تهدف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة من خلال برنامجها للتثقيف بشأن تغير المناخ من أجل تطوير برنامج مستدام إلى “مساعدة الناس على فهم تأثير الاحتباس الحراري في يومنا هذا” وتثقيف الصغار للحد من “الجهل بالحالة المناخية” هذا البرنامج وغيره من المبادرات التعليمية المبتكرة التي تشمل برنامج العمل العالمي (GAP) وتم عرض ومناقشة العمل من أجل التمكين المناخي وحملة الأطفال للمناخ (ZOOM) في الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
في هذا الإطار، وتطبيقاً لهذا المبدأ، غقد عدد من طلاب المدارس في اليومين الأخيرين اجتماعاً تمهيدياً لمؤتمر الامم المتحدة للتغير المناخي الذي سيصار اليه في الدوحة. شكل الاجتماع الذي احتضنته الخيمة الخضراء بمركز أصدقاء البيئة بتنسيق مع مؤسسة كائنات البيئية فرصة لعشرات الطلاب المشاركين للتعبير عن آمالهم وطموحاتهم في غد أفضل يتخلص فيه العالم من مشاكل الاحتباس الحراري والتغير المناخي وثقب الأوزون والتلوث. لقد قدم ما يقرب من 60 طالبا وطالبة جاؤوا من عدة مدارس يمثلون ما يقرب من 21 دولة عبر مختلف دول العالم جانبا من فهمهم لعمق الظاهرة المعقدة بشأن التغير المناخي، كما عبروا عن وعيهم واهتمامهم العميق بضرورة التصدي لهذه الظاهرة ومعالجة مشاكلها الراهنة والمتوقعة. واعتبر السيد يوسف علي الكاظم أمين السر العام بمركز أصدقاء البيئة الذي حضر مرافعات الطلاب ومناقشاتهم في «مؤتمرهم العالمي» أن هذه المحاكاة لمؤتمر الأمم المتحدة حول التغير المناخي (COP18/CMP8) هو تمرين جيد وفرصة حقيقية لتمكين النشء من فهم الأحداث الكبرى التي يعرفها العالم، وأضاف أن طلاب المدارس بدولة قطر أبانوا خلال المناقشات عن قدر كبير من الوعي بالتحديات الجسيمة التي تواجهها بيئتنا، وأضاف أنه «عوضا عن صراعات المصالح والحسابات السياسية التي نجدها بين دول المنتظم الدولي الذي أدت مرارا وتكرارا إلى فشل التوصل إلى حل دائم وجيد للقضايا المعلقة، فإن مؤتمر الدوحة للأطفال حول تغير المناخ الذي عقد بالخيمة الخضراء أول أمس ساده التوافق والإجماع على ضرورة الإسراع بحل المشكلة سريعا، حيث اعتبر ممثلو كافة الدول أن التغير المناخي يأتي على رأس أولوياتهم التي تستوجب تضافر جهود الجميع لتجاوز سلبياتها». وأشار الكاظم إلى التوصيات التي خلص إليها الطلاب الذين يمثلون 21 دولة عبر العالم تعد توصيات مهمة وجادة، سيتم العمل على تجميعها ودراستها، داعيا الطلاب إلى حضور اللقاءات المسائية التي ستعقدها الخيمة الخضراء خلال ليالي المؤتمر الثامن عشر حول التغير المناخي خلال الفترة من 26 نوفمبر إلى 6 ديسمبر، حيث سيتم استضافة عدد من المسؤولين والمشاركين من أجل مناقشتهم حول مختلف الأفكار والمستجدات المطروحة في المؤتمر. وقدم الطلاب والطالبات ممثلو دول الكويت، الإمارات، الفلبين، البرتغال، أوزبكستان، أوكرانيا، السويد، باكستان، بريطانيا، قطر، أيسلندا، السعودية، أستراليا، البرازيل، الصين، مصر، كندا، بنجلاديش، الهند، ألمانيا، كوريا الجنوبية مقترحات جميلة للحفاظ على البيئة، كما ساد اللقاء مناقشات وجدالات بين «مندوبي» الدول، واستعرض عدد منهم تعريفات بظاهرة تغير المناخ وأسباب ثقب الأوزون والانبعاثات والاحتباس الحراري والغازات الدفيئة، وارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون داعين المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته في الحفاظ على ثرواتهم كأجيال قادمة. وتحدث الطلاب ممثلو دول مجلس التعاون الخليجي عن مشكلة ضعف اعتماد اقتصاد دولهم على القطاع الزراعي، وهو ما يشكل تهديدا حقيقيا للأمن الغذائي لهذه الدول إن لم تتحرك لتدارك المشكلة، علاوة على اعتبارهم أن الاهتمام بتنمية الفلاحة والزراعة ببلدانهم يعتبر وسيلة ناجعة لإحداث التوازن المطلوب للتقليل من مخاطر التصنيع، كما تطرقت المناقشات لعدد من مظاهر التلوث، وركزت بعض المداخلات على مشكلة الاستعمال المكثف للمبيدات الزراعية والحشرية وخطورتها على البيئة والفلاحة. وعبر طلاب وطالبات المدارس المشاركة في هذه الفعاليات البيئية الثقافية المهمة عن أحلامهم في رؤية غد أجمل، مطالبين أصحاب القرار بالمضي في تنفيذها ولو بخطوات بسيطة كتدوير النفايات ومعالجة الأوراق وغيرها من الأفكار التي تحتاج لقرار سياسي لإظهارها وتنفيذها على أرض الواقع. وقد وظف الطلاب وسائل عدة في التعبير عن مطالبهم والتحسيس بخطورة التهديدات التي يتعرض لها كوكب الأرض نتيجة ارتفاع درجة حرارتها، ومن ذلك عرضهم لشريط فيديو يصور الحالة التي سيكون عليها العالم في حالة استمرار ارتفاع درجات حرارة الأرض بهذه الوتيرة المخيفة. وفي ختام هذا «المؤتمر» الدولي حول التغيرات المناخية توجه السيد يوسف علي الكاظم بالشكر الجزيل لكافة الطلاب والطالبات المشاركين، كما نوه بالجهود التي بذلها السيد «شكيلا أحمد كاكوي» من مؤسسة كائنات التابعة للسفارة الهندية والمختصة بالتعليم والعلوم والتنمية والعناية بصحة الطفل وتطوير المجتمع، وقال الكاظم موجها كلمته لطلاب مندوبي الدول: «إن بداية تغيير ظاهرة التغير المناخي تبدأ من تغيير ما بأنفسكم، فالحفاظ على أنفسنا فيه حفاظ على الأرض».