء كل ذلك بسبب غياب التوعية واذا استمرينا على  هذا  المنوال من الانحطاط يصبح فيه الخطأ صح  ومعترف فيه فلا شك اننا سنتجه الى المجهول الاخطر.”

الجهل ثم الجهل

اما الاختصاصي في العلاج النفسي الدكتور احمد عويني  الذي فسر عن خلفيات سوء القيادة عند الاهل و مايجب فعله  مع اولادهم  مما قال عبر ال greenarea.info:”هناك عدة عوامل تدفع بالناس الى النرجيلة  بعد أن  كانت مخصصة  في السابق للكبار وبطريقة جدا محدودة وفي مناسبات معروفة الا ان  تمّ تحفيزها اكثر اليوم كونها مربحة وبات  جيل  باكمله  مدمنا عليها يعتبرها انها   طبيعية  من دون معرفة اضرارها الصحية التي مازالت بعيدة عن مفهوم معظمهم  والدليل  صرنا نرى اولاد تدخن و على سبيل المثال عندما تم انتشار على مواقع التواصل الام التي اخذت النرجيلة  كي تهدء اعصاب ابنتها في الامتحانات الرسمية التي كان  يجب ان تتعاقب وتتتوقف في السجن لوقت معين الا انه ليس هناك اي ادراك  ان النرجيلة تسبب السرطان بل يصر البعض  على نشر صورهم مع النرجيلة على مواقع التواصل على ان هذا الامر طبيعي ومعاصر بكل فخرالى حد التباهي بها و للاسف هناك تشريع  وقانون  لمنع التدخين  انما لا يطبق  لذلك  مطلوب اليوم توعية مكثفة للاهل والطلاب معا لتفادي هذه الافة الاجتماعية .” الجدير ذكره حسب ما قال الدكتور عويني :”  ان ادمان  الاطفال على ادوية الاعصاب ليست في النسبة نفسها مثل  النرجيلة  مع العلم  ان هذه الاخيرة يعلمون بمضارها الا ان  هذا  الجهل في انتشارها عند كل  الطبقات الاجتماعية  يتطلب حلا سريعا في التشريع والتوعية وتطبيق القانون .”

سوء القيادة

من جهة اخرى علق الاختصاصي في طب الاطفال الدكتور برنار جرباقة  ل greenarea.info حول التداعيات النفسية والصحية على الاطفال عندما يكون الاهل عديمي المسؤولية مما قال:” ان ما نعانيه اليوم اننا نعيش في مجتمع مريض  نفسيا  يدفع بالاطفال الى  الادمان سواء على  ادوية الاعصاب ام على  التدخين بكل انواعه كالنرجيلة التي  تزيد في انتشارها ليس فقط  عند الكباربل عند الصغار والاسوأ عندما نجد الاهل هم المحفز الاول  الى هذه العادات السيئة كون الصغير يقلد الكبير كما حصل عند الام  التي  اتت بالنرجيلة  للابنتها قبل اجراء الامتحانات الرسمية. هنا الخطورة بعين ذاتها كوننا  لا ندري ماذا في محتوى النرجيلة وهذا يدل بكل اسف ان الاهل غير واعيين لهذه المخاطر الصحية على الاطفال   حيث يتم تعليم الاطفال على التدخين وسوء القيادة والكحول والنرجيلة والتدخين على شكل  بخار مياه  ايضا .من هنا نقول  اما الاستثمار في الاولاد او نزينهم  لان الذي يحصل اليوم ظلم على الاطفال من الناحية الصحية حيث القيم الاجتماعية الى تراجع مما يهدد ذلك طبيعة الاسرة.”

مجتمع لبناني قبلي

الى رأي الاختصاصي في علم الاجتماع الدكتور عبدو قاعي الذي اسف الى المرحلة السيئة التي وصلنا اليها في المجتمع اللبناني من تفكك مما  قال  لgreenarea.info :” ما نلاحظه  ان الناس متواطئين مع حكامهم بمعنى  ان المجتمع اللبناني مازال مجتمعا بدائيا مع التشديد على كلمة بدائي اي  مازال اولي نحو انعطاف مع  الحالة القبلية اي لم يعد هناك  اي شيء من الحضارة الانسانية بل عاد الانسان الى حالته البدائية متاثرا بالعواطف البدائية مما يعكس ذلك حتى في التربية ولهذا نشدد ان يكون للاهل مدرسة لتعليمهم  في كيفية تربية اولادهم   نظرا لسوء التربية  التي يتلقونها من اهاليهم فاذا  شئنا ان نعيد الشباب الى المواطنة فسيأخذ وقتا اطول كون تربية  اهلهم  مرتكزة على الصياغة القبلية  كل ذلك لاننا تركنا لوحدنا  لم يعد هناك تربية انسانية وطنية  وعلمانية اي لم يعد هناك  تنشئة وامل  في النهوض مجددا مما لا بد من اعادة صياغة للانسان  لان الذي يحصل غير مقبول بتاتا .”

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This