البدانة هي هاجس كل واحد منا في حال تخطى خط الاعتدال في المأكل كمية ونوعية  خصوصا  وانها باتت تشكل رقما مرتفعا مقارنة مع دول الخارج حسب دراسة الجامعة الاميركية. مما يعني انها انذار صحي لا بد من ايجاد  حلول سريعة مشتركة بدءاً من المعنيين في تحفيز مأكولات الريجيم باسعار منخفضة كي يتمكن اي مواطن تناولها الى منع وجود الحانوت في المدارس كي لا يدفع بالاطفال الى تناول المأكولات الدسمة ليبقى السؤال : الى اي مدى هناك رقابة عليها او اي قانون يطبق لحماية صحتنا من اي دسامة ؟

من هنا  اطلقت وزراة الصحة حملتها الوطنية  للتوعية عن مخاطر البدانة  تحت شعار “صحتك ما بتحمل، خفّف وزن عليها”  بهدف تسليط الضوء على المخاطر الصحية للبدانة وكيفية تفاديها خصوصًا أنها مسبّب رئيسي للعديد من الأمراض المزمنة مثل السكري والضغط والقلب وصولا إلى داء السرطان، علمًا أن تقريرًا حديثاً لمنظمة الصحة العالمية أدرج تسعة من بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على قائمة الدول التي فيها أعلى مستويات للبدانة في العالم، وجاء لبنان في المرتبة السادسة بعد الكويت والأردن والسعودية وقطر وليبيا الى ذلك  أن ثلاثة في المئة من الأطفال يعانون من البدانة وقد يكون ذلك في الغالب لأسباب وراثية، فيما سائر الأطفال يولدون بوزن طبيعي، ويتغير ذلك تدريجًيا بسبب نمط العيش الذي يؤدي بهم إلى اكتساب وزن زائد وبدانة عندما يكبرون.

 ما وراء ارتفاع البدانة بالارقام

امام هذا الواقع الاليم صحيا عن البدانة التي كشفت  بحقائق  بالارقام  عبر دراسة صادمة عن ما وصلنا اليه من ارتفاع  في البدانة في لبنان خصوصا الاطفال حيث اطلعتنا عليها رئيسة الجمعية اللبنانية للتغذية  الدكتورة نهلا حولا  التي اعدت تلك الدراسة العلمية الصادرة عن الجامعة الاميركية مما قالت ل greenarea.info :”  ان السمنة باتت  مشكلة عالمية حتى صارت في الخليج  بالمرتبة الاولى اما في لبنان  ضمن  الدراسة  العلمية  التي اجريناها في الجامعة الاميركية   فتبين  ان نسبة البدانة الى ارتفاع ايضا مما شددنا  على طريقة التواصل الايجابي عند المصاب بالبدانة  بمعنى انه لا يجوز اللجوء الى اسلوب اللوم  كالقول انت بدين لانك لا تسمع النصائح او انك تأكل كثيرا و لم تمارس الرياضة  لان في ذلك تتعب نفسيته ويؤثرعلى نمط غذائه  بل علينا دعمه ومساعدته للتخلص من حالته الصحية لان اللوم لا يقع عليه بل  على السياسات الصحية في البلد وعلى القوانين غير المطبقة وعلى  نمط العيش غير السليم .”

واضافت الدكتورة حولا :” في لبنان لا يوجد مكان لكي يمارس اللبناني رياضة المشي  كما وانه ليس هناك من غرفة للرياضة داخل مؤسسات العمل كي يمارس الموظف الرياضة بعد ساعات من العمل المكتبي  كما هو الحال في بلدان  الخارج عدا ذلك ليس هناك ايضا  من حوافز تساعد اللبناني ليأكل الحمية الصحية اي لا يتم تخفيض سعر الخبز الاسمر او اي شيء يتعلق بماكولات الحمية. كما وانه لا يجوز التركيزكثيرا  في التسويق على  السكاكر كالبونبون والشوكولا  كما وانه ليس هناك من رقابة على حانوت المدرسة بما يحتوي من مأكولات دسمة وسكاكر  حتى وصلنا بذلك  ان بدانة عند الاطفال في لبنان تضاعفت اكثر من الكبار. من هنا مهم جدا  ما قمنا به من مشروع توعية في بعض المدارس حيث  فرضت وزارة التربية قانون على حانوت المدرسة  في ما يجب بيعه والمسموح به الا اننا تفاجئنا ان بعض مدارس الخاصة لم تقبل  ان يكون هناك محاضرات للاهل عن التوعية الغذائية  بحجة  غياب الوقت  مع العلم  ان التوعية ضرورية خصوصا في سن المراهقة  بعدما  تبين ان  الشبان مصابون بالبدانة  اكثر من البنات  اما عند الكبار البالغين فالبنات اكثر مما وصلنا في لبنان ان نسبة السمنة كمرض  تصل الى 28 % النسبة ذاتها  في اميركا انما الفرق  بين لبنان واميركا  هو ان هذه الاخيرة  تملك المال لمعالجة المصابين بالبدانة على نفقتها عكس مما هو عليه في لبنان لا اموال للعلاج  مما نشدد عل اتباع النصائح  الوقائية لحماية الصحة من السمنة في اهمية شرب المياه بدل العصير والمشروبات الغازية مع  الابتعاد على المحلللات التي فيها  الكثير من السكر.”

الجدير ذكره  حسب الدكتورة حولا :”أن مسؤولية تحجيم ازدياد البدانة لا تقع على الفرد وحده بل على المجتمع ككل شاملا المدرسة والجامعة والبيت والمربين وصولا إلى تحديد استراتيجية وطنية للحماية من البدانة في لبنان . وقد كشفت الدراسة التي قمنا بها  ان نسبة البدانة بين عمر صفر وخمس سنوات تبلغ 3.3%   اما بين عمر ست وعشر سنوات تصل الى 16.1%  وبين عمر إحدى عشرة وتسع عشرة سنة12.7%  اما لمن يتعدون عشرين سنة  تبلغ 28.2%.  حيث أن هذه الأرقام تظهر ارتفاع نسبة البدانة لدى الأولاد والمراهقين ما يحتّم دق ناقوس الخطر، خصوصا ان دراسات أجرتها الجامعة الأميركية في بيروت عكست السرعة في ارتفاع نسبة المصابين بالبدانة بحيث بلغت نسبة هذا الإرتفاع 60% في خلال اثنتي عشرة سنة من سنة 1997 إلى  سنة 2009 ، علمًا أن هذه النسبة سجلت في بلدان أخرى إنما في غضون ثلاثين سنة .”

التركيز على دور الاهل

اما في ما يتعلق باهمية الوقاية وكيفية اتباع الارشادات الضرورية لحماية الصحة من تداعيات البدانة فما كان للاختصاصية في الطب الغذائي الدكتورة نيكول الصايغ ان تشرح ل greenarea.info:”ان ارتفاع البدانة تكون نتيجة  لعدة اسباب منها كثرة تناول الاطعمة كمية ونوعية وقلة الحركة وغياب الحدائق العامة لممارسة الرياضة ووسائل النقل غير المتوفرة  والجلوس طويلا  للعب في الالعاب الالكترونية خصوصا ان الطفل بات مدمنا عليها دون اي حراك او اي اهتمام  من امه نظرا  للانشغالها في العمل مما ينتج عن ذلك  اهمالها في الطهو المنزلي الصحي  ليحل  مكانه الوجبات السريعة  التي فيها الكثير من الملح والسكر  فضلا عن المشروبات الغازية عكس مما هو عليه  ما كان سابقا حيث كانت الامهات تهتمين اكثر لاولادهم في الطهو الصحي  فضلا عن ان الولد كان يعتمد على الالعاب فيها الكثير من الحركة كالالعاب الغميضة من دون ان ننسى  ان هناك عوامل داخلية تزيد  من البدانة كالجينية  التي تؤثر على الولد حيث يصبح بدينا مثل اهله  عندما يكبر او في حال  الاصابة  ايضا في  اضطرابات  سواء في الغدة الدرقية او في البنكرياس الى الاصابة في السكري عدا المشاكل الهورمونية خصوصا عند الفتاة التي تزيدها بدانة كما ان البعد النفسي له تاثير خصوصا عند المراهق  وعندما ننصحه في اتباع  الحمية  الغذائية  نوجهه نفسيا مما ينتبه على نوعية الاكل لكي  يحافظ على جسمه مما نتوقف هنا على طريقة الاهل في التعامل مع ابنهم لان اذا  كانت سلبية  ستكون ردة فعل المراهق  الى البدانة اكثر  مع اهمية التركيز على الطبخ اللبناني المهم كون فيه الكثير من  التنوع  والمغذيات المطلوبة كالكوسا باللبن والبازيلا والرز والبامية .”

قلة الحركة وراء كل علّة

اما من ناحية تأثير الاضطرابات الغدد والهورمونات وراء ارتفاع البدانة فاوضح  الاختصاصي في طب الغدد و السكري  الدكتور اميل عنداري  ل greenarea.info : “ان البدانة  التي وراء  الاضطرابات الهورمونية لا تشكل سوى 10 % انما هي في اكثر الاحيان سببها النمط الحياتي غير السليم فضلا عن العوامل الجينية الوارثية والبيئية واكثر شيء قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة  التي ظهرت كثيرا في البلدان العربية خصوصا في الخليج حيث تبين انهم مصابون في البدانة بنسبة 50 % و السكري 25%  نظرا لقلة الرياضة عكس مما هو عليه في اوروبا نجد حتى العجزة يمارسون  الرياضة في  عز التلج بينما نحن  في لبنان ليس عندنا نمط حياتي سليم  مما ننصح بتفادي البدانة في توقيت الاكل   و اختيار  الغذاء السليم والصحي و الابتعاد  عن الدهون و التدخين  و النارجيلة  وممارسة الرياضة اقله نصف ساعة يوميا.”

الحبوب او الحقن للتنحيف “كلها تجليطة “

اما من ناحية تأثير البدانة على الاطفال فاعلن الاختصاصي في طب الاطفال الدكتور فيليب شديد  ل greenarea.info: ” انه ليس هناك من ارتفاع بدانة عند  الاطفال  رغم انها تظهر عندهم بوقت مبكر الا اننا ننصح في تجنبهم الماكولات الدسمة والوجبات السريعة وكل  طعام فيه من اللحوم الدسمة يجب  تناوله  بكمية اقل الا انه لا يمكن ان نمنع الاطفال من تناول كليا السكر او الملح بل يجب تناولها  بكمية قليلة شرط ان لا يكون الطفل مريضا في الكلى ام السكري  .”

الى رأي الاختصاصي في امراض القلب الدكتور زيدان كرم ل greenarea.info الذي وجه بعض من النصائح الا وهي :”  ان البدانة تؤدي الى ارتفاع  في الضغط و السكري من نوع الثاني  وكأن الشخص البدين حامل كيس ترابة على ظهره خصوصا انها باتت الى الظهور بكثرة عند الصغار اكثر من الكبار .حيث الاسباب متعددة منها  جينية ام مكتسبة مع العادات الغذائية السيئة  لذلك علينا ان نعمل مثل اميركا حيث يتم التركيز على الحفاظ  على الجسم السليم عند الطفل منذ صغره دون تركه بدينا وذلك عبر تكثيف الرياضة والحركة  اما اللجوء الى الحبوب او الحقن للتنحيف “كلها تجليطة ” فالمهم التقليل من الدهنيات و الاكل في اعتدال  كما وانه على المدارس ان تلعب دورا اساسيا في التوعية ضد البدانة والتركيز على ممارسة  رياضة المشي لان من مساوىء البدانة تؤثر على القلب و تزيد الضغط في الشرايين لتضييقها  كما وانه من الملاحظ انه اذا عانى الشخص من الانيهار العصبي  يتجه الى الادمان على الاكل وهذا ما يصاب به شريحة مهمة من الناس لذلك من الضروري التنبه لهذا الامر.”

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This