ترأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري قبل ظهر اليوم في السراي الحكومي اجتماعا حضره الوزراء: علي حسن خليل، محمود قماطي وفادي جريصاتي ورئيس اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية محمد ضرغام، رئيس بلدية الغبيري معن خليل، رئيس بلدية حارة حريك زياد واكد، رئيس بلدية برج البراجنة عاطف منصور، رئيس بلدية المريجة سمير ابي خليل، نائب رئيس بلدية الشويفات شديد حنا، يخصص لبحث موضوع مكب كوستا برافا.
وقال الوزير قماطي بعد الاجتماع: “كان الاجتماع جيدا وايجابيا، وجرى البحث في مشكلة الكوستا برافا بعمق، والاهم أن لا خلفية سياسية لهذه المشكلة على الإطلاق، وهي ليست في أي اطار سياسي. وهذا الموضوع كان موضع بحث طوال الفترة الماضية وقبل أي تطور سياسي كان الموضوع بين اتحاد بلديات الضاحية والحكومة وأنا شخصيا أبلغت الحكومة هذا القرار قبل شهرين بأنه موضع تنفيذ وسيصبح قريبا،أي الموضوع الذي أعلنه اتحاد بلديات الضاحية. لذلك الموضوع قديم وتم تأجيله وليس مرتبطا بأي استحقاق سياسي”.
أضاف: “تم التأكيد في الاجتماع ان كل اهل المناطق المستفيدة من مطمر الكوستا برافا، سواء أكان في جبل لبنان الجنوبي او جبل لبنان الشمالي او بيروت او الضاحية او بعبدا، كل هذه المناطق هم اهلنا، ونحن لا نقبل ان يصيب الضرر احدا، الخطوة هي بالوصول الى الحلول الجذرية لمشكلة النفايات في لبنان انطلاقا من اتحاد بلديات الضاحية. ما حصل ان المشكلة بدأت تطرح بجدية وبعمق على مستوى لبنان، وفي اللجنة الوزارية التي عقدت بالامس والمخصصة لموضوع معالجة النفايات الصلبة وبعد قرار اتحاد البلديات، لا اقول ان الحكومة لم تكن مطلعة ومهتمة بالموضوع بل كانت مهتمة، وانا على اطلاع بكل المشاريع التي طرحها وزير البيئة مشكورا وغيره من الوزراء، ولكن هذه الخطوة دفعت الاهتمام والسرعة للوصول الى حل اسرع ومعالجة النفايات في كل لبنان وعلى نار حامية”.
وتابع: “كان الاجتماع ايجابيا والاخوة في اتحاد البلديات كانوا متجاوبين جدا، وهم طرحوا هذه المشكلة بكل أسبابها البعيدة كليا عن السياسة وكان هناك تفهم لهذه الخطوة، وطرحت خارطة طريق للحل، ليس للضاحية الجنوبية والشوف وعاليه فقط او بعبدا او كسروان او الشويفات بل لمشكلة النفايات في لبنان ومنها موضوع الكوستا برافا. هناك الحل الجذري سيبحث في اسرع وقت ويبدأ العمل به، كذلك هناك الحل الموقت، لان الحل الجذري يحتاج الى أربع سنوات لانجازه اذا تم البدء به اليوم، ولكن سيكون هناك حل موقت لفترة الاربع سنوات المقبلة وتم البحث في كل الامور بعمق وايجابية والاجواء جيدة جدا، واتحاد البلديات سيجتمع مجددا اليوم وسيعلن موقفه من القرار الذي اتخذه لان هناك مهلة طلبت من الاتحاد لكي يبدأ الحل، سيتم بحثها في اجتماعه الذي يعقده اليوم وفي خارطة الطريق وجدية الوعود، على ان تكون هناك جلسات متابعة بين الرئيس الحريري والوزراء المعنيين بعد شهر، وبين اتحاد بلديات الضاحية والشويفات، وأؤكد ان الحل ليس لهذه المناطق فقط، الحل الذي يبحث هو لكل لبنان”.
وختم: “نشكر رؤساء اتحاد بلديات الضاحية والشويفات على هذه الخطوة، التي ربما اخافت الناس قليلا، ولكن في النتائج فعت بالحل الجذري لمعالجة النفايات في لبنان كله وهذا امر جيد والاجتماع سيكون له خطوات ونتائج ايجابية”.
سئل: هل هذا يعني أن الاتجاه اليوم هو لفتح المطمر مجددا أمام نفايات عاليه والشوف وبيروت؟
أجاب: هذا المطلب سيبحث اليوم في اتحاد بلديات الضاحية، الذي سيجتمع ويتخذ القرار على ضوء الوعود وخارطة الطريق التي وضعت اليوم في الجلسة.
وعن توصيات الحكومة في هذا الخصوص، قال:”طبعا، طلبت مهلة إضافية لكي يعود المطمر إلى العمل، إلى حين البدء بالحل الذي سيكون سريعا. أنا أتحدث كحكومة، أننا طلبنا هذه المهلة، واتحاد البلديات وعد أن يبحث هذا الأمر ويعطينا الجواب”.
وعما إذا كان هناك مشكلة مالية وهل يتقاضى اتحاد البلديات المستحقات عن كل طن نفايات يدخل إلى المطمر؟ أجاب: “ضمن الحل وضمن خارطة الطريق، وضع حل لهذه المسألة”.
وعن حجم الاستحقاقات المتوجبة؟ أجاب: “هناك استحقاقات سنتين لم تدفع للبلديات، في ما يتعلق بالكوستا برافا. لكن هناك أيضا استحقاقات مالية لكل البلديات في لبنان طرحت اليوم كذلك. وبالتالي، هناك إيجابية كبرى بأن ما فعله اتحاد بلديات الضاحية وبلدية الشويفات أدى إلى طرح المشكلة ككل، ماليا ومن باب المعالجة، على مستوى لبنان، وهذا أمر مهم جدا”.
وعن وصف الوزير السابق وئام وهاب الأمر بالبلطجة، أجاب: “نحن لا نعلق على التصريحات، بل نعبر عن الموقف والحلول والمعالجات، وأي تصريح لسنا في صدد التعليق عليه”.
وعن ماهية الحل الجذري الذي تحدث عنه؟ قال: “سيعلن لاحقا، ونحن لسنا في صدد التحدث عن التفاصيل الآن. ربما تخرج مظاهرات واحتجاجات بشأن الحل الجذري. إذا قلنا بالتفكك الحراري، هناك من لا يرضى، وإذا قلنا بالمحارق فهناك أيضا من لن يرضى. الآن الحكومة ستقرر الحل الجذري، ولسنا بصدد أن نحدد هذا الحل الآن، ولكن هذا الحل سيكون قريبا. وهناك نية وجدية واضحتان بأنه عندما يتخذ القرار في الحكومة للحل الجذري أو للمطامر الموقتة، سيترافق التنفيذ مع حماية أمنية. فلم يعد الرفض مقبولا. كل الناس ترفض أن يكون المطمر قريبا منها، أو أن يكون الحل الجذري قريبا منها، فأين نضع هذه النفايات؟ إذا كنا كلما اتجهنا باتجاه حل نرى أن الجميع يتظاهر ويرفض ولا يقبل، سواء أهل قرية أو بلدة أو مدينة، إلى أخرى”.
وعما إذا كان هذا يعني أن هناك مطامر جديدة في بلدات جديدة سنسمع عنها قريبا؟ أجاب: “نحن قلنا أن أي حل جذري يحتاج إلى 4 سنوات، وبالتالي نحن نحتاج إلى حل موقت. وإذا بدأنا بالحل الجذري، لن يكون أمامنا حل موقت سوى المطامر الصحية، وليس المكبات، للوصول إلى الحل الجذري”.