نظم الحزب “التقدمي الاشتراكي” في إقليم الخروب، في دير مار شربل في الجية، لقاء لوزير البيئة فادي جريصاتي مع نواب المنطقة والقوى السياسية والبلديات لمعالجة مشكلة وأزمة النفايات في الشوف، شارك فيه النواب: بلال عبدالله، جورج عدوان، مروان حمادة، فريد البستاني وماريو عون، المنسق العام في جبل لبنان الجنوبي في تيار “المستقبل” وليد سرحال ممثلا النائب محمد الحجار، أعضاء مجلس قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي محمد بصبوص، ميلار السيد واحمد مهدي، وكيل داخلية إقليم الخروب في الحزب الدكتور سليم السيد، وأعضاء جهاز الوكالة، وأعضاء مكتب المنسقية، رئيس دير مار شربل الجية الاب شربل القزي وعدد من الآباء، المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في جبل لبنان الشيخ احمد فواز على رأس وفد، جوزف ريشا ممثلا “التيار الوطني الحر”، اندريه السرنوك وجوزف تابت عن “القوات اللبنانية”، رئيسا اتحادي بلديات إقليم الخروب الشمالي والجنوبي المهندس زياد الحجار والدكتور جورج مخول ورؤساء البلديات وممثلون عن الاحزاب والمجتمع المدني وعن الجمعيات البيئية وناشطون بيئيون.
عبدالله
بداية تحدث النائب عبدالله، فرحب بالمشاركين وبالوزير جريصاتي، شاكرا إياه لتلبيته الدعوة وقال: “أحببنا من خلال هذا اللقاء معك أن نناقش مسألة حل أزمة النفايات، فنحن في اللقاء الديموقراطي وبتوجيهات من رئيس الحزب وليد جنبلاط وبمتابعة يومية من رئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط، نعتبر هذا الموضوع هاجسنا، لأننا نعلم حجم المكبات العشوائية حول القرى، وكمية السموم المنبعثة منها، وخصوصا المكب المحيط ببلدة برجا والذي يحترق بشكل دائم”.
أضاف: “ان الحزب التقدمي الاشتراكي وبالتشاور مع اللقاء الديموقراطي والرفاق في وكالة الداخلية وفرع الجية، لدينا إصرار على أن يكون هذا الملف فوق الإعتبارات السياسية، لأن البعض اتخذ من هذا الملف نافذة للتهجم على وليد جنبلاط والحزب التقدمي الاشتراكي، لذا نقول ان هذا الموضوع هو موضوع وطني، ونحن مصرون على أن يشارك به الجميع، بدءا من البلديات، وخصوصا تلك المعنية بشكل مباشر، ورؤساء اتحادات البلديات والقوى السياسية والأحزاب، وقد وجهنا الدعوة للجميع لمناقشة هذا الملف بموضوعية وبطريقة علمية، وبحرص عميق على الإقليم وأهلنا في الاقليم، آخذين في الإعتبار ايضا إمكانات الدولة والخطة المركزية التي يتم وضعها في مجلس النواب والتي تشكل خارطة طريق لحل الأزمة”.
وتابع: “نحن في اللقاء الديموقراطي وبشكل رسمي اعلنا موقفنا ومصرون عليه، بالتوافق مع البلديات والأحزاب، وهو ( لا مطمر للنفايات في الجية)، وخلال لقاء مع وزير البيئة ابلغناه رسميا بهذا القرار، لأنه يكفي هذه المنطقة ما فيها، وعلينا أن نخفف الأضرار، فضلا عن لقائنا مع وزيرة الطاقة، حيث تمحور الحديث حول القرار بإقفال معمل الجية الحراري والعمل على تفكيكه”.
وشكر رئيس دير مار شربل على استضافته اللقاء، وقال: “لقد تعمدنا ان يكون هذا اللقاء في الجية لنؤكد أن الجية عروسة الإقليم ومحور العيش الواحد من خلال التنوع الموجود فيها والذي هو غنى لنا”.
وختم عبد الله: “هناك إجماع سياسي وبلدي وشعبي في إقليم الخروب برفض هذا المطمر، وجميعنا مسؤولون ومعنيون بالمساهمة والتفتيش عن حلول، ولكن حتى الساعة لا يوجد أي حل جاهز ولا اية فكرة منجزة. وهذا اللقاء هو لقاء اولي، ونقول لكل أهالينا في الإقليم، والذين لديهم هاجس بأن هناك من يتآمر او يتواطأ أو يغض النظر، امحوا هذه الفكرة لان هذه المنطقة منطقتنا وكل القوى السياسية والاحزاب والبلديات فيها حريصون عليها والجميع بصدد معالجة المشاكل البيئية وأزمة النفايات في الإقليم”.
جريصاتي
ثم تحدث الوزير جريصاتي فأشار الى “اننا امام أزمة وطنية كبيرة جدا، فإذا عادت النفايات الى الشوارع في قضاء الشوف وعاليه وبعبدا، يكون كل لبنان في مأزق، فمشكلة النفايات في الشمال مستفحلة منذ اربعة اشهر، جميعنا غير مرتاح في أي منطقة لبنانية، علينا ان نشعر مع أوجاع بعضنا البعض، فموضوع النفايات في عاليه والشوف لا يعني فقط منطقتهما، بل يعنينا جميعا، فهما يضمان نسيجا وطنيا كاملا، وعلينا الا نفكر بالموضوع مناطقيا، على الرغم من حماوته، نحن لم نأت كي نسجل المواقف، او أتبلغ رفضكم لموضوع معين، نحن هنا كي نتحاور ولنتوصل الى افكار مشتركة للوصول لحلول لهذه المشكلة، لذلك أتمنى عدم المزايدات، فأي انسان او فريق يريد التعبير عن رأيه او تسجيل المواقف، ان وزارة البيئة مفتوحة امامه”.
وأضاف: “علينا التحاور بمسؤولية، وعلينا ايجاد الحلول بالتفكير معا، واننا نطلب من الجميع عدم التفكير بالسياسة ولا بالطائفية عندما يتعاطون بالحلول، أعتقد ان ما أطلبه اليوم مستحيل، فأزمة النفايات في الشمال كادت ان تحدث حربا أهلية، وهذا معيب علينا جميعا، ولا يشبهنا. ان تجربتي في لجنة البيئة مع الوزير مروان حماده لم أجد منه إلا الدعم، على الرغم من اختلافنا السياسي الكبير، لكننا فصلنا المواضيع البيئية عن السياسة، لأن البيئة نورثها لأجيالنا وأولادنا، فالمحميات في لبنان باتت محمية بقانون وليس بقرار، لذلك ما زلت على امل ان نفكر سويا بمصلحة المنطقة، فأنا ليس لدي أفكار مسبقة لمواقع معينة، وليس هناك من مواقع تعني لي شيئا، فما يعنيني هو ايجاد الحل”.
وتابع: “ان أزمة النفايات التي بدأت منذ اشهر، والإنذار الأخير الذي أخذناه من إتحاد بلديات الضاحية الجنوبية، وبلدية الشويفات، علينا ان نأخذه على محمل الجد، فعلينا ان لا نترجمه بالسياسة، او أخذه الى مكان آخر، علينا أن نأخذه بواقعيته، فهذا إنذار اننا مقبلون على أزمة في بعبدا وعاليه والشوف، وعلينا التفكير سريعا بالحلول”، معتبرا ان “هناك حلولا لهذه المشكلة، وهي ليست حلولا شعبية، نعم سوف أتعرض للشتائم، واذا كان هناك من انسان لديه الحل لمطمر او محرقة او معمل وغيره، فليقدمه لنا وليكن عليه اجماع في الشوف، فمن يقول انه ضد اي حل، فليقل هو مع اي حل، الـ “لا” لا تعني الحل”.
وقال: “نحن نريد حلا كاملا لقضاء الشوف، فإذا كان ساحل الشوف لا يحتمل، فأنا إقترحت الناعمة كحل بعد ان تسلمت الوزارة، وما زلت أطرح الناعمة كحل من الحلول، فكان الرد ان الناعمة دفعت الثمن كثيرا، وتحملت نفايات لبنان كله، فهذه حقيقة، وهذا كان جوابي لنواب المتن عندما تحدثوا وهاجموني بشأن مكب برج حمود، من انهم يتحملون منذ ثلاث سنوات، فقلت لهم ان غيركم تحمل 17 سنة نفايات لبنان كله، فعلينا ان نقرر في هذه المرحلة ان نحمل بعضنا البعض، فأتكلم مع الجميع، على الضاحية ان تحمل الآخرين ونحن نحمل غيرنا وغيرنا يتحملنا والمتن وكسروان تحملهم الجديدة، فإذا كل انسان وضع “فيتو” على اي حل، أين نضع النفايات؟ عندنا كسروان وجبيل وبعبدا وعاليه والشوف وبيروت، فنحن نتحدث عن 3500 طن من النفايات، لذلك نحن اقترحنا الناعمة كجزء من حل كامل وهي ليست الحل، واذا فتح مكب الناعمة فهي لن تحمل اكثر من قضاء، وهذا ما نفكر به وهو المقترح اليوم، منوها بجهود اتحاد بلديات الشوف الأعلى، حيث يتم معالجة نفايات الشوف الأعلى في معمل انشئ خصيصا في المنطقة”، مشيرا الى ان “اتحاد بلديات الشوف الاعلى يعلن استعداده لاستقبال نفايات القضاء كاملا”، مؤكدا ان “الوزارة تبارك هذه الخطوة”، لافتا الى “ان القرار ليس عنده، بل ان القوى السياسية هي التي تفرض القرار”.
وفي موضع المحرقة قال: “يوم الثلاثاء المقبل سوف تتوضح الخطة التي تقدمنا بها الى مجلس الوزراء، وسيتم مناقشتها، وهي جزء لا يتجزأ، وخطة كاملة، نحن اليوم في فترة انتقالية، علينا ان نخرج من المكبات العشوائية، وقد تم ذكر برجا من قبل، وكان لدي الفرصة ان التقيت وفدا من بلدية برجا، واستمعت الى معاناتهم، خصوصا من جراء الحريق في المكب العشوائي للنفايات في خراج برجا، لذلك فإن حرق النفايات في المعمل او عبر التفكك الحراري وغيره، عليكم ان تعلموا ان 80 مرة من إنبعاثات السموم من حرق المكب العشوائي نسبة لمحرقة، والتي هي “الشيطان الأعظم” اليوم، لذلك فان الخطة والحل الذي تقدمنا به للمنطقة، علينا البدء بالفرز من المصدر، فأهميته انه يخفف كميات النفايات التي نرسلها الى المطامر، واليوم الخطأ والخطيئة التي عشنا فيها كل السنوات، ولسوء الحظ لسبب ومئة سبب لم تطبق في كل العهود التي مرت من قبل، فهذا يدفعنا الى الطمر بنسبة 94 %، واذا كان لدينا مشكلة بالكوستا برافا اليوم، فهو عدد الكميات التي وصلت اكثر من الاتفاق الذي تم في عهود سابقة، بالاضافة الى اننا لا نفرز، فحياة المطامر التي تكلفنا كثيرا، والتي هي من منظومة فساد وجزء من أخطاء صارت بالحوكمة السيئة التي عملناها، فالفرز هو بداية هذه الخطة، ولكن الفرز لا يعطي نتائج بالغد، ولا يخلصنا من ضرورة ايجاد اراض ومطامر”، مشددا على “ضرورة اللامركزية للنفايات والتي تعني ان كل قضاء مسؤول عن نفاياته، فماذا نفعل اليوم، وقد وصلنا وظهرنا الى الحائط، أو البحر خلفنا والعدو أمامنا، اليوم علينا اقتراح مواقع”، مشيرا الى “ان المواقع في البلدات المقترحة سيكون لها حوافز مالية وانمائية”، وقال: “ما من منطقة ستقبل ان تستقبل النفايات اذا لم يكن لديها حوافز، فإختاروا انتم المواقع وقرروا، اضافة الى ذلك سيتم ايضا دراسة الأثر البيئي، علينا التفكير بجميع الحلول، حلول سحرية غير موجودة، علينا الاتفاق على موقع معين، ضمن الخطة التي تقدمنا بها والتي فيها موضوع الفرز والمناقصات ومعامل، للوصول الى مطامر صحية وليست الى مكبات، ما نريده اليوم مطامر صحية، مطمر الناعمة هو مطمر صحي، على الرغم من اخطاء الماضي والانطلاقة والادارة السيئة له، ولكنه انتهى بحل ممتاز، حيث استطعنا حماية المياه الجوفية، فلدى وصولي الى وزارة البيئة، اجرينا فحوصات للينابيع الواقعة حول مطمر الناعمة وحتى الساعة ليس هناك من نتيجة سيئة، وهذا يعني ردا على جميع التحركات في كل المناطق اللبنانية في الشمال والجنوب وغيرها، نعم هناك حلول للمياه الجوفية اذا قررنا التعاطي مع الناس بشفافية وبعيدا عن الفساد وبمسؤولية وهذا ما نتعاطى به في الوزارة، ونريد من البلديات واتحادات البلديات المراقبة، هذه نفايات منازلنا وليست نووية، هذه صناعة وتتطلب معالجة وفرزا وتسبيخا، ويبقى منها العوادم، نقوم بطمرها، فهكذا تعيش مطامرنا”.
وأعطى جريصاتي مثلا عن “الدولة التركية التي تقوم بطمر نفاياتها 100 %، وتعطي الكهرباء لنصف اسطنبول، الناعمة تعطي الكهرباء لسبع قرى، وما زال لديها حوالى 7 و8 سنوات، يمكننا القيام بحلول بيئية، وهذا ليس مستحيلا”، داعيا النواب والمجتمع المدني والبلديات الى ايجاد المواقع اللازمة للنفايات”.
وردا على سؤال، تحدث جريصاتي عن خطة النفايات، وأشار الى انه “سيتم التصويت عليها يوم الثلاثاء المقبل في مجلس الوزراء”، وقال: “لقد وضعنا المخطط الذي كنا اقترحناه مسبقا، والذي ليس هناك من اجماع عليه، وقلنا ان كل البلديات والاتحادات والمناطق لها الحق في الاعتراض على الذي تقدمنا به، وأعطيناهم مهلة اسبوعين حتى يعطونا البديل، فما اقترحناه ليس منزلا، المواقع المقترحة تم دراستها في السابق من قبل مجلس الانماء والاعمار وتم اعداد الأثر البيئي لهم من قبل الإستشاري رفيق خوري، اليوم قد تكون المناطق تغيرت والناس كذلك، انتم قد لا تقبلون هذا الحل ولكن لديكم فترة اسبوعين للإعتراض بكل ديموقراطية، لذلك أوضح وأطمئن الجميع ان يوم الثلاثاء لن يصدر اي شيء ويقول انها انتهت، هناك اسبوعان لتقديم البدائل، نعم وكما قلتم لن نصل الى حل لأن كل شخص سوف يضع فيتو على هذه المنطقة وتلك، فكل واحد يفكر ان لا تكون النفايات في بلدته بل عند جاره”.
وبعد مداخلات البلديات والمجتمع المدني الرافض لإختيار المنطقة كمكب او مطمر او محرقة، رد الوزير جريصاتي على هواجس وتساؤلات الحضور فقال: “أعتقد ان هناك اجماعا على انعدام الثقة بالدولة، وانتم تحدثتم عن هذا الموضوع بشكل مستفيض، وأنا أيضا أعلنتها على شاشات التلفزة، واعلن عنها في كل محاضرة، واليوم انا لا أحسد على موقفي، فمهما كنت “آدمي” انا أتحمل كل فساد الذين مروا، وكل اخطاء الدولة على مدى 40 سنة، والدليل اننا لم نجد حلا للنفايات حتى اليوم، فكل الشعب اللبناني يحملني اياها، فمن الطبيعي، اليوم مكروه في الجية، وبكرا في منطقة أخرى، في الشمال والبقاع والجنوب وغيرها، اليوم هناك “فشة خلق” بوزارة البيئة وبوزير البيئة كائنا من كان، وحتى اذا جاء “نبي” كل الناس سوف “تفش خلقها به” لأن ليس له عصا سحرية”.
اضاف: “ان منزلي لا يتسع للنفايات، كنت اتمنى ان آخذهم واحل المشكلة، حاولت شحن النفايات الى الخارج، على سوريا كان هناك رفض، ولم ننجح مع الدنمارك، حيث وصلني سعر الطن الواحد 180 يورو، و280 اذا كانت مفرزة، وقد ارسلت منذ ثلاثة اسابيع الى سفير السويد بعد ان قرأت مقالا ان السويد تشتري النفايات، لذلك علينا ان نعلم جميعا مدى صعوبة هذه المشكلة، اذا قلتم لي ان في الصين هناك حل، فورا اذهب الى الصين، نريد ابعاد الهم عنا وعن اهلنا واولادنا، ما من باب الا وطرقناه لهذه المشكلة، ولكن في النهاية هذا هو الواقع، هناك انعدام ثقة كبيرة بالدولة. انا قد اكون اول وزير بيئة يذهب الى منطقة البداوي في الشمال لمحاورة الأهالي قبل الاعلان عن المطمر، على الرغم من تحذيرات القوى الامنية لي بعدم الذهاب الى المنطقة خشية تعرضي للمخاطر، فقلت انا من الشعب اللبناني ولماذا علي الهروب والجلوس بالوزارة ووضع النظريات على الناس؟، علي الجلوس مع الناس والاستماع لهم، وانا قلت انني ابن زحلة، فنحن في زحلة لدينا مطمر للقرى المجاورة، انا لا يمكن ان اقبل شيئا للناس وانا لا اقبل به لنفسي او لبلدتي. هناك مشكلة كبيرة في موضوع الثقة، مهما عرضنا عليكم الحلول هناك من سيأتي ويقول هذه الدولة لن تقوم بمطمر صحي، ولن تعزل الأرض وسوف تلوث المياه الجوفية، وان الدولة سوف تطمر 100% ، انا معكم، ومعكم كل الحق، لأن كل تجارب الدولة كانت سيئة، الحلول كانت مؤقتة ومن ثم اصبحت دائمة، في العام 2015 هذا ما حصل، وعدنا الناس بالكوستا برافا وبرج حمود والجديدة، حتى نتمكن من انشاء معامل للفرز، للأسف مرت السنوات الثلاث سنوات، وشكلت الحكومة، فقالوا لي منذ الشهر الاول من تشكيل الحكومة ان لدي مهلة ثلاثة اشهر وتنفجر بوجهك الجديدة – برج حمود، ومعك سنتان بتخلص الكوستا برافا، انا لا احمل احدا المسؤولية، لكن فلنفكر سويا عن حلول. انا هنا لنفكر ولنقدم اي مقترحات بهذا الخصوص، انا لا اهرب ولا أتهرب، والدليل على ذلك حضوري معكم، قد يكون البعض منكم قد “زعل” لأنني قلت ان الحل في اللامركزية، فأنا لو اردت “كب” المسؤولية وتطبيق القانون رقم 80، وعندها اكون اجلس في الوزارة بكل هدوء، لكن لم افعل، وحضرت اليوم معكم، على الرغم من تعرضي لبعض التطاول من الشباب بشكل مباشر او عبر وسائل التواصل الإجتماعي، لا انا مسؤول عن الدولة ولا هي ملك اهلي، ولست انا من أوصل البلد الى هذه المرحلة، لكن ما يجب ان نفكر به سويا هو التفكير بالحلول وكيفية بناء الثقة، انا مستعد لكل شيء يعيد بناء الثقة، وانا اقول ان المجتمع المدني والبلديات يجب ان تكون شريكة معنا في اي حل يتم التوصل اليه. لقد تحدثت في مؤتمر الضبية منذ اسابيع عن مشروع القانون الذي تقدمت به فللمرة الاولى في لبنان وزير بيئة يتحدث عن لامركزية وبإمكانات البلديات، لم اجد بلدية وقفت معي وكتبت عن القانون، للأسف يعتقدون ان وزير البيئة عدوهم، وان الدولة “مستعمرة”، أنا استغرب عندما يتحدث الشعب اللبناني عن دولته، فأسال من هي الدولة؟، اليست هي شقيقك او ابن عمك؟ فنحن من أتى بالنواب وهم جاءوا بالوزراء، هذه هي الدولة”.
وأضاف” نحن نتحدث بهذا الموضوع عن خطة نهائية، وهي تبدأ بالإتفاق على مواقع، وبعد ذلك ننتقل الى التنفيذ، والتنفيذ يكون حسب الأصول، ونحن قلنا انه سوف نلزم مجلس الانماء والاعمار بنقل 1000 مكب عشوائي الى 25 مطمرا صحيا، ان مفهوم المطمر الصحي واضح كثيرا، الحل لدينا النهائي هو ليس الحلول المؤقتة التي نقوم بها، عندما نكون في حالة طوارئ التنظير والكلام سهل جدا، اذا اتجهنا الى الحل بالقوة والتكسير والضرب، لن يمشي الحال، ما من حل سيمشي، فمن اجل ذلك نقول علينا التفكير سويا بالحلول والبدائل عبر عقد لقاءات متعددة بيننا. انا ضد ان تفرض الدولة الحلول، الدولة غير قادرة ان تفرض الحل، الدولة غير قادرة على مواجهة الناس، لا يمكن ان نتسبب بفتح كل مطمر بسقوط 20 و30 جريحا، ليس هذا المطلوب، انت “مش جاي حتى تكسر رأس حدا” انت قادم لتجد حلا لنفاياتك، اذا كانت الدولة هي من تريد ايجاد الحل، نسأل أي دولة؟ وأين؟ .
وتابع جريصاتي: “لقد تقدمنا بمشروع قانون للبلديات بالنسبة الى امكانات البلديات، وهذا المشروع يعطي الحق للبلدية ان تستوفي مبلغ 10000 ليرة لبنانية على كل منزل بالشهر، عدا عن التسعيرة المختلفة للمؤسسات، ووضعنا دراسة كبيرة لهذا الموضوع، على شرط ان تذهب هذه الاموال الى البلديات لا الى الصندوق البلدي المستقل، وخضت معركة لالغاء ديون شركة سوكلين، التي تبتزنا على فترة 25 سنة، ولم اتمكن من الحصول عليها في لجنة النفايات، وعرضت مقابلها جدولة الدين للصندوق البلدي المستقل من جراء شركة سوكلين، وما زلت لوحدي بهذه المعركة، وهذا الامر يقوي امكانات البلديات، حيث لم يعد تحسم من موازنتها 40 بالمئة، بل 30 و20 و10 حسب قياس البلدية ومداخيلها، فهذا كله زيادة دعم لبلدياتنا، حتى نكون فعلا نحن مسؤولين، حيث اذا اردنا ان نقوم بلامركزية النفايات نكون جديين، حيث نعطي للبلديات الامكانات وبعدها نحاسبها، لا ان نطلب من البلديات اللامركزية ونقفل عليهم السكر ونخنقهم، هذه كذبة كبيرة، وعليكم ان تعلموا انني اخوض حربا لوحدي فيها، للأسف لم اجد اي بلدية تتحدث او تكتب عن الموضوع حول اهمية هذا الموضوع الذي يقوي امكانات البلديات، للأسف 25 سنة وتسرق البلديات وما من احد تكلم”.
مداخلات
وتخلل اللقاء مداخلات، حيث اكد رئيس لجنة البيئة النيابية النائب مروان حمادة أن “موضوع النفايات وضع للمناقشة في المجلس النيابي بعيدا عن أي اعتبار سياسي”.
وقال: “لدينا مسار ينطلق من القانون الذي اقريناه والذي يحتاج إلى قوانين إضافية ومراسيم تطبيقية وقرارات وزارية، والى حلول قد لا تكون في كل منطقة، لأن كل قضاء يختلف عن الاخر”.
وأشار الى “أن الأساس هو كيفية معالجة النفايات بدءا من الفرز إلى النهاية. وفي ما يتعلق بساحل الشوف، فلن يتم تحميله أكثر مما يتحمل، وبالتالي لن تقبل بالحلول التي ترضي فلانا او آخر ماديا او غير مادي، بل علينا أن نفتش عن الحل المنطقي”.
ودعا الوزير جريصاتي الى منع التلاعب بموضوع “هذه الكسارة او ذاك المطمر”، ووصف حمادة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بالبيئي الأول بنفسيته وتوجهه.
البستاني
وكانت مداخلة للنائب فريد البستاني أكد فيها أن “المطمر لن يكون في الجية، وعلينا أن نفكر علميا عن المكان الأصلح”.
وأشار الى أن “نواب الشوف لن يقبلوا بأن يفرض عليهم أحد حلا ليسوا موافقين عليه”.
مداخلات
وكانت مداخلات للوزير السابق ماريو عون وللمسؤول السياسي في الجماعة الإسلامية الشيخ أحمد فواز، ولمنسق عام تيار المستقبل وليد سرحال، وعضو قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي محمد بصبوص، ورئيسي اتحادي البلديات الشمالي والجنوبي زياد الحجار وجورج مخول، ولرؤساء بلديات: جدرا الاب جوزف القزي، وبعاصير امين القعقور، وسبلين محمد يونس، والجية وسام الحاج، وبرجا ريمون حمية، وحصروت نظير سعاده ورئيس لجنة طوارئ البيئة في اقليم الخروب حسيب الخطيب والشيخ محمد سرور.
وقد أجمعت الكلمات على رفض إقامة مطمر في المنطقة وضرورة الفرز من المصدر والسعي لإيجاد حلول تجنب المنطقة كارثة بيئية.
كما رفع عدد من شباب برجا من المجتمع المدني عند مدخل قاعة اللقاء في الدير صورا لدواخين المعامل والكسارات ومصادر التلوث في المنطقة، وهتفوا جميعا عبارة “لن يمر” مرات عدة.