لا عصر جليدي ولا غيره، هو عصر التناقضات الذي يطبع واقعنا البيئي اليوم، فلا تسلم منطقة في العالم من حريق أو فيضان أو جفاف ، وكأن الطبيعة تنتقم لنفسها مما جنت عليها أيادي البشر. ورغم أن الأحداث البيئية غير الطبيعية قد طالت معظم البلاد إلا أن حريق غابات الامازون الاخير هو الاهمّ في هذه الفترة والأكثر ضرراً على الحياة البشرية لما لهذه الغابات من أهمّية قدّمتها للإنسان على انها “رئة البشرية”!

هذه الرئة التي باتت تحتضر اليوم بسبب حرائق هائلة لم يسبق لها مثيل ،تشهدها منذ أكثر من اسبوعين . وفي حين أن الأسباب الأساسية لاندلاع الحريق لم تعرف بعد، إلا أن الأهم اليوم هو الحدّ  من امتداد الحريق إلى غابات أخرى خصوصاً وأنه طال غابات البرازيل التي تحوّل نهارها إلى ليل بسبب كثرة الدخان المتصاعد في البلد.

وقد أشارت بعض المعلومات إلى أن سبب الحريق يعود إلى تغير اتجاه الرياح بسب تعرض الامازون إلى موجة برد وصقيع عملت على تصادم الرياح مع أدخنة حريق صغير فى احدى الغابات البرية عمل على تشكل نيران قوية جدا عملت على اشتعال معظم اجزاء غابة الامازون . وقد أعلنت الحكومة البرازيلية عدم قدرتها على السيطرة على الحريق ومخاوف من اقتراب الحريق للمزيد من المدن واستغاثت البرازيل بالدول المجاورة للمساعدة فى اطفاء حريق الامازون لكن لم يجدى الامر نفعا

وبالتالي، فقد سجلت حرائق غابات الأمازون المطيرة رقما قياسيا هذا العام، هو الأعلى منذ بدء عملية تسجيل الحرائق في غابات الأمازون عام 2013 وسط تحذيرات من تداعيات الأمر على بيئة الأرض. ورصدت الأقمار الصناعية نحو 9500 حريق في غابات الأمازون الموجودة في البرازيل منذ الخميس الماضي، وأظهرت البيانات زيادة الحرائق بنسبة 84 ٪ مقارنة مع نفس الفترة من عام 2018،  وأوضح مركز أبحاث الفضاء البرازيلي أنه أحصى وجود 72 ألف حريق في غابات الأمازون التي تقع في البرازيل.

لا يدرك العالم الكارثة التي ستنتج عن هذه الحرائق، غابات الأمازون هي أكبر الغابات المطرية في العالم. تخزن الكربون مما يبطئ وتيرة الاحتباس الحراري وتنتج 20٪ من الأكسجين في جو الأرض وهي موطن لثلاثة ملايين نوع من النباتات والحيوانات. وتوصف هذه الغابات بكونها “رئة الأرض”، إذ تبلغ مساحتها نحو 5.5 مليون كيلو متر مربع، وتعتبر أحد الأماكن المهمة لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري. وقد تخوف عدد كبير جدا من العلماء من تأثير حريق الامازون على المناخ وخاصة على طبقة الاوزون بعد رصد مركبات فضائية لحريق الامازون ذاكرين انه حريق لا يوصف وتصاعد الادخنة حتى الغلاف الجوى  وقد تصدر هاشتاغ #حرائق _الامازون موقع التواصل الاجتماعى تويتر بترند رقم 1 عالميا فى وقت قليل جدا ليشارك المتابعين أهم وأبرز الصور للحريق.

لا نعلم لغاية الآن مدى تأثير هذه الحرائق على بيئة الأرض، تماماً كما لا يدرك الإنسان أهمية ما يفعله يومياً من أخطاء شائعة بقصد أو بغيره فيضرّ البيئة ويساهم في ارتفاع حدة الإحترار المناخي الذي يؤثر على كل البلدان مهما صغر حجمها. وما يحصل في “الأمازون” يجب أن يشكّل جرس إنذار حقيقي للبشرية بضرورة زرع الأشجار الإضافية بدل إزالة ما تبقى من غطاء حرجي لأسباب عمرانية أو مادية!

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This