عندما تصل نسبة الطلاق في لبنان الى 20% وهي مرشحة للإزدياد بشكل كبير وفق معلومات مركز الدولية للمعلومات، تسنتج بان تلك النتائج صادمة فعلا مما تكر سبحة الاسئلة على الشكل التالي: ما وراء هذا الارتفاع في تفكك العائلة ؟ ما هي تداعيات الطلاق على الطفل خاصة عند انفصال اهله عن بعض؟ والاهم كيف يعيش تلك المرحلة الصعبة قبل وبعد الطلاق؟ وهل من حلول عاجلة لحمايته من الاثار السلبية على صحته النفسية ووضعه الاجتماعي؟
سوء توزيع الأدوار بعد الزواج
في هذا الاطار شرحت نقيبة المعالجین والمحللین النفسانیین الدكتورة ماري انج نهرا عبر ل greenarea.info حول زيادة نسبة الطلاق مما قالت :” لقد لاحظنا ان هناك قلة من الشفافية قبل الزواج وكذب الشريك على الشريك الاخرمما يؤدي ذلك الى سقوط الأقنعة بعد فترة زمنية وكشف الحقائق التي كانت مستورة عن المجتمع فضلا عن سوء توزيع الأدوار بعد الزواج بحيث لا يحصل كل من الثنائي على حقوقه حيث ان كل واحد منهما يسعى لإلزام الآخر بالقيام بما يناسبه من دون التفكير بمصلحة الآخر .هذا التراجع بترابط الثنائي من أساسه يشكل مشكلة نفس-إجتماعية، لا تختصر عوارضها على أفراد الأسرة فحسب بل تلحق بالأذية على المجتمع بكامله، لأن التربية السليمة تستلزم متابعة دقيقة منذ نعومة الأظافر حتى الإرتباط.”
و اضافت الدكتورة نهرا :” ان العلاقة العاطفية إذا ما وجدت بين شخصين ستفتح لهما طريق الإرتباط ببساطة وقناعة.لكنها إن خدعت، سببت تدهور الإتزان الصحي للفرد، نفسيا وجسديا، كما أوصلت لتفكك الأسرة وتشتت الأطفال. وهذا ما نراه اليوم للأسف في كثير من العائلات اللبنانية مما يحتمي الطفل والمراهق بآليات دفاعية أو سلوكيات إنفعالية، أحيانا منحرفة، ليقاوم واقعه الصعب وغالبا الأليم. فإذا شاهد مثلا التعنيف بين والديه في المنزل ، سيلجأ لتعنيف أصدقائه في المدرسة، انتقاما لواقعه. وإذا خضع هو بنفسه للتنمر، سيسيء التعامل بدوره مع الآخرين. وقد لا نفهم خلفية تصرفاته هذه حتى يؤذي نفسه أو من من حوله. باختصار، كل فعل يستدعي ردة فعل. وكل ردة فعل تتطلب إعادة نظر. والتحليل النفسي يفضح خفايا الأمور بشكل علاجي، يسمح بتصحيح المسارات وتصويب الأهداف “.
قدرة التحمل تراجعت
بدورها اهم ما توقفت عنده الاختصاصية في علم النفس العائلي الدكتورة ديالا عيتاني عبر ل greenarea.info حول ما وراء تداعيات الطلاق على الاسرة مما قالت :” لقد تبين انه في احصاءات عام 2018 ان لبنان شهد اكبر نسبة طلاق وان القيم الاجتماعية بدأت تنقرض حيث خفت قدرة الانسان على التحمل وارتفعت المشاكل النفسية فضلا عن تأثير المواقع الاجتماعية على الحياة الشخصية. كل هذه العوامل جعلت من الانسان غير قادر على تحمل تداعيات الطلاق مثل قبل خصوصا بما له تأثير هذا الاخير على الطفل حسب عمره سواء اذا كان صغيرا ام مراهقا مما يكون التركيز اليوم على اهمية تعامل الاهل مع الطفل الذي يرى في اهله الصورة الامثل ليحترمهما من هنا ضرورة الام ان لا تتحدث مع شريكها بطريقة غير لائقة كون الطفل يلتقتط بسرعة بما يشاهده حتى تولد فيه نقمة ضد القيم العائلية لذلك اهمية المرحلة ما قبل الطلاق التي تؤثر كثيرا على الطفل فاذا كان هناك شجاربصوت مرتفع بين اهله سيعكس ذلك على شخصية الطفل مما يولد عنده شعور الخوف و تخف ثقته في نفسه و بقدراته خصوصا اذا شبهته امه بوالده في تصرفاته .”
وتابعت الدكتورة عيتاني :”ما يهمنا ان نعرف كيف يؤثر التوتر على نفسية الطفل خصوصا ان الطفل الصغير يعتقد انه السبب في حصول الطلاق وهنا على الاهل تفسير له ان لا علاقة له بل هم يحبونه انما غير قادرين على التعايش سويا حتى لو حصل الطلاق عكس مما هو عليه عند المراهق الذي يعتقد ان ما يحصل من طلاق يعود الى مشكلة عند اهله وعليهما معالجتها. المهم التركيز على تعزيز الثقة عند الولد كونه سيمر في مرحلة صعبة الى حد الشعور بالانهيار يستطيع تخطيها في حال تلقى الاهتمام به من قبل اهله والتركيز على الايجابيات.”
الاهم ديناميكية العلاج
من جهة اخرى اوضح الاختصاصي في الطب النفس للاطفال الدكتور نزار حجيلي ل greenarea.info :لا شك ان الطلاق له تاثير على الاطفال وذلك وفق عمره خصوصا اذا كان فوق اربع سنوات الى عمر المراهقة مما يولد لديه شعور القلق ليس نتيجة الطلاق بل من جهة تعاطي الاهل معه وكيف يمرون عليه هذه المرحلة الصعبة باقل ضرر ممكن كي لا تؤثر عليه خصوصا ان هناك عدة عوامل قبل الطلاق و بعده تؤثر على نفسيته خصوصا اذا كان هناك من تعنيف قبل الطلاق عندها القرار الاخير يكون افضل من استمرار الطفل في هذه الاجواء الضاغطة نفسية كونه يتعلم العادات من اهله فاذا كان الاب عصبيا ويتحدث بفوقية عندها نجد ابنه يتاثر به و يعمل مثله اما اذا تعنف يكون عنده ميول للتعنف . لذلك نفضل ان يكون الطلاق بين الشريكين مبنيا على تفاهم بين الشريكين تفاديا ان يترك اي تاثير سلبي عليه. فالاهم ايجاد حلا لهذه المشكلة الاجتماعية في اللجوء الى العلاج العائلي اي توعية الاهل في كيفية التعامل مع اولادهم في حال اتخذ قرار الطلاق لان اي مشكلة عائلية يتاثر بها الولد كانقطاعه عن الاكل و ذلك ليعبرعن مشكلة يعاني منها في عائلته او يشعر باي مرض كي يلفت نظر عائلته عليه من هنا اهمية علاج ديناميكية العائلة عند المعالج النفسي .”
الى رأي الاختصاصي في علم النفس الدكتورنبيل خوري الذي اعتبر عبر ال greenarea.info:”ان الطلاق يأتي نتيجة سوء التخطيط بين الشريكين وقلة التحضير للعمل الزوجي على المستوى اللوجيستي الفكري الثقافي بدل التركيز على التفاهم و التفهم و فهم احتياجات الاخر و تقديم التنازلات كما وان الطلاق ايضا يأتي نتيجة عدم التمكن من السيطرة على النزوات عدا الاختلاط بين المجتمع الغربي والعادات المستوردة التي لن تنجح يوما فضلا عن تأثير الوضع الاقتصادي الضاغط . لذلك عندما يكون التحضير للزواج سريعا يكون الانفصال سريعا مما يكون الافضل للطفل ان يبتعد ازاء الاجواء الضاغظة التي يعيشها مع اهله بين الاثنين تظرا لشعور القلق الذي ينعكس على ادائه في المدرسة وعلى عادته و حتى على نمو شخصيته حيث يعبر عن ذلك في التبول اللادراي في الليل او تراجع في المدرسة و الى حد التأتاة او عدم التركيز.”
التشديد على الانفصال الودّي
في المقلب الاخر اهم ما اعلنته الاختصاصية في التدريب الحياتية وفي البرمجة اللغوية العصبية الدكتورة دارين داوود مفرج عبر ال greenarea.info لتفادي اي تداعيات نفسية خصوصا على الاطفال بعد الطلاق حيث شددت على التركيز في الانفصال الودي مما قالت : ” لقد تعددت الاسباب و النتيجة واحدة هناك طلاق وانفصال هناك عائلة تفككت واحلام تدمرت انما المهم ان يكون الانفصال ودّيا في حال حصل الطلاق اي عندما وصلا الشريكين لمرحلة ان هذا الخيار شر لا بد منه يجب ان يكون هناك استمرار في التوازن الفكري والعاطفي للولد و افهامه انه ليس هو السبب في الانفصال بل انهما قررا ان يظلا اصدقاء حتى لو طلقا فهما لا يزالا يحبونه كي لا يشعر بعقدة نفسية انه يعيش مع عائلة متفككة بينما اصحابه يترعرون في كنف العائلة المتماسكة كما و انه بات اليوم هناك فن الوساطة لمحاولة اعادة التواصل بين الشريكين تفاديا للطلاق انما في حال اقرّ هذا الاخير عندها تكمن المصلحة المشتركة في الحفاط على الاولاد بنفسية عالية دون التاثر بالعواقب.”
كما و انه لفت الاختصاصي في علم الاجتماع الدكتور عبدو قاعي ل greenarea.info : ” ان السبب في الطلاق هو انه لم يعد هناك من زواج حقيقي اي غير مرتكز على القناعات الاساسية عند الارتباط في بعضهما . ففي السابق كانا يبقيان مع بعضهما حتى لو لم يعد هناك من تفاهم الا انه اليوم في ظل الفلتان الاخلاقي صار الطلاق اسرع مع الاشارة الى ان الاسباب الاقتصادية ليست سببا لتفكك الزواج او بطلان الزواج بل تؤدي الى مكان اخر فالحالة الوئام افضل للاولاد و عند تفكك العائلة لا شك انها تؤثر عليهم سلبا .”