حدّدت نتائج تحليل عالمي ، يرتكز على بيانات جمعتها الأقمار الصناعية التابعة لوكالة ناسا، أسوأ مصادر تلوث ثاني أكسيد الكبريت (SO2) في العالم، وهو غاز مهيج يؤثر على صحة الإنسان وأحد الملوثات الرئيسية التي تسهم في ارتفاع معدلات الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء في العالم.
وقد أظهر التحليل الي نشرته “غرينبيس” 6 دول من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من بين أكثر 25 دولة ملوثة في العالم. احتلت المملكة العربية السعودية المرتبة الأولى عربياً من حيث انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت، والسادسة عالمياً، تليها الإمارات العربية المتحدة (14)، وقطر (15)، والكويت (17)، والعراق (23)، والمغرب (25).
وقال مسؤول الحملات في “غرينبيس” الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، جوليان جريصاتي “يُظهر التحليل أنه في المناطق التي يتم فيها استخدام الوقود الأحفوري بكثرة، سواء لتوليد الطاقة أو لتشغيل المنشآت الصناعية، تتجمّع المصادر الكبيرة لانبعاثات ثاني أوكسيد الكبريت. واذ تحتل السعودية المرتبة السادسة بين أكبر انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون في العالم بعد الهند وروسيا والصين والمكسيك وإيران”.
فإنها وضمن مسافة 120 كيلومتر من منطقة مكة المكرمة، وهي إحدى المناطق التي تسجّل أعلى كثافة سكّانية في السعودية، هناك مجموعات كبيرة من مصادر انبعاثات ثاني أوكسيد الكبريت بما في ذلك معامل ربيغ والشيبة وجدة”. وقد بلغت نسبة الانبعاثات من محطات توليد الطاقة النفطية ومصافي النفط في هذه المواقع 59 في المئة من إجمالي انبعاثات ثاني أوكسيد الكبريت في السعودية في العام 2018.
وهذه الكثافة العالية من محطات توليد الطاقة هي السبب في حلول منطقة مكة المكرمة في المرتبة الثانية على قائمة المناطق التي تشهد أعلى مستويات انبعاثات ثاني أوكسيد الكبريت على مستوى المناطق/المقاطعات في العالم”.
وأضاف جريصاتي: “حرق الوقود الأحفوري لا يعرّض كوكبنا للخطر فحسب، بل انه يضع صحتنا الجماعية في خطر وذلك بسبب الغازات الملوّثة التي تنبعث عنها مثل غاز ثاني أوكسيد الكبريت”.
وأكمل: “ان المناطق التي تقع ضمن النقاط الساخنة للانبعاثات في جميع أنحاء العالم مدينة لمواطنيها بالتوقف عن الاعتماد على الوقود الأحفوري والتحول إلى مصادر أكثر أمناً واستدامة للطاقة، مع تقليل تأثير مرافق التلوث الحالية من خلال اعتماد معايير أكثر صرامة للانبعاثات. بإمكان الطاقات المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، توفير بلايين الدولارات من التكاليف الصحية وإنقاذ آلاف الأرواح كل عام”.
وقد حدد تقرير “غرينبيس” أكثر النقط الصناعية في المغرب تصديرا لثاني أكسيد الكبريت، والتي جعلت المغرب من بين أكثر الدول العربية تصديرا للتلوث حول العالم. وحسب نتائج التحليل العالمي، فإن المحطة الحرارية بالجرف الأصفر أنتجت 113000 طن من أكسيد الكبريت في العام الماضي، كما أن المحطة الحرارية بالمحمدية أنتجت 73 ألف طن من ثاني أكسيد الكبريت، ومحطة آسفي للطاقة أنتجت ألف طن من هذا الغاز الذي يساهم في ارتفاع معدلات الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء في العالم.
وتقول “غرينبييس” أنه بإمكان الطاقات المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، توفير مليارات الدولارات من التكاليف الصحية والآلاف من الأرواح كل عام، مشيرة إلى أن ثاني أكسيد الكبريت هو أحد الملوثات الرئيسية التي تساهم في الوفيات والأمراض الناجمة عن تلوّث الهواء حول العالم، حيث يمثل تلوث الهواء أكبر طارئة من طوارئ الصحة العامة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. ويتعرض أكثر من 90 في المائةمن سكان العالم للهواء الخارجي السام، كما يقدر أن تلوث الهواء يتسبب في أكثر من 7 مليون حالة وفاة مبكرة في جميع أنحاء العالم سنويًا.