منذ حوالي عامين تقريباً وبشكل يومي يتبارى المسؤولون ويزايدون بعضهم على بعض بقرب الانهيار وحتميته ..لا بل ان بعضهم ممن تفترض وظيفته المسؤولية المباشرة بهذا الشأن “يكشف” اسرار الخزينة الخاوية على طريقة “على اونة ..على دوة ” دون ان يدفع هذا الواقع احد منهم الى التفكير بربط هذا الوصف باي اجراء او قرار او تدبير !
الواقع بالتاكيد صعب وحرج ومقلق ولكن امثلة الدنيا قليلة عن بلد يتعرض لهذا الضغط المتواصل والتهويل المستمر والسرقة المتتابعة من الداخل والخارج وسط تفلت مسؤوليه وتخليهم عن ابسط المطلوب منهم ..ويستمر رغم كل هذا ؟!
موازنة محاسبية تفتقد لاي رؤية او برنامج او خطة بل موازنة رقمية جل المطلوب منها انتصارات ورقية توحي بعمل ما وهي خالية من الاجراءات الفعلية ،الجدية والمؤثرة حقاً والتي تعتبر مفتاح وقف الهدر والسرقة والتبذير ومفتاح الضبط لبداية التصحيح الرقمي والبنيوي
حتى هذه الموازنة وبهذا الشكل بقيت اسيرة توقيع الرمق الاخير واستثارت نقاشات على مادة فيها اوحت كأن البلاد مقبلة على حروب داعس والغبراء وهتك التفاهمات الوطنية
اللاعبون السياسيون الاساسيون هم هم اصحاب التسويات فيما بينهم والاصحاب في التحالفات والمساومات والصفقات والمشاريع التجارية والمناقصات ومؤتمرات سيدر وخطط ماكنزي و..و..ما الذي يستاهل كل مرة للوصول الى تسوية او تركيبة او محاصصة هذا الكم من العنف الكلامي والهجوم وحافة الهاوية وثم الاتفاق ؟!
وفي كل مرة يخسر البلد شيئاً من امكاناته او رصيده ويزيد حديث الانهيار الذي لم تبدأ مواجهته الفعلية بعد وربما لن تبدأ ابداً مع هكذا نوع من المسؤولين لا يجيدون الا احتساب مصالحهم بدقة
الانهيار الحقيقي ليس اقتصادياً او مالياً او ونقدياً .
الانهيار الحقيقي هو حين تعرف مكمن الخلل والداء وتقف المصالح الخاصة والاستفادة حائلاً دون مواجهته وقهره واتخاذ البدائل الضرورية التي باتت مسالة حياة او موت لبلد وشعب !
الانهيار الحقيقي حين يصبح المسؤول اسير مصالحه وصفقاته التي باتت بالضرورة على نقيض من مصالح الناس ولا يهتز بل يزايد ويعتقد ان رمي كرة النار على غيره قد ينجيه من المسؤولية او يجدد امكاناته
الانهيار الحقيقي الا يتخذ قرار جدي بمواجهة الازمة والانهيار بل التفرج والمشاركة
الانهيار الحقيقي هو سلوك الطبقة السياسية اليوم ..
الانهيار الحقيقي هو هذه الطبقة السياسية وملحقاتها !!